بالروح بالدم 7
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

بالروح بالدم (7)

المغرب اليوم -

بالروح بالدم 7

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

كل ما هو قائم على الفوقية واعتبار الذات وحدها الحق وكل ما عداها عاصٍ وآثم وجدير بالفناء، هو يمين متطرف.

ومن يدافع عن أيديولوجيته السياسية أو قائده المفدى حرفيا بالروح والدم، لأن أيديولوجيته وحدها الحق والحقيقة، ولا ينبغى لأحد أن ينتقدها، فما بالك يعارضها، أو لأن قائده المفدى لا يخطئ أو يفسد أو يتخذ قرارا خاطئا، هو متطرف، لأن الدفاع بالدم فى أغلب الأحوال تطرف. (ولنترك جدلية المقاومة هنا لأنها قضية مختلفة).

ويبقى التطرف والتعصب الأبرز متصلين بالدين، وفى حالتنا، بنسخة مختلفة ومختلة من الدين أو التدين، وقد نجح البعض ممن احتكروا الدين قبل عقود، وتٌرِكوا يرتعون فى ربوع البلاد وفى عقول العباد.

التطرف الدينى ليس بالضرورة شخصا مشعث الشعر واللحية يحمل سلاحا ويروّع الجميع من حوله باعتبار كل من يعارضه عدو الدين وكاره المتدينين، وفى الخلفية راية سوداء مكتوب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله». المتطرف قد يكون فنانا مازال يعمل بالفن، لكنه كلما تحدث عن رؤاه الحياتية تطرق إلى غاية وأمل اعتزال التمثيل أو الغناء فى يوم ما والتفرغ للدين. المتطرف قد يكون موظفا فى بنك يحلم باليوم الذى يملك فيه رفاهية هجر العمل فى البنوك وفتح «بيزنس» حلال. المتطرف قد يكون مرشدا سياحيا أو نادلا أو موظفا فى فندق سياحى، ويعتبر نفسه عاصيا مذنبا آثما لعمله فى هذا المجال، ويحلم بيوم التوبة والاعتزال. المتطرف قد يكون مدرسا فى مدرسة ويشعر بالذنب وهو يشرح درس «تنظيم الأسرة» أو «دور المرأة فى المجتمع» «لأن كليهما حرام بالطبع»، فيكفر عن الذنب بإخبار الصغار أن ما يدرسونه شىء وكلام ربنا شىء آخر. المتطرف قد يكون حاصلا على دورة دينية ما فى مكان ما، ويعتبر نفسه داعية ويتحدث للصغار عن الشياطين التى تنطلق فى الشوارع وقت المغرب ما يلزم إغلاق الأبواب والنوافذ حتى لا تقتحم البيت وكأن الشيطان سيدق الجرس أو ينتظر فرصة الشباك المفتوح ليدخل. والأمثلة التى تعيش معنا ونعيش معها أكثر من أن تعد أو تحصى.

أعراض التطرف كثيرة ومعروفة، ويصعب تحديدها فى المجتمعات التى تشهد حالة تطرف جماعى. أبرز الأعراض: العداء تجاه الآخر، والآخر ليس بالضرورة متبعا دينا مختلفا، بل ربما يتبع الدين نفسه، لكن بمفهوم التدين «بتاع زمان» (ما قبل الصحوة) حين كان التدين علاقة بين العبد وربه، حين يتحدث يبدو كأنه يقرأ نصا مكتوبا، درجات الغضب لديه مرتفعة جدا، والسبب أن الجميع من حوله عاصٍ، وهو ما يستلزم الغضب، له قاموس متفرد دخلت عليه مفردات من عينة «المنافقون» «الطواغيت» «النصارى» «الديوث» «الزنادقة» «أحفاد القردة والخنازير» «أعداء الله» وغيرها، دعم العنف والإرهاب تجاه الثقافات والأديان الأخرى، الحديث الدائم عن الشهادة باعتبارها غاية المنى والأمل، اعتبار الموت الهدف الأسمى، والدنيا اختبارا قاسيا وحياة ضنكا وتمنيا مستمرا للموت، وللحديث بقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بالروح بالدم 7 بالروح بالدم 7



GMT 22:12 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عارك وحدك

GMT 22:05 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تجعلوا من النكره نجمًا

GMT 22:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن أنور السادات

GMT 21:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق التاريخ... مُنتعشة!

GMT 21:56 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الخليج... والنمو الاقتصادي المطلوب

GMT 21:53 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة عقود على إعلان «نوسترا أيتاتي»

GMT 21:51 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

استراحة فاروق جويدة!

GMT 21:48 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

من نحن.. فراعنة أم عرب أم ماذا؟!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib