بيروت و«حزب الله» ونيترات الأمونيوم

بيروت و«حزب الله» ونيترات الأمونيوم

المغرب اليوم -

بيروت و«حزب الله» ونيترات الأمونيوم

د. جبريل العبيدي
بقلم : د. جبريل العبيدي

لبنان حزين وبيروت منكوبة بعودة التفجيرات، في ظل أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، بعد فاجعة انفجار مرفأ بيروت؛ الكارثة الإنسانية والجريمة؛ سواء أكانت مفتعلة أم نتيجة إهمال، وإن كان الأخير مستبعداً عن مسرح الجريمة وبصمات الفاعل، رغم محاولات الإخفاء والاختفاء واللعب بمسرح الجريمة.
فالسلطات اللبنانية أعلنت نيترات الأمونيوم مسبباً للانفجار الهائل، رغم تأخر إعلان الحكومة اللبنانية عن وجود آلاف الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم، والتكتم على مالكها وكيف تمكن من إدخالها وتخزينها داخل الميناء في قلب العاصمة لمدة تجاوزت السنوات الست، مما يطرح سيلاً من الأسئلة، فنيترات الأمونيوم لا تحترق بسهولة، مما يعني حاجتها لصاعق للتفجير، فمن الصعب إشعال الأمونيوم أثناء التخزين العادي ومن دون وجود حرارة شديدة الارتفاع، لأنها ليست قابلة للاشتعال بحد ذاتها؛ وفق تقرير الخبراء.
انفجار مرفأ بيروت الذي يوازي زلزالاً قوته 5 درجات على «مقياس ريختر»، خلف أكثر من 3000 جريح وأكثر من 150 قتيلاً، ودمر واجهات كثير من المباني، كما تسبب في سحابة كبيرة بسماء العاصمة.
بالنسبة للتوقيت والمكان؛ لا يمكن استبعاد «حزب الله» ويد إيران في لبنان وبلاد العرب، فالتفجير جاء عشية الإعلان عن حكم محكمة اغتيال الحريري الأب، ففرضية أن الانفجار كان نتيجة التخزين السيئ والإهمال في تخزين 2700 طن من مادة نيترات الأمونيوم التي لا يمكن لها أن تنفجر إلا بصاعق، مستبعدة.
لماذا كانت هذه الكمية الهائلة من المتفجرات في مرفأ بيروت؟ ومن يملكها؟ ولماذا بقيت داخل مخازن الميناء، وهي مواد قابلة للانفجار، في مكان حيوي وضمن حي مكتظ بالسكان؟
المسؤولية تقع على «حزب الله»؛ لأن معظم العمليات في الميناء تحت سيطرة غير معلنة لـ«حزب الله»؛ وفق سياسيين لبنانيين، حيث إن إدارة الجمارك ليست لها السيادة التفتيشية على جميع الحاويات إلا التي تحمل «الشارة الخضراء»، أما «الحمراء»، وهي الغالبة، فليست للجمارك الرسمية في الميناء سلطة تفتيشها، وفق تصريحات مسؤولين؛ الأمر الذي يجعل «حزب الله» المسؤول حتى في حال فرضية أن سبب الانفجار إهمال في عملية التخزين.
اتهام «حزب الله» جاء بعد تداول نشطاء فيديو لحسن نصر الله يشبه فيه تفجير ميناء بقنبلة نووية، حيث قال: «إن القنبلة النووية (التي يقصدها) ستكون بإرسال صواريخ من قبل (حزب الله) على حاويات الأمونيا في ميناء حيفا داخل إسرائيل، مما سيؤدي إلى انفجار شبيه تماماً بالقنبلة النووية».
تاريخ «حزب الله» طويل وحافل مع نيترات الأمونيوم، وفق كثير من التقارير الاستخباراتية الدولية، مما يجعله المسؤول الأول عما حدث من فاجعة في بيروت، حيث ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أن الأمن البريطاني داهم مواقع مرتبطة بـ«حزب الله» بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين أطنان من نيترات الأمونيوم، وكذلك حدث بقبرص في لارنكا، حيث قبض على عناصر من «حزب الله» وبحوزتهم أطنان من نيترات الأمونيوم، وبعدها في بوليفيا وألمانيا والكويت، وجميعها كانت لعناصر من «حزب الله» تهرب مادة نيترات الأمونيوم.
سلوك «حزب الله» العدائي داخل وخارج حدود لبنان جعل منه ظاهرة إقليمية؛ بل وشبه عالمية، تسببت في كثير من الأزمات والمشكلات جراء تحوله إلى ذراع إيرانية في المنطقة وتجاوزه دور الحزب.
لبنان المنكوب منشغل اليوم بلملمة جراحه في مرفأ بيروت، وكان قد تظاهر قبل جائحة «كورونا» لإنهاء الطائفية، التي هي نوع من الفتنة الدائمة، التي تحركها الدوائر الخارجية متى تريد، خصوصاً في ظل وجود ميليشيا عقدية مسلحة تسمى «حزب الله» لا تعمل على استقرار لبنان ولا جواره. ولكن لبنان بعزيمة أبنائه؛ عاجلاً أم آجلاً، سينتصر على أعداء الداخل قبل الخارج، لينهض من جديد مثل طائر الفينيق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت و«حزب الله» ونيترات الأمونيوم بيروت و«حزب الله» ونيترات الأمونيوم



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib