كيف نقرأ اعتِراف ليبرمان المُفاجِئ بهزيمة “إسرائيل” في جميع حُروبها مُنذ حزيران عام 1967

كيف نقرأ اعتِراف ليبرمان المُفاجِئ بهزيمة “إسرائيل” في جميع حُروبها مُنذ حزيران عام 1967؟

المغرب اليوم -

كيف نقرأ اعتِراف ليبرمان المُفاجِئ بهزيمة “إسرائيل” في جميع حُروبها مُنذ حزيران عام 1967

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

في الوقتِ الذي تتصاعد فيه عمليّات التّطبيع العربيّة مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي طمعًا في الحُصول على حِمايةٍ عسكريّة وأمنيّة باهظة الثمن، يعترف إفيغدور ليبرمان، وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، “أنّ إسرائيل لم تنتصر في أيّ من حُروبها التي خاضها جيشها مُنذ حزيران “يونيو” عام 1967، وأنّ عدوّها الأوّل والأخطر هو “حزب الله”، ثمّ إيران ثمّ حركة “حماس”.
ليبرمان كان يتحدّث أمام لجنة أمنيّة عسكريّة عُليا في الكنيست (البرلمان)، وسرّب مُقرّبون مِنه أقواله هذه، وغيرها إلى صحيفة “هآرتس”، واتّهم بنيامين نِتنياهو، ووزير دفاعه بيني غانتس، بإخفاء معلومات خطيرة عن الرأي العام من ضِمنها تطوير حركة “حماس” لصواريخِ كروز وقنابل عُنقوديّة، وقُدرات بحَريّة تشمَل معدّات غوص وصواريخ أرض جو محمولة على الكَتِف لإسقاط الطّائرات والمروحيّات الإسرائيليّة.

***
ما يُؤكِّد أقوال ليبرمان هذه أنّ الرّدود الإسرائيليّة على إطلاق صواريخ من قِطاع غزّة، سقَط آخِرها فوق مصنع في مدينة عسقلان المُحتلّة قبل بضعة أيُام، اقتصَرت على قصفِ مزارع وحُقول خاليةً تَجَنُّبًا لوقوع خسائر بشريّة خشية الانتِقام بقصف حركات المُقاومة لتجمّعات وأهداف مُزدحمة بالسكّان مِثل تل أبيب، وعسقلان، وحتّى حيفا.

أكثر ما يُقلِق دولة الاحتلال هو وصول تكنولوجيا الصّواريخ المُجنّحة من إيران إلى حركتيّ “حماس” و”الجِهاد الإسلامي” في قِطاع غزّة، خاصّةً بعد نجاح صاروخ من هذا النّوع أطلقته خليّة تابعة لحركة “أنصار الله” الحوثيّة وأصاب مصفاة ومخازن للوقود تابعة لشركة “أرامكو” السعوديّة في مدينة جدّة ودمّر أجزاءً كبيرةً منها.

مصادر مُقرّبة من “حزب الله” أكّدت لنا أنّ هذا النّوع من الصّواريخ المُجنّحة عالية الدقّة وصلت فِعلًا إلى الحزب، مثلما وصلت إلى حركة “أنصار الله” الحوثيّة في صنعاء، ولكنّها لم تصل بعد إلى القطاع، ولكنّ هذه المصادر لم تَستبعِد وصولها في الأسابيع أو الأشهُر المُقبلة.

مبعث خشية المُؤسّسة العسكريّة الإسرائيليّة من هذه الصّواريخ هو فشَل صواريخ “الباتريوت” السعوديّة الأمريكيّة الصُّنع في إسقاطها، لأنّها تسير على ارتفاعٍ مُنخفضٍ (50 مِترًا) ومُجهّزةٌ بأجهزةِ توجيهِ (غوغل ماب) أو مثيلاتها، تُمكّنها من الالتِفاف حول العمارات المُرتفعة التي قد تعترض طريقها، ممّا يعني أن القبب الدفاعيّة الإسرائيليّة ستُواجِه الفشَل نفسه.
الأمر المُؤكّد أنّ هذا الخوف والقلق الإسرائيلي قد يتأكّد ويتعمّق، حسب المصادر نفسها، إذا كان هذا الصّاروخ “قدس 2” الذي يحمل اسمه معاني ومدلولات مُميّزة، هو قمّة جبل الجليد الذي يخفي تحته ترسانةً هائلةً من الصّواريخ الأكثر تطوّرًا، وقادرة على الوصول إلى أهدافٍ تَصِل إلى 2000 كيلومترًا، مِثل ميناء إيلات في فمِ خليج العقبة، فمن يملك صاروخ “قدس2” يُمكِن أن يملك أيضًا “قدس 1″ وقدس 3″ وقدس 4” وهكذا.
***
نعم “إسرائيل كانت قويّةً ومُتفوّقةً جدًّا قبل ستّين أو سبعين عامًا، عندما كان العرب فقط هُم أعداؤها، وكانوا في ذروة التخلّف عسكريًّا، ولكن تغيّرت الصّورة الآن، وتغيّرت المُقاومة، واتّسعت دائرة الأعداء، بحيث باتت تشمل إيران و”حزب الله” وحركتيّ “حماس” و”الجهاد الإسلامي” التي لا تَستمِدّ أسباب القوّة والتّسليح من الأنظمة العربيّة وللهِ الحمد، مثلما كان عليه الحال عندما انطلقت المُقاومة الفِلسطينيّة بعد هزيمة عام 1967.

الدّول العربيّة التي تُهروِل إلى التّطبيع مع دولة الاحتِلال هذه الأيّام طمَعًا في الحِماية، تُراهِن على الحِصان الأعرج في سباقٍ تغيّرت قواعده وخُيوله، وتَنْطَبِق عليها المقولة: “يذهب إلى الحجّ والنّاس راجعة”.. واللُه أعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نقرأ اعتِراف ليبرمان المُفاجِئ بهزيمة “إسرائيل” في جميع حُروبها مُنذ حزيران عام 1967 كيف نقرأ اعتِراف ليبرمان المُفاجِئ بهزيمة “إسرائيل” في جميع حُروبها مُنذ حزيران عام 1967



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 22:22 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي
المغرب اليوم - ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
المغرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib