الصحراء المغربية أمام مرحلة جديدة
أخر الأخبار

الصحراء المغربية أمام مرحلة جديدة

المغرب اليوم -

الصحراء المغربية أمام مرحلة جديدة

عبدالعالي حامي الدين

الزيارة التاريخية التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى الأقاليم الجنوبية تؤشر على منعطف جديد للقضية الوطنية، منعطف قائم على ثلاثة أبعاد أساسية:
البعد الأول يرتكز على محاولة إرساء نموذج تنموي جديد قائم على الإنسان بالدرجة الأولى. الإنسان كمساهم في إنتاج الثروة وكمستفيد من العائدات التنموية للمنطقة، وكمواطن يتمتع بحقوقه الأساسية وبكرامته الإنسانية..
البعد الثاني ويجد أساسه في النظرية الواقعية للعلاقات الدولية، وهي النظرية التي تؤمن بما هو كائن على الأرض، وليس بما ينبغي أن يكون في المثال، فالحقائق التي تُرسم على الأرض تَخلق واقعا جديدا تجعل العالم يقتنع بحقائق التاريخ والجغرافيا بعيدا عن المناورات التي تعرفها القاعات المكيفة في العديد من العواصم العالمية..
كل شيء يتوقف على جبهتنا الداخلية التي ينبغي أن تظل متماسكة، وأن ترسل إلى العالم رسالة واضحة بأن الرهان على مشاريع التجزئة والتفكيك هو رهان فاشل..
البعد الثالث في هذه الزيارة، هو التأكيد العملي على التطور المؤسساتي الذي يعرف المغرب من خلاله مباشرة التنزيل الفعلي لمقتضيات الجهوية المتقدمة، انطلاقا من انتخاب مؤسسات جهوية جديدة، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع تنموية واستثمارية ضخمة تتجاوز 77 مليار درهم عبر عشر سنوات المقبلة بحول الله..
وهو ما يعني أن الجهوية كخيار سياسي يجعل ساكنة المنطقة تدبر شؤونها بنفسها في إطار الوحدة الوطنية، ويحمل وراءه مشروعا للإقلاع الاقتصادي والنهوض الاجتماعي وبمستوى المعيشة لساكنة الجنوب..مع المضي في ترسيخ الإصلاحات السياسية والديمقراطية وتقديم الإجابة العملية، حول جدية المقترح المغربي القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا، يمكن سكان الصحراء بمختلف انتماءاتهم السياسية والقبلية، بما في ذلك الصحراويين الموجودين بتندوف، من تدبير شؤونهم التشريعية والتنفيذية بكل حرية في إطار السيادة المغربية.
كل هذه الأبعاد الثلاثة ستتفاعل فيما بينها لتخلق مناخا جديدا، والذي يتوقف نجاحه على العنصر البشري، وعلى الذكاء الجماعي لمختلف الأطراف المتدخلة من دولة ومنتخبين ومؤسسات عمومية وإدارة وقطاع خاص، دون إغفال دور المواطن في هذه العملية..
لذلك تعتبر هذه المقاربة الجديدة الرد العملي على جميع النزعات الانقسامية، والتأكيد على أن الكلمة في المستقبل هي للتكتلات الاقتصادية القوية التي تتبخر معها جميع الأوهام التي انتعشت زمن الحرب الباردة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحراء المغربية أمام مرحلة جديدة الصحراء المغربية أمام مرحلة جديدة



GMT 15:50 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

إيران تستعيد وعيها سعودياً

GMT 10:20 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

فلسفة الوشكية

GMT 10:18 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

السلاح زينة الرجال... ولكن؟

GMT 10:16 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

«أرضنا» التي تبحث عن أصحاب...

GMT 10:12 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

غزة إذ تنهض وترقص

GMT 10:07 2025 الأحد ,13 تموز / يوليو

متى نطفئ حريق مها الصغير؟!

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 16:12 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

اجتماع لروساء الرجاء البيضاوي للخروج من أزمة النادي

GMT 11:07 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المدرب طاليب يكسب ثقة مسؤولي وجمهور الجيش

GMT 15:55 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تعرف على أفضل العطور النسائية لعام 2019

GMT 06:50 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل المعالم السياحية في "كوتا كينابالو"

GMT 04:58 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"البرغموت" المكون الثابت لجميع العطور
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib