لندن - المغرب اليوم
تتجه الأنظار خلال الأيام القادمة إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تصاعدًا كبيرًا في التوترات الاقتصادية والسياسية. ويتجلى السباق بين الولايات المتحدة والصين على السيطرة العالمية في القرن الحادي والعشرين بشكل واضح، حيث تقود الصين جهودها نحو تعزيز مكانتها العالمية، مستفيدة من ما يعتبره الكثيرون أخطاء استراتيجية وقع فيها ترامب خلال فترة حكمه.
في مقال مطول نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أشار الكاتب سيمون تيسدال إلى أن الرئيس الصيني يضع نصب عينيه هدفًا واضحًا يتمثل في إحكام قبضته على تصدير المعادن النادرة التي تشكل عنصرًا حيويًا في صناعة التكنولوجيا والأسلحة المتقدمة، وهو ما يشبه الاحتكار التجاري المدروس لاستراتيجية تقويض قوة المنافس الأمريكي.
تأتي هذه المواد، التي تسيطر عليها الصين بشكل شبه كامل، في قلب صناعة الإلكترونيات، مثل الهواتف الذكية والسيارات الحديثة، لكنها تحمل أهمية استراتيجية بالغة لدخولها في تصنيع صواريخ كروز والطائرات المقاتلة والغواصات النووية والطائرات المسيّرة، ما يجعل استخدامها محوريًا في الصناعات الدفاعية الحديثة. ومنذ وقت قريب، أعلنت الصين قوانين جديدة تحظر استخدام هذه المعادن لأغراض عسكرية، مما دفع الدول الغربية إلى البحث عن بدائل واستراتيجيات جديدة لتأمين مصادرها.
يشير الكاتب إلى أن هذه الإجراءات ستؤثر بشكل مباشر على قدرة الغرب، خاصة الولايات المتحدة وحلفائها، في تزويد أوكرانيا بالسلاح في صراعها مع روسيا، التي تحظى بدعم صيني. كما تسعى الصين إلى تعزيز سيطرتها عبر إنشاء مؤسسات خارج حدودها لتصنيع هذه المواد، في تحرك يعكس تجربة الولايات المتحدة التي مارست سياسات مشابهة منذ عقود.
في المقابل، هدد ترامب بشدة بالرد على هذه الخطوات بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على المنتجات الصينية، بل وهدد بإلغاء لقائه مع شي جينبينغ، ما تسبب في حالة من الذعر في الأسواق العالمية. لكنه عاد وتراجع عن التهديدات، بينما تستمر العقوبات الاقتصادية والتوترات التجارية بين البلدين، ما يثير مخاوف من ركود اقتصادي عالمي محتمل.
ويخلص الكاتب إلى أن ترامب يفتقر إلى خطة واضحة للتعامل مع الصين، بينما يظهر شي جينبينغ عازمًا على خوض المواجهة كاملة إذا استمر الصراع التجاري بين القوتين، مستغلًا التراجع النسبي في نفوذ الولايات المتحدة في الساحة الدولية، خصوصًا بعد سياسات "أمريكا أولاً" التي اتبعها ترامب والتي أدت إلى تهميش حلفاء واشنطن التقليديين، مفسحة المجال أمام بكين لتمديد نفوذها.
هذا الصراع بين القوتين العظميين، وفقًا للكاتب، هو معركة لن يخرج منها إلا منتصر واحد، وستحدد نتائجها شكل النظام الدولي في المستقبل القريب.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الرئيس شي جينبينغ يُشيد بلقاءه مع ولي العهد مولاي الحسن ويؤكد متانة العلاقات المغربية الصينية
الرئيس الصيني يؤكد أن الشراكة مع البرازيل تُشكّل نموذجًا لاعتماد دول الجنوب على الذات


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر