أمريكا على أبواب ثورة ضِدّ العُنصريّة المُتصاعِدة
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

أمريكا على أبواب ثورة ضِدّ العُنصريّة المُتصاعِدة

المغرب اليوم -

أمريكا على أبواب ثورة ضِدّ العُنصريّة المُتصاعِدة

بقلم - عبد الباري عطوان

ما زالت الاضّطرابات، وأعمال الشّغب، مُتصاعدةً في مدينة منيابوليس الأمريكيّة بعد إقدام أحد رجال الشرطة البِيض على قتلِ مُواطنٍ من أصولٍ إفريقيّةٍ خنقًا بالضّغط على عُنقه بركبته بعد طرحه أرضًا ورفضه التّجاوب مع توسّلاته بالتوقّف لإنقاذِ حياته.

هذه الجريمة البَشِعَة التي وثّقها أحد المارّة بكاميرا هاتفه المحمول أعادت فتح مِلف الاضّطهاد الذي يتعرّض له المُواطنون السّود على أيدي الشرطة، وبعض مؤسّسات الدولة، رغم مُرور عامًا أو أكثر على إلغاء قوانين التّمييز العُنصري، فالفوارِق ما زالت موجودةً، رغم أنّ السّود أصبح منهم رئيسًا (باراك أوباما)، ووزيريّ خارجيّة (كونداليزا رايس وكولن بأول)، ومُستشار أمن وطني (سوزان رايس).
***
الإحصاءات الرسميّة تُفيد أنّ عُمر الأمريكيّ الأسود أقل من نظيره الأبيض بسِت سنوات، وأنّ نسبة السّود في السّجون الأمريكيّة أكثر بـ 43 بالمِئة رغم أنّهم يُشكِّلون 13 بالمِئة من مجموع السكّان، ولا يُوجَد منهم إلا سيناتورين من مجموعِ مئةٍ من مجلس الشّيوخ و44 نائبًا في مجلس النوّاب الذي يزيد تِعداده عن 435 نائبًا.
وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عبر أصوات العُنصريين البِيض، وبسبب تبنّيه لأجنداتهم، وتهجّمه على الرئيس باراك أوباما ومُطالبته بالعودة إلى كينيا، مسقط رأس والده، والتّشكيك في شهادة مِيلاده، وحملاته ضدّ المُهاجرين والمُسلمين منهم خاصّةً، كلّها أسباب أدّت إلى تفاقم مُمارسات التّمييز العنصريّ في دولةٍ تدّعي أنّها زعيمة المُساواة والحريّة في العالم.
شخصيًّا أُصبت بحالةٍ من الغضب وأنا أُشاهِد الشّريط الذي انتشر مِثل النّار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي ويُوثِّق جريمة القتل البَشِعَة هذه بالصّوت والصّورة، خاصّةً الجُزء الذي يتَوسّل فيه الضحيّة جورج فلويد جلّاده الأبيض قائِلًا بصوتٍ خافتٍ مُتألِّمٍ “رُكبَتك فوق عُنقي.. لا يُمكِنني التنفّس.. إنّني أختنق.. أمّي.. أمّي” ثم يختفي الصّوت ويتوقّف صاحبه عن الحِراك مُفارِقًا الحياة.
ترامب بدا مُؤيِّدًا لهذه الجريمة من خِلال أحدث تغريداته التي قال فيها “عندما تبدأ عمليّات السّطو يبدأ إطلاق النّار”، وكأنّه يُحرِّض الشّرطة على قتل المُشاركين بالاحتِجاجات وأعمال العُنف في منيابوليس لليوم الثّالث على التّوالي.
لم نُجافِ الحقيقة عندما وصفنا ترامب بأنّه غورباتشوف أمريكا الذي سيَبذُر بُذور تفكيكها بسِياساته العُنصريّة الحمقاء البغيضة، وانحِيازه للعُنصريين البِيض الذين أوصلوه إلى قمّة الحُكم، فهذه هي المَرّة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يتولّى فيها السّلطة زعيم يحتَرِف الكذب، ويُطالب أنصاره في الولايات التي يحكمها ديمقراطيّون بكسر القانون والنّزول إلى الشّوارع للتّظاهر ضِدّ إجراءات الحجر الصحّي المُتّخذة لمُكافحة انتِشار فيروس الكورونا القاتل.
***
قبل خمسين عامًا رفضت السيّدة الأمريكيّة السّوداء روزا باركس مُغادرة مِقعَدها المُخصّص للبِيض في مُقدّمة الحافلة، والعودة إلى المقاعد الخلفيّة استجابةً لأمر السّائق، وتعرّضت للاعتِقال من قِبَل الشّرطة لاحقًا، وفجّرت قضيّتها ثورةً عارمةً للمُواطنين السّود في الجنوب الأمريكيّ، أدّت إلى إلغاء هذا القانون العُنصريّ، ولا نَستبعِد أنْ تُؤدِّي جريمة خنق جورج فلويد البَشِعَة إلى ثورةٍ مُماثلةٍ ضِدّ عودة العُنصريّة في أبشع صُورها على يد دونالد ترامب والمجموعة المُحيطة به، وإسقاطه في الانتِخابات الرئاسيّة المُقبِلَة، وتغيير الكثير من القوانين العُنصريّة غير المُباشرة، وتجسيد المُساواة الحقيقيّة بين المُواطنين الأمريكيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا على أبواب ثورة ضِدّ العُنصريّة المُتصاعِدة أمريكا على أبواب ثورة ضِدّ العُنصريّة المُتصاعِدة



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib