مرض الزعيم وبلاد العجائب
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

مرض "الزعيم" و"بلاد العجائب"

المغرب اليوم -

مرض الزعيم وبلاد العجائب

بقلم - عريب الرنتاوي

بالنسبة لنا، نحن الذين تفصلنا عن كوريا الشمالية آلاف الأميال، تبدو هذه القطعة من شبه الجزيرة الكورية بمثابة كرة مصمتة، محشوّة بالألغاز... حتى أن خبر مرض زعيمها الدكتاتور، تحوّل بدوره إلى لغز كبير، تنسج بشأنه الحكايات والروايات...أما القصص التي أحاطت بتولي شقيقته الخلافة من بعده، فلم تكن أقل إثارة للرعب والقلق.
 
مَرِض كيم جونغ أون، وقيل إن الجراح المرتجف والمرعوب من "الجثمان المسجّى أمامه"، قارف خللاً في وضع مبضعه في المكان الصحيح...الرعب الذي يثيره قتلة من هذا النوع، يجعل من الصعب عليهم الحصول بـ"أريحية" على الخدمات التي يحتاجونها، حتى وإن كان من يقدمها من أخلص المقربين...الاقتراب لمسافة غير آمنة من جسد الزعيم، سبب كافٍ لتدفق الأنزيمات والهورمونات وانعدام القدم على التركيز.
كل ما قيل ويقال عن البلد المسيّج بالحديد والنار والرؤوس النووية، يصلح مادة لسلسلة لا تنتهي من أفلام الرعب...ولأن السلوك الإجرامي للسلالة الحاكمة (الأب والابن والجد)، فاق كل خيال، فقد أصبح ممكناً تحويل الحكاية الكورية إلى ضرب من الكوميديا السوداء...فيلم المقابلة“Interview”، يصلح مثالاً على أريد قوله...يكفي أن يدفع الصحفي الزعيم للبكاء على الهواء، حتى تسقط عنه الصفة الألوهية، ويصبح في نظر شعبه، بشراً مثلهم، فما بالك حين يتغوط في سرواله، وعلى الهواء مباشرة كذلك؟!
 
ويصبح صعباً علينا، نحن الذين "نتسقّط" أخبار تلك البلاد، التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف من أخبار تنشر عنها...أبشع ما قرأت عن شقيقة الديكتاتور الصغرى كيم يو جونغ، أنها ألقت بزوجها لقمة صائغة لأربعة أسود جائعة، لمجرد أنه طلب إليها ما يطلبه كل رجل من زوجته: الإنجاب...وسواء أكانت هذه الرواية صحيحة أم لا، فإن هالة القداسة التي أضفتها العائلة على نفسها، منذ الزعيم الجد، "المحبوب من أربعين مليون كوري"، كيم إيل سونغ، ستتبدد...في ظني أن السيدة التي قد تصبح في أي وقت، حاملة "الزر النووي" والمتحكمة فيه، تنتظر قبساً من روح مقدسة، تنفخ فيها "فتلد من دون دنس".
 
الديكتاتور الشاب، الذي لم يستفد من سنوات دراسته "سراً" في سويسرا، كما وريثته، أجهز على كل خليفة محتمل له، وأزهق أرواح كل من وردت أسماؤهم في قائمة خلافته، وغالباً بأبشع الطرق، إذ يقال إنه "قصف عمر" عمّه وأنجاله، بالمعنى الحرفي للكلمة، عندما أمر بقصفهم بالمدفع بدل إطلاق الرصاص عليهم، أو تعليقهم على أعواد المشانق أو خنقهم في غرف الغاز، كما تنفذ أحكام الإعدام عادة.
 
زيارة كوريا الشمالية، حلم وكابوس...كل منّا يرغب في تكرار تجربة "أليس في بلاد العجائب"، حتى وإن لم يكن بجمال أليس وبراءتها، وكرويا الشمالية بلاد العجائب، لكن الحلم قد يرتد في طرفة عين، إلى كابوس، أن قللنا من دون أن نقصد، الاحترام للزعيم المبجل...ألم يقتل الرجل وزير دفاعه المُسّن، لأن النعاس غالبه في أحد الاجتماعات المملة التي يترأسها الزعيم، وبتهمة "عدم ابداء الاحترام اللازم".
 
على أن أغرب الغرائب، أن بعض اليساريين والإسلاميين من محور المقاومة، ما زال يعد كوريا الشمالية، "عضواً عاملاً" في الجبهة المناهضة للإمبريالية...بالنسبة لي شخصياً، أفضل الامبريالية والاستعمار على حكم ديكتاتور متهور كهذا، لا يختلف عنده النطق بحكم الإعدام عن تدخين سيجارة إضافية.
 
والأغرب حقاً، أن نظرة "المقاومين" في منطقتنا لكوريا الشمالية وديكتاتورها، لا يشاطرهم فيها أحد، سوى دونالد ترامب، الذي أبدى قلقاً على حياة الزعيم كيم، أكثر من قلقه على مصائر أزيد من مليون أمريكي مصاب بفيروس كورونا؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرض الزعيم وبلاد العجائب مرض الزعيم وبلاد العجائب



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib