الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة

الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة

المغرب اليوم -

الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

هل هناك أمل أن يتوقف إلقاء بعض المواطنين للمخلفات والقمامة على الطرق العامة المختلفة، وهل هناك أمل أن تتحول القرارات إلى واقع ملموس، وليس مجرد كلمات وتصريحات؟
أسأل هذا السؤال لأن حال بعض الطرق فى مصر صار مأساويا، والانفلات صار بلا حسيب أو رقيب.
ولكن من الأخبار الجيدة مؤخرا ما وجه به وزير النقل الفريق كامل الوزير رئيس وقيادات الهيئة العامة للطرق والكبارى بتفعيل مأمور الضبط المخول له الضبطية القانونية بالقبض على المخالفين. الذين يلقون المخلفات على الطريق الدائرى، خاصة المسافة التى تم تطويرها وتسليمهم إلى النيابة العسكرية للمحافظة على المظهر الحضارى للطريق وتحقيق الاشتراطات الصحية للسكان.
كنت أتمنى أن يكون هذا التوجيه شاملا لكل الطرق وليس فقط جزءا من الطريق الدائرى لأن فوضى الطرق وصلت إلى حد غير مسبوق، ولا أعتقد أننا يمكن أن نتحمله طويلا.
مبدئيا لا أفهم كيف تنفق الحكومة مئات المليارات من الجنيهات على شبكات الطرق، ثم لا تراقب أو تحاسب المخالفين الذين يدمرون هذه الطرق سواء كانت سيارات النقل أو تلك التى تلقى بالمخلفات؟!!.
وضع الطرق فى مصر شديد البؤس، خصوصا فى القرى والنجوع وعلى مداخل المدن.
فى عيد الأضحى الماضى ذهبت إلى قريتى التمساحية مركز القوصية بأسيوط لقضاء العيد مع أمى وإخوتى، ووقتها شاهدت واقعا صعبا، ما يزال مستمرا حتى هذه اللحظة. على مدخل هذه القرية وقرب قرية المنشأة الصغرى بحيرة كبيرة يطلق عليها الناس هناك «القنطرة»، ويقال إن تماسيح ضخمة كانت تعيش فيها منذ زمن بعيد، ولذلك تم تسمية القرية باسم «التمساحية». المهم الحكومة قررت ردم هذه القنطرة لاستغلالها فى إقامة محطة للصرف الصحى تخدم القرى المحيطة بها أو لأى مشروعات أخرى.
والمنطقى أن يكون الردم باستخدام مخلفات المبانى من طوب وزلط ورمال، لكن الذى يحدث كل يوم أن عربات نقل ضخمة تأتى بالقمامة ويتم إلقاؤها فى المكان، وبعدها يشعلون فيها النيران لإحراقها، والنتيجة ولأن الرياح تتحرك من الشمال للجنوب فإن البيوت القريبة منها تعانى من استنشاق الدخان الملوث طوال الوقت.
الأهالى قدموا كل الشكاوى للجهات المختصة، لكن الظاهرة ما تزال مستمرة من دون تدخل فاعل.
ونفس الطريق الذى يربط مركز القوصية بقرى التمساحية والحرادنة والمنشأة الصغرى ملاصق لترعة صغيرة صارت ممتلئة بالقمامة وعلى أجنابها، وكذلك بالماشية والحمير النافقة خصوصا المنطقة الملاصقة للسلخانة القديمة فى مدخل القوصية.
وهو مشهد أخشى أن الناس اعتادت عليه، بعد أن يأست من أى عمليات إصلاح.
السؤال البسيط والبديهى الذى لا أجد له جوابا: أين هى الجهات المختصة، وهل هى هيئة الطرق أم المحليات ومجلس المدينة أم من؟!
وحتى لا أظلم مركز القوصية فقط، أسارع للقول أن هذه المشاهد المحزنة والمؤسفة موجودة فى العديد من المدن والقرى بكل محافظات الجمهورية، بعد أن أصبحت معظم الأجهزة المسئولة عن متابعة ومراقبة هذا الأمر مغيبة أو متواطئة أو متكاسلة أو مهملة.
والأمر للموضوعية لا يقتصر على المحليات، فالطرق تتعرض لانتهاكات يومية من التكاتك والميكروباصات والنقل السريع، وإدارات المرور لا تفعل دورها كما ينبغى فى أماكن كثيرة، ولذلك لم يعد غريبا أو مدهشا أن ترى «توك توك» يسير عكس الاتجاه على الطريق الدائرى أو فى طرق كثيرة وسط البلد. وهو مشهد يومى أراه بجوار مجلسى الوزراء والنواب ومربع الوزارات فى منطقة لاظوغلى وقصر العينى.
هل من المعقول أن ننفق مليارات الجنيهات ثم نترك مجموعة من البلطجية والمخالفين ولوبى سيارات النقل والتكاتك يدمرون هذه الطرق ويشوهونها، وينشرون الفوضى والبؤس وكل ما هو قبيح فى الشوارع المصرية.
أفيقوا يرحمكم الله.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 17:55 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

بوادر هدنة في السودان وتوقعات بلقاء قريب بين البرهان وحميدتي
المغرب اليوم - بوادر هدنة في السودان وتوقعات بلقاء قريب بين البرهان وحميدتي

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:46 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

القلق يسيطر علي إدارة اتحاد طنجة بسبب النتائج السلبية

GMT 09:54 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

ديكورات حدائق منزلية صغيرة خارجية مميزة

GMT 08:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تعرفي على كيفية صنع صبغات شعر طبيعية لتغيير لونه

GMT 07:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

"مرسيدس الفئة S" تمثل أفضل سيارة في العالم

GMT 09:53 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

AZZARO WANTED العطر المناسب للرجل الذي لا يعرف المستحيل

GMT 14:11 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أتلتيكو مدريد يلجأ إلى أسلوب ذكي ليحشد الجماهير في الملعب

GMT 07:50 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل المعاطف للشتاء بأسعار معقولة وألوان حيادية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib