هل تهديدات ترمب تخدم إيران

هل تهديدات ترمب تخدم إيران؟

المغرب اليوم -

هل تهديدات ترمب تخدم إيران

بقلم : عبد الرحمن الراشد

عنوان في مجلة «الإيكونوميست» يحذر: «تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تخدم المتطرفين». ويستشهد بتصريح المرشد الأعلى الذي يقول فيه: «شكًرا يا سيد ترمب٬ لقد كشفت لنا عن الوجه الحقيقي لأميركا». كما أن وزير الخارجية٬ صاحب الوجه الباسم عادة٬ فقد ابتسامته منذ وصول ترمب للحكم٬ ويشتكي بأن أمام بلاده أّياما صعبة.

وصلب الموضوع في المجلة يستنتج أن الجناح المتطرف في داخل النظام الإيراني مستفيد من الخطاب السياسي المتشدد للرئيس ترمب٬ وأنه يعطيه الفرصة ليصعد ويقوي مركزه على حساب الجناح المعتدل.

وقد تبدو هذه المخاوف منطقية ومعقولة٬ لكن عند تطبيقها على الواقع السياسي في داخل النظام الإيراني نجدها غير صحيحة.  نؤمن بمثل هذا الاستنتاج في التسعينات عندما أصبح هاشمي رفسنجاني رئيسا٬ على اعتبار أنه يمثل الاعتدال٬ لكن مضت سنوات حكمه وأكدت على أن النظام كنّا الإيراني في الحقيقة متطرف آيديولوجًيا ويحكم بشكل مركزي٬ بغض النظر عن من ينتخبه الناس ويقبل به المرشد الأعلى. وقد تأكدت هذه القراءة بشكل أوضح عقب فوز محمد خاتمي بالرئاسة في الانتخابات. تبين للجميع٬ لاحقا٬ أنه كان رئيسا صوريا والسلطة الحقيقية في يد مكتب المرشد الأعلى والحرس الثوري. وتلاه نجاد٬ الذي كان رئيسا كامل الصلاحيات٬ لأنه على علاقة وثيقة بمؤسستي المرشد والحرس الثوري.

لم يحدث في ثلاثة عقود ما يبرهن على وجود تنافس حقيقي بين المتشددين والمعتدلين داخل القيادة الحاكمة٬ بل كانت كل الأحداث الكثيرة تؤكد أن الحكام الحقيقيين هم المتشددون٬ وكل من دخل دائرة القيادة من المعتدلين كان مجرد واجهة. والرئيس الحالي حسن روحاني أي ًضا يمثل الوجه المعتدل٬ وكذلك وزير خارجيته٬ وقد نجحا في استمالة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما٬ وإقناعها بأن رفع العقوبات وتشجيع انفتاح إيران هما في صالح المعتدلين٬ وفي صالح المنطقة٬ وكذلك العالم. مرة أخرى٬ البراهين الكثيرة أكدت على خطأ هذا التصور. لقد أصبحت القيادة الإيرانية أكثر شراسة منذ ذي قبل٬ وتجرأت لأول مرة منذ قيام الجمهورية على توسيع مشاركاتها العسكرية خارج حدود بلادها٬ وهي تشارك وتمول أربع حروب خارج أراضيها. كل ذلك حدث بفضل الاتفاق الذي فتح لها باب العلاقات والتجارة والحركة على مصراعيه٬ وسكت على تهديدها لدول المنطقة.

تشدد خطاب الرئيس ترمب نتيجة طبيعية للخيبة التي تعم واشنطن اليوم جراء التصرفات الإيرانية بعد توقيع الاتفاق النووي٬ وما لم يكن هناك موقف دولي صارم ضد المغامرات الإيرانية وإلزامها بوقف الفوضى التي تمولها في المنطقة والعالم٬ فإن الأمور ستنحدر إلى الأسوأ.

ومن يعرف كيف يعمل النظام الإيراني لا يمكن أن يصدق الحجج التي يروج لها أصدقاء إيران بأن التساهل مع إيران يمكن أن يقابل إيجابيا مع العالم. طبيعة النظام في طهران دينية ومؤدلجة ثوريا٬ لديها برنامج سياسي لم يتبدل كثيرا منذ أن هجمت على السفارة الأميركية في طهران وأخذت الدبلوماسيين أسرى٬ نفس المنطق يقول إن إيران ستهيمن من خلال استخدام القوة عبر وكلائها٬ وميليشياتها المنتشرة في المنطقة٬ وتشجيع الجماعات المحلية في الدول المجاورة على التمرد ودعمها. إيران لم تتبدل أبدا٬ منذ إعلان أنها تنوي تصدير الثورات للعالم٬ التبدل الوحيد الذي طرأ عليها٬ هو تحسن وضعها المالي والعسكري كثيرا بفضل الاتفاق النووي الذي وقّع مع الغرب

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تهديدات ترمب تخدم إيران هل تهديدات ترمب تخدم إيران



GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib