معركة إردوغان مع «تويتر»

معركة إردوغان مع «تويتر»!

المغرب اليوم -

معركة إردوغان مع «تويتر»

عبدالرحمن الراشد

تويتر مويتر، لا يهمني ماذا سيقول المجتمع الدولي»، متحديا معارضيه، خطب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان معلقا على إغلاقه خدمة «تويتر». لم يفعلها أحد منذ آخر أيام حسني مبارك الذي أغلق الإنترنت في مصر بعد أن ملأ المتظاهرون ميدان التحرير في القاهرة يطالبون برحيله. حتى ديكتاتور سوريا بشار الأسد لم يفعلها! وقد اضطر صديقه وشريكه في الحزب ورئيس الجمهورية إلى أن يعلن براءته من حجب خدمة التواصل الاجتماعي. فعلها إردوغان وقد بقي على الانتخابات البلدية في تركيا أسبوع واحد فقط، فمنع «تويتر» عن عشرة ملايين تركي، على أمل أن يحجب أخبار الفضائح ضده وضد حزبه. أما لماذا «تويتر» دون بقية وسائل الاتصال، فلأنه يتحكم حاليا في أكثر من نصف وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، من تلفزيون وإذاعة وصحف. كما قام بإحالة قضاة للتقاعد، ونقل محققي الشرطة، الذين تجرأوا على التحقيق في اتهامات ضد ولده وولدي وزيرين آخرين، بالمتاجرة بالذهب الإيراني وجمعوا من ورائه ثروة طائلة، لتجاوز الحصار الغربي على النظام الإيراني. وحتى لو نجح إردوغان من خلال التعتيم الإعلامي على مواطنيه، وكسب الانتخابات البلدية، فإنه سيواجه استحقاق الانتخابات الرئاسية القريبة أيضا، وسيزداد وضعه صعوبة، ولا أظن إردوغان يخشى أن يفقد منصبه، وبريقه، وشعبيته، ويسقط سقوطا مدويا، بل الأخطر عليه أن يساق إلى المحاكمة إن ثبت تورطه شخصيا في قضايا التعامل غير المشروع مع الإيرانيين، مع ابنه. فالتسجيلات الصوتية المسربة، التي أفقدته توازنه، وهو بالطبع ينكر صحتها، تزعم أنه من ورط ولده، وكان يوجهه إلى مقايضة الإيرانيين ماليا في صفقة سرية، وفي مكالمة مسجلة، في 17 ديسمبر (كانون الأول)، يطلب من ابنه التخلص من الأموال التي بحوزته بعد أن هجم المفتشون على منازل أبناء الوزراء، وهي مكالمة يقول إنها مفبركة لتشويه سمعته. لهذا إن خسر فسيواجه تحديا مصيريا قد يقضي على مستقبله السياسي ويلطخ ماضيه الباهر. ويبين إقدام إردوغان على حجب خدمة «تويتر»، مدى ارتباكه. وهي سقطة جديدة ستضاعف من معارضة الأتراك له، وخاصة فئة الشباب التي تحركت ضده منذ عام في قضية إزالة الحديقة العامة، التي عاند فيها كثيرا ثم تراجع متأخرا. حجب «تويتر» يعبر عن إفلاس السلطة المحاصرة في الزاوية، ولا يحقق لها سوى مزيد من الغضب. نتذكر أن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لجأ إلى إغلاق «تويتر» و«فيسبوك» في عام 2009. ثم تراجع، ليسقط بعدها بعامين نتيجة لانتشار رسائل المعارضة على وسائل التواصل التي أصبحت خارج سيطرته. وجرب الشيء نفسه معمر القذافي في عام 2011 عندما ثار الليبيون ضده، لكنه لم يستفد كثيرا، فالناس كانت قد خرجت مسلحة إلى الشوارع ضده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة إردوغان مع «تويتر» معركة إردوغان مع «تويتر»



GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 15:21 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 15:18 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 14:59 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

من الساحل إلى الأطلسي: طريق التنمية من أجل الاستقرار

GMT 14:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

فضيحة في تل أبيب!

GMT 14:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تفرح بافتتاح المتحف الكبير (1)

GMT 14:42 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

شخص غير مرغوب فيه

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib