لماذا كشفت إدارة ترامب الآن عن عمليّة اغتِيال الرّجل الثّاني في تنظيم “القاعدة” في طِهران وضخّمت دور “الموساد” في تنفيذها

لماذا كشفت إدارة ترامب الآن عن عمليّة اغتِيال الرّجل الثّاني في تنظيم “القاعدة” في طِهران وضخّمت دور “الموساد” في تنفيذها

المغرب اليوم -

لماذا كشفت إدارة ترامب الآن عن عمليّة اغتِيال الرّجل الثّاني في تنظيم “القاعدة” في طِهران وضخّمت دور “الموساد” في تنفيذها

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

إقدام إدارة الرئيس دونالد ترامب على الكشف قبل يومين عن تنفيذ خليّة تابعة للموساد الإسرائيلي لعمليّة اغتيال جرت قبل ثلاثة أشهر لعبد الله أحمد عبد الله الذي وصفته بأنّه الرّجل الثّاني في تنظيم “القاعدة”، وابنته أرملة حمزة بن لادن، لم يَكُن من قبيل الصّدفة، وله علاقة مُباشرة ربّما مع خطط هذه الإدارة ورئيسها للشّهرين المُتبقّين من عُمرها، والإعداد لمرحلة ما بعد خُروج الرئيس ترامب من السّلطة والإعداد للانتِخابات الرئاسيّة عام 2024.
***
هُناك ثلاثة أهداف تتطلّع إدارة ترامب لتَحقيقها من وراء هذا الإعلان المُفاجئ عن عمليّة اغتِيال نفَتها السّلطات الإيرانيّة والتزمت الحُكومة الإسرائيليّة الصّمت تُجاهها، ولم يَصدُر أيّ بيان رسميّ عن تنظيم “القاعدة” لتأكيدها أو نفيها، مثلما جرت العادة في حالاتٍ مُماثلةٍ:

الأوّل: ربط إيران بالإرهاب، وتنظيم “القاعدة” على وجه الخُصوص، لتبرير أيّ ضربات صاروخيّة “جراحيّة” تُنفّذها إسرائيل أو الولايات المتحدة نفسها، لتدمير المُنشآت النوويّة الإيرانيّة قبل مُغادرة الرئيس الأمريكي للبيت الأبيض، فهذه هي المرّة الأولى التي نسمع فيها أنّ هذا الرجل عبد الله أحمد عبد الله هو الرّجل الثّاني في التنظيم، وإنّه يُقيم في إيران، فلم تصدر أيّ بيانات عن الدكتور أيمن الظواهري، رئيس التنظيم، تُؤكّد أنّ السيّد عبد الله يحتل هذا المنصب، مُضافًا إلى ذلك، أنّ عمليّات التنظيم “شِبه مُجمّدة” باستِثناء إقليم اليمن، والشّطر الجنوبي مِنه على وجه الخُصوص.
الثّاني: تضخيم عمليّة الاغتِيال هذه للإيحاء بأنّ جهاز “الموساد” يتمتّع بكفاءةٍ وقُدرةٍ عاليتين على الرّصد والتّنفيذ والاختِراق، فلُجوء بعض عناصر تنظيم “القاعدة” إلى إيران للنّجاة بأرواحِهم بعد الهُجوم الأمريكي على أفغانستان في تشرين أوّل (اكتوبر) عام 2001 لم يعد سِرًّا، وأنّ أفرادًا من أسرة بن لادن وإحدى زوجاته، وكذلك زوج نائبة الدكتور الظواهري كانوا من بين هؤلاء، ولم يتمتّعوا بأيّ حِماية خاصّة من قبل الأمن الإيراني، حتى أنّ أحد بنات زعيم التنظيم لجأت إلى السّفارة السعوديّة في طِهران وجرى ترتيب عودتها إلى الرياض.
الثالث: يحتاج كويستوفر ميللر، وزير الدفاع الأمريكي بالنّيابة الذي عيّنه الرئيس ترامب بعد عزله لمارك إسبر، والذي بدأ تنفيذ تعليمات رئيسه بسحب سريع للقوّات الأمريكيّة من الشّرق الأوسط بِما في ذلك العِراق وسورية، يحتاج إلى الكشف عن عمليّة الاغتيال هذه لتبرير وتغطية هذا الانسِحاب، وإضفاء مِصداقيّة على أقواله بأنّه جرى فِعلًا القضاء على خطر تنظيم “القاعدة، وإنّه حان وقت عودة الجُنود للوطن.
المعلومات حول أجندات الرئيس ترامب التي قد يُقدِم على تنفيذها في الشّهرين المُتبقّين من رئاسته، ما زالت تتّسم بالغُموض، وإن كانت موضع قلق الكثيرين الذين لا يستبعدون إقدامه على عمل عسكري مُشترك مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي لتوجيه ضربات لتَدمير المُنشآت النوويّة الإيرانيّة، أو مُحاولة الإقدام على اغتِيال شخصيّة قياديّة كبيرة في حِلف المُقاومة مِثل السيّد حسن نصر الله زعيم “حزب الله”، تِكرارًا لمُحاولاتٍ سابقةٍ فاشلةٍ، وهذا غير مُستَبعد خاصّةً أنّ دِماء الحاج قاسم سليماني وزميله أبو مهدي المهندس لم تَجِفّ بَعد.
مُعظم التّقديرات في أوساط الخُبراء الأمنيين والمُحلّلين السياسيين في الغرب تُؤكّد أنّ ترامب لن يرحَل بهُدوءٍ من البيت الأبيض، ويستسلم للهزيمة بالتّالي، ومن أبرز هؤلاء جون بولتون مُستشار الأمن القومي السّابق الذي تحوّل إلى عدوٍّ شَرِسٍ لترامب مُنذ طَردِه من منصبه قبل بضعة أشهر.
***
سَحب القوّات الأمريكيّة من الشّرق الأوسط، الذي بدأ للتّو من شِمال شرق سورية حسب آخِر التّقارير الإخباريّة، وبغضّ النّظر عن دوافعه، يعني الاعتِراف الأمريكي بالهَزيمة في العِراق وأفغانستان وسورية، والتّراجع عن سِياسات التدخّل العسكريّ الذي كلّفها أكثر من 6 تريليونات دولار، وهذا يعني رفع الحِماية المُباشرة عن حُلفائها في المِنطقة مِثل دولة الاحتِلال الإسرائيلي، وبعض دول الخليج، علاوةً على الأكراد في شِمال سورية الذين سيطروا على آبار النّفط والغاز، ووضَعوا كُل بيضهم في سلّة القوّات الأمريكيّة المُحتلّة.
مِنطَقة الشّرق الأوسط ستكون الأكثر أمانًا واستقِرارًا بعد هذا الانسِحاب الأمريكي، لأنّها ستعود حتمًا لأهلها، وثوابتها الوطنيّة، فالقوّات الأمريكيّة كانت دائمًا لزعزعة استِقرار المِنطقة وتفتيتها ونهب ثرَواتها ونشر الفوضى والإرهاب وليس الديمقراطيّة والتنمية وحُقوق الإنسان والحُكم الرّشيد، بَل الحُكم العميل.
أيّ حماقة يُقدِم عليها ترامب في المِنطقة لن تَمُر دُونَ ردٍّ قويٍّ ومُؤلمٍ عليها، سواءً بمُشاركة دولة الاحتِلال الإسرائيلي، أو بُدونها.. والأيّام بيننا.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا كشفت إدارة ترامب الآن عن عمليّة اغتِيال الرّجل الثّاني في تنظيم “القاعدة” في طِهران وضخّمت دور “الموساد” في تنفيذها لماذا كشفت إدارة ترامب الآن عن عمليّة اغتِيال الرّجل الثّاني في تنظيم “القاعدة” في طِهران وضخّمت دور “الموساد” في تنفيذها



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 22:22 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي
المغرب اليوم - ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
المغرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib