بومبيو يكشف عن تحالفٍ إسرائيليّ إماراتيّ عسكريّ وأمنيّ ضدّ إيران وليس “اتّفاق سلام”
إشتعال ناقلة نفط روسية وسط هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية في البحر الأسود إنفجار عنيف في مستودع أسلحة لقسد بريف الحسكة وسط تحليق مسيرة مجهولة ومصادر تتحدث عن حالة هلع بين السكان حركة حماس تعلن العثور على جثث ثلاثة رهائن في غزة وتنفي اتهامات أميركية بشأن نهب شاحنات مساعدات الأسرة المالكة البريطانية تعرب عن صدمتها بعد هجوم طعن في قطار بكامبريدجشير أسفر عن إصابات خطيرة غارة إسرائيلية على كفررمان تقتل أربعة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول لوجستي في قوة الرضوان غارات إسرائيلية مكثفة تهزّ قطاع غزة وتثير مخاوف من إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار نادي وولفرهامبتون الإنجليزي يستقر على فسخ التعاقد مع البرتغالى فيتور بيريرا المدير الفنى للفريق وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل
أخر الأخبار

بومبيو يكشف عن تحالفٍ إسرائيليّ إماراتيّ عسكريّ وأمنيّ ضدّ إيران وليس “اتّفاق سلام”

المغرب اليوم -

بومبيو يكشف عن تحالفٍ إسرائيليّ إماراتيّ عسكريّ وأمنيّ ضدّ إيران وليس “اتّفاق سلام”

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

لم يُفاجئنا مايك بومبيو وزير الخارجيّة الأمريكي عندما قال اليوم الأحد في حديثٍ لمحطّة “فوكس نيوز” “إنّ الإمارات وإسرائيل اتّفقتا على بناء تحالف أمني وعسكري ضدّ إيران لحِماية المصالح الأمريكيّة، والشرق الأوسط، عبر مُعاهدة أبراهام التي تنص على التطبيع الكامل بينهما”، لأنّه لا تُوجد حالة حرب بين البلدين، كما إنّ الإمارات لم تقتل أو تجرح إسرائيليًّا واحدًا مُنذ تأسيسها، بشكلٍ مُباشر أو غير مُباشر، لأنها كانت دولة “مدنيّة مُسالمة” مُنذ تأسيسها، وحربها الوحيدة المُباشرة كانت في اليمن العربيّة، ومن غير المُستبعد أن يُؤدّي هذا الاتّفاق إلى إلغاء هذه الصّفة، ويُحوّلها إلى جبهةِ مُواجهة عسكريّة في “الجزيرة العربيّة” وضدّ الجار الإيرانيّ الشرقيّ على وجه الخُصوص.

جميع اتّفاقات السّلام والتّطبيع السّابقة بين العرب والإسرائيليين ربّما أوقفت حالة الحرب، والمُواجهات الميدانيّة باعتبارها تمّت مع دول المُواجهة سابقًا، ولكنّها لم تُشَرّع أيّ وجود عسكري إسرائيلي على الأراضي المصريّة أو الأردنيّة، وحصرت التّعاون الأمني في حُدوده الدنيا، والاستثناء الوحيد كان اتّفاق أوسلو الذي كان من أبرز شُروطه تشكيل قوّات أمنيّة فِلسطينيّة (قوّات دايتون) تكون امتِدادًا لنظيرتها الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة، تمنع أيّ عمليّات فدائيّة ضدّ الاحتلال ومُستوطنيه.

***

الاتّفاق الإماراتي الإسرائيلي جاء “قفزةً للأمام” وكسرًا لكُل المحظورات، وتحت سِتار جديد “السّلام مُقابل الحِماية” والتّركيز بشَكلٍ أكبر على الجوانب الأمنيّة، والعسكريّة، والسّماح بوجودٍ إسرائيليٍّ في قواعد عسكريّة ومراكز أمنيّة، على أرض الإمارات، ووجود مُستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجِنرال مئير بن شبات، ورئيس الموساد يوسي كوهين على طائرة العال الإسرائيليّة التي حملت جاريد كوشنر من تل أبيب وهبطت في مطار أبوظبي تأكيدًا على هذا الفصل الجديد الذي سيُغيّر هُويّة الجزيرة العربيّة وتُعيد الإسرائيليين إليها من أوسع أبوابها كقوّة حليفة حامية، وليس كضُيوف أو سُيّاح فقط.

ولعلّ الفتوى الأخيرة التي أصدرها عبد الرحمن السديس، إمام الحرم المكّي الشريف، وتَغنّى فيها بمَحاسِن التّطبيع مع اليهود، ووجودهم الشّرعي كأصحاب أرض، أوّل الغيث في هذا المِضمار.

الوجود العسكري الأمني الإسرائيلي أصبح بمُقتضى الاتّفاق الجديد، والاتّفاقات الأُخرى القادمة على بُعد مِئات الكيلومِترات من البُنى التحتيّة النفطيّة والعسكريّة الإيرانيّة على السّاحل الشّرقي من الخليج، وبالقُرب مِن الحُدود السعوديّة والقطريّة والعُمانيّة واليمنيّة.

هذا الاتّفاق، وحسب أقوال بومبيو سيَحُل الصّراع في مِنطقة الشرق الأوسط من صراعٍ عربيٍّ إسرائيليٍّ إلى صِراعٍ عربيٍّ إيرانيٍّ، وربّما عربيٍّ تركيٍّ لاحقًا، والصّفقات التجاريّة، والماليّة، ما زالت مُهمّة لدولة الاحتلال، ولكنّها تحتل مكانة مُتدنّية على سُلّم أولويّاتها، لأنّ الاعتِبارات الأمنيّة والعسكريّة تتقدّم عليها بالنّظر إلى التّهديد الوجودي الإيراني، حسب التّقديرات الأمريكيّة والإسرائيليّة معًا.

السّيطرة على المعابر البحَريّة باتت على قمّة الطّموحات الأمنيّة الإسرائيليّة أيضًا، وهذا الاتّفاق يجعل القوّات الإسرائيليّة على بُعد بضعة كيلومترات من مضيق هرمز، وبحر عُمان، وإذا صحّت التّقارير الإخباريّة التي تُؤكّد رغبة إسرائيليّة في إقامة قواعد عسكريّة في عدن، بالتّنسيق مع الحليف الإماراتي الجديد، فإنّ هذا يعني سيطرتها على مضيق باب المندب المُتَحكِّم بالمِلاحة في البحر الأحمر وقناة السويس وخليج العقبة.

اللّافت أنّ الولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس ترامب لم تَعُد حريصةً بالقدر نفسه على تشكيل “محور اعتدال” يضم دول الخليج إلى جانب مِصر والأردن والمغرب، لعدم حماس الدّول الثّلاث بالانضمام إلى هذا الحِلف، بعد اتّضاح زعامة إسرائيل والدّخول في حُروبٍ مُحتملةٍ تُعزّز هيمنتها ضدّ إيران وتركيا، القوّتين الأخريين الصّاعدتين في الشّرق الأوسط، ولهذا تمّ الاكتفاء بمُعظم دول الخليج، إنْ لم يَكُن كلّها، مَبدئيًّا على الأقل.

ما زلنا لا نرى إلا قمّة جبل الجليد من هذا الاتّفاق الإماراتي الإسرائيلي، ونعتمد على التّسريبات الأمريكيّة والإسرائيليّة التي تأتينا بالتّقتير البطيء، فاليوم فتح أجواء السعوديّة والبحرين لمُرور الطائرات الإسرائيليّة، المدنيّة والحربيّة، إلى دولة الإمارات، وربّما لاحقًا لقصف المُفاعلات النوويّة والبُنى التحتيّة الإيرانيّة، ولا نَعرِف ما هي المُفاجأة الصّاعقة القادمة، ومن غير المُستبعد أن تكون دولة الإمارات قد طلبت ضمانات أمريكيّة بإجبار دول خليجيّة أُخرى على توقيع اتّفاقات سلام مع دولة الاحتلال مِثل قطر والسعوديّة وسلطنة عُمان حتى لا تظل وحدها في هذا الخندق المَكروه من مُعظم الشّعوب العربيّة، وهذا ما يُفسِّر حالات التّرحيب المُباشرة، أو غير المُباشرة له، وانخِفاض حدّة الحمَلات الإعلاميّة تُجاهه في مُعظم وسائل الإعلام العربيّة الرسميّة.
***

الاتّفاق الإماراتي الإسرائيلي ظاهره السّلام، وباطنه الحرب، وإلا لماذا تُريد دولة الإمارات شِراء طائرات الشّبح الأمريكيّة “إف 35” بمُوافقةٍ أمريكيّة واعتِراضٍ إسرائيليّ بطريقةٍ مسرحيّة، لأنّ هذه الطّائرات لن تُستَخدم ضدّها، والأرجح أن تُستَخدم ضدّ إيران ومحور مُقاومتها، ولتكون المُمَوّل “البديل” لشركة لوكهيد مارتن الأمريكيّة التي تُنتِجها.
إسرائيل تَشُن حربًا بالإنابة ضدّ إيران بقصفها أذرعها وقواعدها في سورية والعِراق ولبنان، ونعتقد أنّها تستعدّ حاليًّا، وبالانابة عن أمريكا، أو بمُشاركتها، في نقل هذه الحرب إلى العُمق الإيراني، ومُباشرةً من أرضِ حُلفائها الجُدد في الخليج، اللهمّ إلا إذا تَمخّضت المُفاوضات “السريّة” بين طِهران وواشنطن عن اتّفاق نوويّ مُعدّل.. وإسرائيل ستكون الكاسِب الأكبر في هذه الحالة ولو مُؤقّتًا.. والأيّام بيننا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومبيو يكشف عن تحالفٍ إسرائيليّ إماراتيّ عسكريّ وأمنيّ ضدّ إيران وليس “اتّفاق سلام” بومبيو يكشف عن تحالفٍ إسرائيليّ إماراتيّ عسكريّ وأمنيّ ضدّ إيران وليس “اتّفاق سلام”



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 21:14 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف يساعد العسل في معالجة أمراض الفم والأسنان؟

GMT 23:18 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات أحوال الطقس في المملكة المغربية السبت

GMT 06:50 2017 الجمعة ,25 آب / أغسطس

الكشف عن دليل ملابس كرنفال "نوتينغ هيل"

GMT 19:40 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطلة رسمية جديدة في انتظار المغاربة خلال الأسبوع المُقبل

GMT 19:57 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

"ماريو" يسطو على أموال مستخدمي الإنترنت

GMT 01:40 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لورين غودغر تُفاجئ مُعجبيها بمظهر جديد ومختلف

GMT 08:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى أحمد تكشف طرق ضبط طاقة المكان باستعمال "الباكوا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib