قادسية «أرامكو»

قادسية «أرامكو»

المغرب اليوم -

قادسية «أرامكو»

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

قبل أيام أقيمت المباراة المثيرة للظفر بكأس الملك في كرة القدم، في ختام موسم كرة القدم السعودي، بين فريقي الاتحاد من جدّة، والقادسية من الخُبَر في المنطقة الشرقية السعودية.

المواجهة الرياضية الحماسية هذه حظيت بلفتة ملكية هي حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتكريم الفائز بهذه الموقعة، وهو فريق الاتحاد، لكنّ ذلك غير مستغرب على النادي الجدّاوي، الأنظار التفتت إلى منافسه المُقبل من الساحل الشرقي السعودي، الذي كان إلى وقت قريب في دوري الدرجة الأقلّ من دوري الصفّ الأول، دوري «روشن».

ما قام به نادي القادسية من الوصول لنهائي كأس الملك، وكان وارداً أن يفوز به، وتحقيقه مرتبة متقدّمة في الصفوف الأولى لترتيب كبار الدوري، يُعدُّ إنجازاً نوعياً لهذا النادي، عجز عنه الكثير، ولفت انتباه المنصفين.

حديثي هنا - لمن قد يستغرب هذا الخوض بشؤون «الكورة» - ليس عن شجون كرة القدم السعودية، بل عن الجهة التي تُشرف هذا النادي، والتي وصلت به إلى هذا الإنجاز في أول تسلمها له... إنها شركة «أرامكو» السعودية، عملاق الطاقة في العالم.

إذا قيل «أرامكو» في السعودية، فهذا يعني في الثقافة السعودية: الجِدّية والإتقان والتطور والديمومة.

هناك إنسان مميز هو إنسان «أرامكو»، وهناك ثقافة عمل وإدارة، هي بصمة «أرامكو»، منذ البدايات.

«أرامكو» جزء أصيل من تاريخ النهضة السعودية الحديثة، أثّرت على حياتهم، ليس في الاقتصاد، وحسب، بل في كل شيء.

يحكي كتاب عن قصة «أرامكو» السعودية منذ بداياتها الأولى، تأليف سكوت مكموري، وترجمة مجموعة، أصدرته سابقاً شركة «أرامكو». وكانت صحيفة «الحياة» آنذاك قد نشرت مراجعة عنه، نجد تفاصيل خلاّبة عن ملحمة التفاوض والامتياز التي قادها المؤسس عبد العزيز.

يروي الضابط البريطاني الذي أسلم لاحقاً والتحق بخدمة عبد العزيز مستشاراً، جون أو عبد الله فيلبي أن: عبد العزيز كان موقناً بأن في البلاد ثروات لا تُقدّر بثمن، إلى أن حان بعد ذاك التشاور حول تطوير الأمر ولقاء الملك بالسياسي ورجل الأعمال الأميركي الكبير تشارلز كرين الذي اجتمع معه فترات طوالاً لمناقشة الحاجات المعنوية والمادية اللازمة لتطوير المجتمعات عموماً، وبعد مباحثات عدة، وافق الملك عبد العزيز على التنقيب في الأحساء.

توجهت الأنظار إلى الساحل الشرقي للبلاد، لكن «الرجل الحكيم» لم يكترث لهذا التسابق المحموم، ولم يسمح بأعمال التنقيب حتى استشار معاونيه، وخلص إلى وضع شروط في غاية التعقيد، حتى انتهى الأمر بالتوقيع من «سوكال» بشروط مُرضية عام 1933، وقد نصّت مادة من العقد على: أن يتولى الجانب الأميركي إدارة المشروع وألا يستعان بغير السعودي إلا في حال عدم توافر الأكفاء من السعوديين.

هذه المادة بمفردها ساعدت في إعداد الأرضية المناسبة للتحول الكبير الذي شهده المجتمع السعودي. حسب الكتاب الآنف.

هذه قادسية «أرامكو» التاريخية، قادسية في كل مجال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قادسية «أرامكو» قادسية «أرامكو»



GMT 15:28 2025 الجمعة ,04 تموز / يوليو

مسلم ــ شيوعي ــ يساري

GMT 15:24 2025 الجمعة ,04 تموز / يوليو

مَن يعبر مِن حرائق الإقليم؟

GMT 15:23 2025 الجمعة ,04 تموز / يوليو

«الثنائي الشيعي» و«كوفيد ــ 26»

GMT 15:21 2025 الجمعة ,04 تموز / يوليو

قتل العلماء أو قتل القوة؟

GMT 15:20 2025 الجمعة ,04 تموز / يوليو

الغباء البشري

GMT 15:19 2025 الجمعة ,04 تموز / يوليو

صلاح ومحمود «بينج بونج»!

GMT 15:42 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الإعلان عن قميص مانشستر سيتي في الموسم المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib