فحولة رئيس الحكومة
زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر توكارا جنوب غرب اليابان الولايات المتحدة تشترط نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب اسرائيلي تصعيد جديد في الحرب اوكرانيا تستهدف مطارات روسية وتدمر ثلاث طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه مستوطنة كيسوفيم الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 20 شخصاً خلال مظاهرة دعماً لفلسطين بعد دخول قرار حظر جماعة "تحرك من أجل فلسطين" حيز التنفيذ انفجارات تهز مقاطعة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا مع إعلان حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء البلاد وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر يناهز ال 71 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وفاة الممثل جوليان مكماهون عن عمرٍ يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان بزشكيان يشيد بمواقف دول الجوار في قمة إيكو ويؤكد أن رد إيران على إسرائيل كان دفاعاً شرعياً توتر بين نتنياهو ورئيس الأركان الاحتلال الإسرائيلي بسبب خطة وقف إطلاق النار وهدنة الستين يوما على المحك
أخر الأخبار

فحولة رئيس الحكومة

المغرب اليوم -

فحولة رئيس الحكومة

احمد عصيد


يحلو لرئيس الحكومة أن ينفخ أوداجه وينفش ريشه كلما تحدث عن النساء، فتأتي لغته قطعية ماحقة، في صراخ أشبه بتصياح "الشناقا" والسماسرة في سوق الأبقار، وهو مثل غيره من المحافظين الماضويين لا يترك الفرصة تمرّ دون أن يُذكر الناس بفحولته خوفا من أن يعتقد الناس في خلاف ذلك، إنه أمر يشترك فيه جميع المحافظين من تيار رئيس الحكومة والتيارات الشبيهة،  ما يفسر شعورهم أمام المرأة العصرية المتفوقة بنوع من الإهانة لرجولتهم، فيكون الردّ كالمعتاد بالعنف اللفظي وهو أضعف الإيمان، أو المادي عندما يتاح لهم ذلك.

يفسر هذا كذلك لماذا يتسابق أعضاء هذا التيار على الزواج بعدة نساء ، فالمرأة لا تصلح إلا لشيء واحد هو أن تبرهن على فحولة الرجال، وعندما تعلن عن وجودها في غير ذلك الموقع، بكفاءة وقوة شخصية ، يشعر الرجال من أمثال رئيس الحكومة بالتحدّي، ويكون لزاما عليهم الردّ بقوة لكي يلقنوا المرأة درسا ويذكروها بمكانها الطبيعي، أن تكون تحت الرجل، إنه الفهم البهيمي المرتبط بطفولة العقل البشري، وبغرائز الإنسان الحيوانية التي تعود في كل مرة لتطلّ من كواليس الحضارة فتذكر الناس بوجودها.

يتحدى رئيس الحكمة النساء بالاحتكام إلى "استفتاء"، ليؤكد للناس أن المجتمع لا يريد مطالب النساء، لا يريد المساواة ولا يريد إيقاف العنف ضد النساء ولا يريد التوقف عن اغتصاب القاصرات باسم "الزواج"، ولا يريد إيقاف الميز ضدّ المرأة في العمل وفي مختلف مرافق الدولة، ويريد أن تعود النساء إلى البيوت لتلعبن دور "الثريات" المضيئات للرجال العائدين من العمل، والمحتاجين إلى عش هادئ وحضن دافئ، الشعب المغربي هكذا، لماذا نريد منه أن يكون مخالفا لطبيعته ؟ وهذا الشعب يحظى بثقة رئيس الحكومة لأنه متمسك بأسباب تخلفه، ثوابت الميز واللامساواة والعنف، يقول رئيس الحكومة ذلك بفخر وهو لا يدري أنه يفخر بنسبة الأمية المرتفعة في بلده، وبالجهالة المنتشرة، وبالعنف الحيواني، وبالذهنية الذكورية الهوجاء.

يسقط القناع مرة أخرى عن الإسلام السياسي وأهدافه، إنه لا يعتمد إلا على مظاهر التأخر والجمود، قوته في تخلف المجتمع، وهزيمته في وعي الناس وصحوتهم، ولهذا يكافح لكي يظل الناس في غفوتهم ولو إلى حين، طالما أن مفعول أي مخدّر مهما بلغت قوته ينتهي إلى زوال.

لا ينتبه رئيس الحكومة إلى أنه يخرق الدستور بكل كلامه، فاتهام النساء بأن مطالبهن غريبة عن المجتمع يعني أن تلك المطالب ليست دستورية، ولا تعرّي واقعا مترديا، ويعني كذلك أن التصريح الحكومي الذي وعدهن بتفعيل مضامين الدستور لصالحهن مجرد كلام عبثي، أو تعليمات مملاة عليه من جهة أخرى.

من المؤكد أن المناصب لا تدوم، وأن رئيس الحكومة سيصبح في ذمة التاريخ في يوم ما، لكن مما لا شك فيه كذلك أنه سيكون رمزا لمرحلة ميزتها الرداءة والسطحية والشعوذة اللفظية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فحولة رئيس الحكومة فحولة رئيس الحكومة



GMT 20:15 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

زهرة مدنية

GMT 20:14 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

العبودية الرقَمية... وهم ينظرون!

GMT 20:11 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

زمن بين القاهرة وطهران وطرابلس

GMT 20:09 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

كفانا عنترية وعواطف

GMT 20:08 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

قانون الإيجار القديم.. رؤية خبير

GMT 20:06 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

نتنياهو ــ ترمب... صفقة حقيقية أم ماذا؟

GMT 20:03 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

لماذا سكت الشعراء؟!

GMT 06:27 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

المواصفات الكاملة لهاتف LG الجديد Stylo 4

GMT 09:43 2014 السبت ,10 أيار / مايو

أفكار لألوان المطبخ تخلق مناخًا إيجابيًا

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وفاة طفل في مشفى ورزازات متأثرًا بسم عقرب

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

انتخاب الحبيب المالكي رئيسًا للبرلمان المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib