الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الأزهر الشريف

القاهرة ـ المغرب اليوم

فض علماء في الأزهر الممارسات العدوانية كافة التي تنتهك حرمة النفس الإنسانية، واعتبروا أن حمايتها أي النفس الإنسانية ضرورة شرعية، موضحين أن الإسلام الحنيف يعتبر قتل النفس بغير حق من الجرائم التي يهتز لها عرش الرحمن، ويجعل حرمة النفس المؤمنة أعظم من حرمة الكعبة المشرفة.

وأكد العلماء أن الشريعة الإسلامية تعتبر العدوان على النفس الإنسانية خروجًا عن حظيرة الإسلام، وأن العدوان على نفس واحدة بمثابة عدوان على البشرية جمعاء لا على نفس واحدة، وأشار العلماء إلى أن الإنسان مكرم من الله سبحانه وتعالى، وهذا التكريم لكل البشر بصرف النظر عن العقيدة أو الانتماء العرقي أو القبلي أو المكاني، وقد دعا الإسلام للحفاظ على الإنسان بوجه عام ورعايته في نفسه وعقله ودينه وماله وعرضه.
 
ضرورة شرعية
 وأوضح د. محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري الأسبق، أن صيانة حرمة النفس الإنسانية بمثابة ضرورة شرعية، وأن قتل النفس بغير حق يعد في الإسلام من الجرائم العظيمة، مؤكدًا أن حرمة النفس المؤمنة أعظم من حرمة الكعبة كما جاء في قول الرسول عليه الصلاة والسلام مخاطبًا الكعبة: "والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك".

وقال د. زقزوق: عندما خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لم يتركهم سدى، بل أنعم عليهم بنعمة العقل من ناحية، ومن ناحية أخرى أرسل إليهم الرسل لهدايتهم، وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم وسعادتهم في دنياهم وأخراهم، وجاءت الشريعة الإسلامية بما يضمن تحقيق هذه الأهداف والمقاصد التي تعد مصالح حقيقية للعباد.

وتتلخص المقاصد الضرورية للشريعة الإسلامية في أمور خمسة، هي حفظ النفس والدين والعقل والنسل والمال، ومن المعلوم أن الحق في الحياة أصل لكل الحقوق الإنسانية، ولا مجال للحديث عن حقوق أخرى إذا أنكرنا على الإنسان هذا الحق، وعند الحديث عن حفظ النفس نلتفت في العادة إلى الإنسان الذي يعيش بيننا بالفعل، وننسى حق الجنين في بطن أمه في الحياة، فالجنين الذي تشكل خلقه في بطن أمه ودبت فيه الروح له الحق في الحياة، ولا يجوز لأحد أن يعتدي على هذا الحق، ومن هنا كان تحريم الإجهاض الذي يعد قتلًا لنفس حرم الله قتلها إلا بالحق، فهذا الجنين من حقه أن يخرج إلى الدنيا في أمن وسلام، ويعيش حياته كما أراد الله، وكل إنسان من حقه أن يكون آمنًا على حياته، فقد كرم الله الإنسان وفضّله على كثير من مخلوقاته، وجعله خليفة في الأرض وحمله مسؤولية عمارتها، ولن يستطيع الإنسان أن يؤدي واجبه ويتحمل مسؤولياته إذا كانت حياته مهددة بأي شكل من الأشكال.

وأضاف د. زقزوق: ونظرًا لأن الناس جميعًا قد خلقوا من نفس واحدة،  فإن العدوان على فرد واحد يعد عدوانًا على البشرية كلها لأنه جزءًا من هذا الكل، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ  أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ  فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ  جَمِيعًا" المائدة: 32.
 
لا للتهديد والترويع
 أما د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ورئيس جامعة الأزهر سابقًا، فقال: الشريعة الإسلامية تعد العدوان على النفس الإنسانية خروجًا عن حظيرة الإسلام، حيث قال الله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، "النساء: 93"، كما يعتبر الإسلام العدوان على نفس واحدة بأنه عدوان على البشرية جمعاء لا على نفس واحدة، لأن الاستهتار بحرمة النفس الإنسانية في موطن، يغري بالاستهتار بها في مواطن أخرى، ولأن العدوان عليها في شخص، يغري بالعدوان على كل الأشخاص.

وأضاف د.هاشم: ويصون الإسلام حرمة النفس من أن الاعتداء عليها حتى بمجرد التهديد والتخويف والترويع، ويحرم ذلك، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي..."، بل إن الإسلام يحرم التطرف حتى ولو كان بالنظرة التي يخيف الإنسان بها أخاه الإنسان فيقول صلى الله عليه وسلم: من نظر إلى أخيه نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة".
 
تكريم من الله
وأكد د. عبدالحكم صالح، الأستاذ في جامعة الأزهر، أن الإنسان مكرم من الله تعالى، حيث جعل التكريم لكل البشر بصرف النظر عن العقيدة أو الانتماء العرقي أو القبلي أو المكاني، ودعا للحفاظ على الإنسان ورعايته في نفسه وعقله ودينه وماله وعرضه، وجعل الجدال بالتي هي أحسن، جدالًا ليس عنصريًا ولا مستعليًا.

وشدد على أن الظلم والبطش والطغيان ليس من الإسلام، فالإسلام رحمة، فلا حرق ولا ذبح ولا تنكيل في الإسلام، ومجرد التلويح بأداة من أدوات القمع في وجه إنسان يؤيد استحقاق اللعن من الملائكة، موضحا أن الحياة هبة من الله وهي مكفولة لكل إنسان، وعلى الأفراد والمجتمعات والدول حماية هذا الحق من أي اعتداء، والنفس موضع اعتبار في شريعة الإسلام، حيث عني القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بحق الإنسان في الحياة عناية بالغة فأكثرا من النهي عن الاعتداء على النفس، وحذرا من الإقدام على ذلك صيانة للأرواح، وحفاظًا على الحياة.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…
فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…
اتهامات للحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي
قصر سيئون اليمني يعود للحياة بجهود الترميم بعد قرون…
التقويم الهجري تقويم قمري بدأ قبل الإسلام بقرنين واعتمده…

اخر الاخبار

الجيش الأميركي يعلن المشاركة في مناورات النجم الساطع بمصر
إحباط محاولة تهريب ذخائر مخبأة داخل براميل من سوريا…
المملكة المغربية تنجح في إختبار صاروخ موجه من طراز…
محكمة مغربية تصدر أول حكم يقضي بقانون العقوبات البديلة

فن وموسيقى

الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة
إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…
تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…

أخبار النجوم

الفنان عاصي الحلاني يكشف رأيه في لجنة برنامج «The…
منى زكي تواصل الغياب عن دراما رمضان للعام الثالث…
سعد لمجرد يُعرب عن سعادته الدائمة بالغناء في مصر
مفاجأة هيفاء الكبرى ألبوم جديد بعشرين أغنية متنوعة

رياضة

كريستيانو رونالدو يدخل في حالة حزن بعد خسارة كأس…
رونالدو يتفوق تاريخيا على الأهلي قبل نصف نهائي السوبر…
نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…

صحة وتغذية

أمل جديد في علاج تلف الكبد الناتج عن الإفراط…
سيرينا ويليامز تكشف تجربتها مع أدوية إنقاص الوزن بعد…
دراسة فلسطينية تكشف آثارًا مدمرة للمعاناة النفسية لدى الأطفال…
دراسات تكشف مخاطر السجائر الإلكترونية "النظيفة" على القلب وضغط…

الأخبار الأكثر قراءة

فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…
اتهامات للحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي
قصر سيئون اليمني يعود للحياة بجهود الترميم بعد قرون…
التقويم الهجري تقويم قمري بدأ قبل الإسلام بقرنين واعتمده…
اكتشاف أثري نادر لمدينة مدفونة في دلتا النيل تعود…