الرئيسية » تحقيقات

مراكش ـ سعاد المدراع

أصبح أطفال الشوارع يمثلون ظاهرة خطيرة في مدينة مراكش المغربية، وذلك بعدما أصبحت تنمو بشكل متزايد، حيث إنه  لا يخلو أي ركن من المدينة الحمراء من هذه الآفة، التي تعددت أسبابها بسبب  تفكك الأسرة، أو تمرد الأبناء على النظام الأسري، إضافة إلى الفقر. وتشهد المدينة الحمراء حاليًا أكتر من ألف طفل في شوارعها، تراهم في حال يرثى لها شبه عراة يندفعون حفاة بين السيارات، لا ملجأ لهم و لا مسكن، فهم يتخذون بعض الأماكن العمومية و الحدائق المهجورة مكانا للمبيت ، مفترشين الأرض و ملتحفين السماء و يفتقدون العطف والتعليم والمساعدة، ولاتراهم في الأماكن الراقي إلا وهم يتسولون ويلتقطون بقايا  الطعام من صناديق القمامة. عوامل عدة وراء لجوؤ هؤلاء الأطفال إلى الشوارع أبرزها الفقر و الطلاق و الانقطاع عن الدراسة و دفعهم إلي سوق العمل، إضافة إلى افتقارهم للحماية الأسرية، فأصبحون يكرهون الحياة، بل ويشعرون بالنقمة عليها، ما يهدد بدخولهم إلى عالم الانحراف والإجرام ,التسول والاستغلال الجسدي و الجنسي. حاول "المغرب اليوم" أن يقترب من هؤلاء ليتعرف على مشاكلهم بشكل أكبر، فيقول هشام ، 15 عامًا: "أفضل الشارع على البيت، فهناك دائما صراع في المنزل بين والدتي والدي، حيث يقوم والدي ببيع الأتات المنزلي لاقتناء قارورة كحول "بيرة"مما يولد مشاحنات دائمة بينهما". أما الطفل مهدي، 12 عامًا فيقول : "انقطعت عن الدراسة بسبب الفقر و خرجت للعمل كبائع "كلينكس"بين طرقات باب دكالة و جليز و إذا لم أعد للبيت في آخر اليوم بمبلغ 20 درهمًا فإن أبي سيقتلني ضربا، لذا لا أستطيع الرجوع إلى البيت إلى بعد الحصول على هذا المبلغ . ويقول الطفل امين ، 13عامًا: بعد وفاة والدتي وزواج والدي وجدت نفسي أتسكع في عالم المخدرات "السلسيون و الكالة و القرقوبي"، و تكفي نظرة واحدة إلى أمين لتدرك أية معاناة يعيشها بثيابه الرثة و وجهه المليء بالندوب . وفي سابقة من نوعها قام المخرج المغربي "نبيل عيوش" بانتاج فيلم من بطولة أحد أطفال الشوارع وهو "هشام موسون" للقيام ببطولة فيلمه "علي زاوا" و بعدها تلاه فيلم "رقصة الوحش"للمخرج المغربي مجيد لحسن التي شاركت فيه الجمعية الحقوقية "ماتقيش ولدي". ويرى معنيون أن هذه الخطوة بادرة جيدة لدمج هذه الفئة المهمشة من المجتمع، ولابد من إنشاء جمعيات مثل جمعية "ماتقيش ولدي" التي تترأسها السيدة نجاة انور، والتي تشمل فروعًا عديدة في المدن المغربية، و تعمل بصفة مستمرة على انتشال هؤلاء الأطفال من براكين الضياع، و كذلك الجهات المسؤولة وإجبارها على إيجاد آليات محاربة أسباب وجود ما يسمى بأطفال الشوارع والتي تتلخص في الحلول المادية واعتماد آلية الإدماج، ليصبح مكان أطفال الشوارع المدارس ومختلف مؤسسات التكوين والتأهيل وبالتالي المساهمة في بناء الذات والوطن.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

"رشاوى وأجهزة تجسس"كشف فضيحة إدخال بضائع محظورة من إسرائيل…
مؤسسة غزة الإنسانية تُقر بتسرب المساعدات إلى السوق السوداء…
سكان غزة يرفضون خطة ترمب للتهجير رغم الموت والدمار
11 عائلة أميركية رسمت معالم السياسة والاقتصاد في الولايات…
إسرائيل تعتزم استدعاء 54 ألف طالب من المعاهد الدينية…

اخر الاخبار

ضحايا من الأطفال في غزة وإسرائيل تبرر بالجوانب التقنية
محمد المهدي بنسعيد يؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة آلية…
نزار بركة يستقبل كفاءات مغربية شابة انخرطت في حزب…
ماكرون يستضيف رئيس مجلس النواب المغربي ورؤساء البرلمانات المشاركين…

فن وموسيقى

سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب…
لطيفة رأفت تعود بقوة في صيف 2025 بجولة فنية…
أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…

أخبار النجوم

باسم ياخور يعتذر للسوريين "لم أكن جزءاً من النظام"
فنان مصري يعاني من أعراض غريبة ويكشف تفاصيل مرضه…
سعد لمجرد وبوسي يقدمان الأغنية الدعائية لفيلم الشاطر
حنان مطاوع تعود إلى خشبة المسرح بعد غياب 10…

رياضة

موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان…
مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…

صحة وتغذية

تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة
جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد

الأخبار الأكثر قراءة

الأونروا تُعلن أن المساعدات التي دخلت غزة تغطي 9%…
إخلاء قسري لربع مليون فلسطيني من مخيم جباليا في…
ألمانيا تسعى لاتفاق أوروبي لإرسال طالبي اللجوء إلى دول…
انتقادات دولية حادة لآلية توزيع المساعدات في غزة وإقامة…
أبرز ما جاء في مقترح المبعوث الأمريكي لوقف الحرب…