فضيحة التلفزيون والمنتخب

فضيحة التلفزيون والمنتخب

المغرب اليوم -

فضيحة التلفزيون والمنتخب

المختار الغزيوي

أن يلعب المنتخب المغربي وألا نراه إلا عند أصدقائنا القطريين في قنواتهم الرياضية المتخصصة، في الأمر شيء ما غير طيب، وغير طبيعي،  إلى الحد الذي قد يتصوره العديدون.
في الأمر نشاز كبير، واستثناء مقيت، وفيه تحايل على الناس وضرب لمعنى الخدمة العمومية التي يفترض في قنوات تلفزيونية تابعة لقطب عمومي تابع لوزارة اتصال تقول لنا اليوم والليل ومابينهما إنها تريد المنافسة بالمنتوج الوطني  أن نحقق للناس الحد الأدنى منها
في بلدان العالم التي تحترم نفسها، ونحن نفترض أن المغرب واحد من الدول التي تريد أن تصبح كذلك، لايمكن أن يلعب المنتخب الوطني وألا يراه أبناء ذلك الوطن مجانا يلعب.
هذه هي القاعدة الأولى التي صارعت دول عديدة إلى أن ضمنتها لأبنائها وبعد ذلك يأتي حق النقل التلفزي للمنافسات، والتنافس حول من يظفر بالكعكة الخاصة بحقوق البث وما إلى ذلك.
في ألمانيا مثلا الأمر محسوم، لذلك نستطيع نحن هنا في المغرب مشاهدة منافسات كأس العالم وكأس أوربا مجانا في القنوات الألمانية واعتمادا فقط على الالتقاط العادي عبر “البارابول” لأن مفهوم الخدمة العمومية وتقديم مباريات المنتخب الوطنية مضمون ولا تشمله عمليات البيع والشراء التي تمس بقية المنافسات. وفي فرنسا اشترت “تي إف 1″ حق بث مباريات المنتخب الفرنسي لأنها قناة مفتوحة لا تحتاج فك تشفير ولا أي تجهيز إضافي من أجل التقاط برامجها وقس على ذلك ماشئت
في المغرب الحكاية كلها مبنية على فهلوة فارغة أوصلتنا إلى ما أوصلتنا إليه، واليوم والصراع على أشده بين الوزارة وبين إدارة التلفزيون حول حكاية “دفاتر التحملات المضحكة” لابد من العودة قليلا إلى الوراء، ولابد من الوقوف عند الفضيحة التي تم تسجيلها يوم السبت الماضي حين كان المغاربة يطوفون على الأقمار الصناعية كلها بحثا عن قناة من باب الصدفة تبث لهم مباراة فريق يقال لهم إنه منتخبهم الوطني.
سابقا وقبل “سبورت فايف” وقبل دارمون وقبل من باعوا لدارمون المنافسات وقبل من تواطؤوا مع حياتو من أجل صفقة البيع والشراء هاته، كان المغرب يقولها بصوت عال: مباريات المنتخب حق مضمون للمتفرج المغربي، ولايمكن تصور أن يتم هذا الأمر لأنه بكل بساطة فضيحة لو تم.
اضطر المغرب في منافسات سابقة إلى “التحايل” والبث بلغة أخرى غير لغة البيع والشراء الأولى التي تسلط عليها قطريو “البي إين” ومن يسهلون لهم المنعرجات في الجامعات والاتحادات المحلية وسط إفريقيا التي تعد القارة الوحيدة التي ارتكبت هذا المصاب الجلل تلفزيونيا ووطنيا
واضطر المغرب إلى الضرب بقوة على الطاولة حين اللزوم إلى أن ضمن بث منافسات فريقه الوطني، واضطر المغرب أحيانا أخرى إلى إضافة بعض المال أو إلى المقايضة بمنافسات الدوري وبتسهيلات التصوير داخل أرضه من أجل توفير الحد الأدنى من الخدمة العمومية المرتبطة بالرياضة هاته.
المهم كان الأمر يتم في نهاية المطاف، ولا تهم الوسيلة.
اليوم لا أحد يشغل باله بهذا الأمر: التلفزيون غارق في تدبير الأزمة المالية والتسييرية التي أغرقته فيها الوزارة، والوزارة لا يعني لها بث مباراة خاصة بالمنتخب شيئا بل ربما هي مرتاحة هكذا لأن الكرة أصلا “لهو ولعب ومتاع الغرور” و”داكشي”، والمتضرر الوحيد هو ذلك المواطن المغربي الذي لازال المنتخب يعني له شيئا، والذي لايتوفر على إمكانية فرجة على فريق بلاده إلا بالذهاب إلى المقاهي أو إلى اختلاس بث “الستريمين” أو قرصنة القنوات في انتظار توفر مسؤولين في هذا القطاع الإعلامي يعرفون، أو لنقل يفهمون معاني بث مباراة منتخب وطني لجمهور ينتظر هذا المنتخب
الأساسي في كل هذا هو أننا فزنا على الرأس الأخضر، أما “ريوس الحجر” التي تدبر شأننا الرياضي إعلاميا، وشأننا الإعلامي رياضيا فمعركتنا معها محسومة سلفا لصالحها هي بطبيعة الحال
“ولفنا معاكم الخسران آدراري…هانية”

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيحة التلفزيون والمنتخب فضيحة التلفزيون والمنتخب



GMT 18:41 2022 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

«علاش» نحب المغرب؟!

GMT 08:07 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

كرة النــدم

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib