مُواجهةٌ ثانية أكثر شراسةً بين ترامب وشُركائه الأوروبيين في مجلس الأمن

مُواجهةٌ ثانية أكثر شراسةً بين ترامب وشُركائه الأوروبيين في مجلس الأمن

المغرب اليوم -

مُواجهةٌ ثانية أكثر شراسةً بين ترامب وشُركائه الأوروبيين في مجلس الأمن

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

للمرّة الثّانية، وفي أقلّ من عشرة أيّام، يتعرّض الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب لهزيمةٍ كُبرى في مجلس الأمن الدولي، عندما قرّرت الدول الأوروبيّة الثّلاث (فرنسا بريطانيا ألمانيا) رفض الطّلب الأمريكيّ بتفعيلِ بند “سناب باك” في الاتّفاق النووي، وبِما يُؤدّي إلى إعادة فرض عُقوبات أُمميّة على طِهران.

في المرّة الأولى لجَأ ترامب إلى المنظّمة الدوليّة لإصدار قرار عن مجلس أمنها يُمدِّد حظر الأسلحة الدوليّ المفروض على إيران، وينتهي في شهر تشرين أوّل (أكتوبر) المُقبل، ولكنّه مُني بهزيمةٍ مُهينةٍ عندما لم تُؤيّد مشروع القرار إلا دولة واحدة وهي جمهوريّة الدومنيكان، بينما عارَضته الصين وروسيا وامتنعت 11 دولة عن التّصويت كانَ من بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
مايك بومبيو، وزير الخارجيّة الأمريكي، أُصيب بحالةٍ من الهلع، وكاد أن يفقد عقله من جرّاء هذه الهزائم، وخرج عن الأعراف الدبلوماسيّة عِندما هاجم الدول الأوروبيّة الثّلاث واتّهمها بالانحِياز إلى “آيات الله” في طِهران.

***
أكثر ما أغضب بومبيو، ورئيسه ترامب بالطّبع، الرّد الأوروبي القويّ الذي تمثّل في تذكير الرئيس الأمريكي ووزير خارجيّته أنّه ليس من حقّهم تفعيل بند العُقوبات (سناب باك) في اتّفاق نووي انسحبوا مِنه عام 2018، مُضافًا إلى ذلك أنّ الدول الأوروبيّة التي تفاوضت أكثر من خمس سنوات للتوصّل إلى هذا الاتّفاق ترى أنّ إيران ما زالت تحترم مُعظم، إن لم يَكُن كُلّ بُنوده، وإذا حدث أيّ خِلاف حول هذا الالتزام فإنّ حلّه الأمثل هو الحِوار وليس العودة إلى العُقوبات الاقتصاديّة حِفاظًا عليه، أيّ الاتّفاق.

حالة “السّعار” التي تُسيطِر على الرئيس الأمريكيّ وتتحكّم بمواقفه تُجاه إيران، تعود بالدّرجة الأولى إلى انفِضاض حُلفائه الغربيين من حوله، وفشله في تفجير ثورة داخليّة نتيجةً للعُقوبات تُؤدّي إلى تغيير النّظام في طِهران.

ما يُقلق ترامب بالدّرجة الأولى هو الصّناعة العسكريّة الإيرانيّة التي تزداد تطوّرًا، ونجاحها في إنتاج أجيال من الصّواريخ الدّقيقة بمُختلف الأبعاد والأحجام، إلى جانب تصنيع غوّاصات صغيرة وطائرات “مُسيّرة” تُعتَبر على درجةٍ عاليةٍ من الكفاءةِ، ويُمكن أن تدر مِليارات الدولارات على الخزينة الإيرانيّة في حال رُفِعَ الحظر الذي لا يعني السّماح باستيراد السّلاح من دولٍ حليفةٍ مِثل روسيا والصين، وإنّما تصدير الأسلحة الإيرانيّة أيضًا، وبطُرقٍ قانونيّة، وهُناك عددٌ لا بأس به من الزّبائن مُستعدّون للشّراء.

مُعارضة الصين وروسيا لمشروع القرار الأمريكيّ لرفض تمديد الحظر على إيران، يعود إلى رغبةِ الدّولتين في بيع إيران أسلحة حديثة، أيّ منظومات صواريخ “إس 400” في الحالة الروسيّة، وطائرات مُقاتلة وتكنولوجيا عسكريّة رقميّة في الحالة الصينيّة.

مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكيّة المُتخصّصة، نشرت تقريرًا مُطوّلًا عن طائرة “إف 14 توم كات” الأمريكيّة الصُّنع التي طوّرتها إيران، وزوّدتها بمَعدّاتٍ وأجهزةٍ إلكترونيّة حديثة، أكّدت فيه أنّها ستكون نِدًّا لطائرة “إف 22” التي ستتصدّر أيّ هُجوم أمريكيّ على إيران، ولكنّ المجلّة اعترفت بأنّ النّصر قد يكون لصالح الأخيرة الأكثر تَطوُّرًا، إلا إذا كان الإيرانيّون يتَكتّمون على بعض الأسرار.
***
الرئيس ترامب “مَسكونٌ” بـ”عِفريت” اسمه إيران، ويُكثِّف كُل جُهوده هذه الأيّام، لمُواجهتها بكُل الطّرق والوسائل لتحسين حُظوظه الانتخابيّة المُتراجعة أمام مُنافسه الدّيمقراطي جو بايدن الذي وعد أنّه في حالِ فوزه بمقعد الرّئاسة العودة إلى الاتّفاق النووي، ولهذا لا يستبعد الكثير من المُراقبين أن يلجأ ترامب للحرب في حال استمرار هذا التّراجع، وهذا ما يُفسّر حرصه على بقاء حليفه، وشريكه، في أيّ حربٍ قادمةٍ ضدّ إيران، أيّ بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يُواجِه تُهمًا مُؤكّدةً بالفساد وهدر المال العام إلى جانب احتِمال ذهابه وحزبه إلى انتخاباتٍ برلمانيّةٍ رابعةٍ.

لا نستبعد أن يتناسل هذا “العِفريت” في الأشهر الثّلاثة المُتبقّية من موعد الانتخابات، ويُضاعف بتحدّياته وحيله من قلق الرئيس ترامب وزيادة خسائره في استِطلاعات الرأي، فما زال في جُعبته العديد مِن المُفاجآت تنتظر التّوقيت المُناسب.. واللُه أعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُواجهةٌ ثانية أكثر شراسةً بين ترامب وشُركائه الأوروبيين في مجلس الأمن مُواجهةٌ ثانية أكثر شراسةً بين ترامب وشُركائه الأوروبيين في مجلس الأمن



GMT 14:25 2025 الأربعاء ,27 آب / أغسطس

الصحيفة.. والوزير

GMT 19:42 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

إنذار جريمة طريق الواحات!

GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:34 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مصر للطيران!

GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 16:36 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

عملية جراحية ناجحة للاعب الفتح أنس العمراني

GMT 08:53 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة السورية سارة نخلة تُشارك في مسلسل"هبة رجل الغراب 4"

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

النواصرة يستطيع تصميم أي مجسّم من الأسلاك

GMT 21:50 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:49 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بن ثاير مدربا جديدا للترجي لكرة اليد

GMT 13:22 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت وأصول التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib