القدس المحتلة - المغرب اليوم
أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التي فازت مؤخرًا بجائزة نوبل للسلام، عبّرت عن دعمها لإسرائيل خلال اتصال هاتفي أجرته معه، رحّبت فيه بعودة الرهائن الإسرائيليين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأشادت بالجهود الإسرائيلية ضد إيران، التي وصفتها بأنها تمثّل تهديدًا مشتركًا لكل من إسرائيل وفنزويلا.
البيان الصادر عن مكتب نتنياهو يوم الجمعة أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هنّأ ماتشادو على نيلها جائزة نوبل، مشيدًا بما وصفه بجهودها في تعزيز الديمقراطية والسلام في فنزويلا. وكان نتنياهو قد سبق له ترشيح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لنيل الجائزة ذاتها.
ماتشادو، التي تزداد شعبيتها في الداخل الفنزويلي مع اقتراب الانتخابات، أعادت التأكيد خلال الاتصال على موقفها الداعم لإسرائيل، وكررت تعهدها السابق بنقل سفارة فنزويلا من تل أبيب إلى القدس، في حال وصولها إلى السلطة، لتنضم بذلك إلى عدد من القادة في أميركا اللاتينية الذين اتخذوا خطوات مماثلة، من بينهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي والرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.
ويُذكر أن معظم سفارات الدول المعتمدة في إسرائيل لا تزال تقع في تل أبيب، نظرًا لعدم الاعتراف الدولي الكامل بالقدس عاصمة لإسرائيل، وسط تمسك الفلسطينيين بالمدينة الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتسعى ماتشادو، التي تقود أحد أبرز تيارات المعارضة في فنزويلا، إلى ترسيخ توجه سياسي خارجي مغاير تمامًا لسياسات الحكومة الحالية، التي تحتفظ بعلاقات قوية مع إيران ودول أخرى تعتبرها إسرائيل خصومًا إقليميين. ولم يصدر أي تعليق رسمي من المتحدث باسم ماتشادو حتى الآن بشأن الاتصال أو مضمونه.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد هاجم منافسته السياسية قبل أيام، بعد إعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام، واصفًا إياها بـ"الساحرة الشيطانية"، في تعبير يعكس حدة التوتر المتصاعد بين الطرفين قبيل الانتخابات المقبلة.
ماريا كورينا ماتشادو، المولودة في كاراكاس عام 1967، تنتمي إلى عائلة من كبار العاملين في قطاع الصناعة الفنزويلي، وقد تلقت تعليمها في مؤسسات خاصة مرموقة، وتخرّجت مهندسة صناعية من جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية، قبل أن تتخصّص في المالية بمعهد الدراسات العليا. دخلت الحياة السياسية بعد تجربة ناجحة في قطاع الأعمال، حيث طورت رؤية اقتصادية ليبرالية تقوم على دعم اقتصاد السوق، ورفض السياسات الاشتراكية التي تتبعها حكومة مادورو.
وكانت ماتشادو قد تزوجت من رجل الأعمال ريكاردو سوسا برانجر، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، قبل أن تنفصل عنه في عام 2001. وتعيش منذ نحو عقد علاقة مستقرة مع المحامي جيراردو فرنانديز، لكنها تتجنب الحديث عن حياتها الخاصة، مفضلة التركيز على نشاطها السياسي المعارض.
وتأتي هذه التطورات السياسية والدبلوماسية في وقت بالغ الحساسية، حيث تستعد فنزويلا لاستحقاقات انتخابية حاسمة وسط أزمة اقتصادية عميقة، فيما يتصاعد التوتر الإقليمي والدولي حول الحرب في غزة، والعلاقات المعقدة بين إيران وإسرائيل، التي تظل محورًا رئيسيًا في الاصطفافات الجيوسياسية العالمية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر