الأمن المغاربي وغياب الهوية
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 57 ألف شهيد والأمم المتحدة تحذر من انهيار غذائي شامل إرتفاع عدد ضحايا فيضانات تكساس إلى 82 شخصا واستمرار عمليات البحث والإنقاذ إنتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت بعد ساعات فقط من إقالته بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين. الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عمليات واسعة في غزة وتدمير مواقع لحركة حماس شمالاً وجنوباً مقتل أربعة أشخاص وإصابة 36 آخرين في هجمات روسية متفرقة على أوكرانيا إلغاء عشرات الرحلات الجوية من وإلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان ضخم في البلاد حركة حماس تصر على تعديلات الاتفاق والمفاوضات مع إسرائيل بلا تقدم في الدوحة انتشار مفاجئ لأعراض هضمية يثير القلق ومخاوف من موجة فيروسية جديدة ضواحي الناظور الحوثيون يعلنون استهداف مطارات وموانئ إسرائيلية ويؤكدون استمرار دعم غزة إرتفاع عدد قتلى الجيش التركي في العراق إلى اثني عشر جندياً بسبب استنشاق غاز الميثان أثناء مهمة عسكرية
أخر الأخبار

الأمن المغاربي وغياب الهوية

المغرب اليوم -

الأمن المغاربي وغياب الهوية

محمد الأشهب


ليس الجمهوريون الأميركيون من كانوا أسخياء في منح بعض دول الشمال الأفريقي صفة حليف من خارج الناتو. فالرئيس الديموقراطي باراك أوباما يميل إلى هذه الوصفة في تأمين التجربة التونسية من مخاطر التهديدات الأمنية والإرهابية، ويلتقي هذا الهاجس في بعده الإقليمي مع أكثر من مبادرة، مناورات مشتركة مع المغرب وحوار سياسي وعسكري مع الجزائر، وترقب أكبر إزاء ما يتفاعل في ليبيا ومنطقة الساحل الأفريقي.
سابقاً حال الوضع الذي كانت تجتازه ليبيا في عهد العقيد معمر القذافي دون بلورة سياسة أميركية متكاملة في الفضاء المغاربي. وأكثر المبادرات انفتاحاً رهنت شراكات واشنطن مع كل من المغرب والجزائر وتونس. لكن ليبيا التي استثنيت من المنظور الأميركي للشمال الأفريقي، أضحت اليوم تفرض نفسها كمركز تهديدات واضطرابات، إذ يصعب تحقيق أي نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، من دون احتواء وحل الأزمة الليبية ذات التداعيات المضاعفة.
لم تعرف العلاقات الأميركية – المغاربية وصفاً مماثلاً، كما هي حال الطريق المعبدة التي آلت إلى بسط نفوذ سياسي وعسكري واقتصادي أميركي، لا تزاحمه إلا رغبات بعض أطراف الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، في استمرار مراكز نفوذها التقليدي، ذي الخلفية الثقافية والتاريخية، من غير أن يرتقي إلى درجة الصراع المفتوح. فقد مهد انهيار الحرب الباردة منذ ربع قرن إلى نتائج استراتيجية كهذه، وساعدت موجة الإرهاب والانفلات الأمني في تكوين خلاصات إزاء أسبقيات المرحلة التي لم تعد تخضع لغير المعايير الأمنية المؤثرة.
السؤال: ماذا يفيد أن يصبح لبعض الدول المغاربية أكثر من وضع متقدم في تحالف الناتو، إن كانت علاقاتها مع بعضها يعتريها الفتور والقطيعة. وإذا كان الأمر يتعلق بترتيبات استراتيجية بعيدة المدى، لا تنفصل عن جوهر مواجهة التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية، فلا أقل من أن يتحول هذا الانتساب الذي يقارب العضوية إلى تنسيق شامل بين العواصم المعنية، فلا يقتصر الموضوع على المنظور الأميركي الذي ينطلق من مصالح الدولة الراعية الكبرى إلى بلورة معالم مشاورات تتبنى الدفاع عن مصالح الدول المغاربية بنفس الأهمية والإصرار والأبعاد.
لم يعد في الإمكان الاطمئنان إلى سياسة المحاور التي سادت فترة طويلة، ولئن كانت هناك تباينات في بعض المواقف بين الأوروبيين والأميركيين حيال بسط مجالات النفوذ الاستراتيجي، فإنها ستنصب دائماً في خانة الأقوياء، عدا أنها تتم في مساحات بعيدة عن الأراضي الأوروبية أو الأميركية. ما يفرض على العواصم المغاربية استبدال نظرتها إلى التحالفات القائمة والمحتملة. وأقربها أن يصبح التحالف بهوية مغاربية سابقاً عن أي حساسيات أخرى. طالما أنها في تحديد المخاطر الإرهابية تتحدث بصوت واحد وتشير بالأصابع والأيدي إلى الأعداء المشتركين، أي الإرهاب وغياب الاستقرار وتعثر جهود التنمية والبناء الديموقراطي. لكنها لا تصوب سهامها في اتجاه واحد، بل تنحو في كثير من الأحيان نحو الوجهة الخاطئة.
لا تسمو السياسات إلا بقدر ارتباطها بالدفاع عن قيم الانفتاح والتآخي. وبالقدر الذي يسمح فيه انضمام عواصم مغاربية إلى منتديات حلف الناتو، كما الشراكات مع الاتحاد الأوروبي، والوفاء بالتزامات التضامن العربي بامتلاك مقومات دفاعية، يصبح تأويل هذه التطورات حافزاً أمام الإقدام على مبادرات لناحية تنقية الأجواء ورأب الصدع. ذلك أن حلف الناتو مثلاً لن يخوض حرباً ضد دولة مغاربية من أجل أخرى. فالأمر يفوق منطق تغليب مصالح دولة مغاربية على حساب أخرى. ومنذ زمان بشر الأوروبيون والأميركيون أنه ليسوا في وارد الإخلال بالتوازنات القائمة.
باتت القرية الكونية تفرض تعايشاً بين الأجناس والأعراق والألوان والمعتقدات، فبالأحرى بالنسبة لدول وشعوب تلتقي عند وحدة العقيدة والمذهب والتاريخ والبيئة الثقافية والاجتماعية والمصير المشترك. من حق التونسيين أن يبحثوا في وسائل تأمين بلادهم من المخاطر المحدقة، خصوصاً تلك القادمة من الجوار الليبي، ومن حق الجزائريين أن يؤمنوا ثوابت الاستقرار والاستمرار وفق النهج الذي يرتضونه، كما من حق المغاربة أن يدافعوا عن وحدة بلادهم واستقرارها وتقدمها. لكن الغائب في كل هذه المعادلات يكمن في تبديد الكثير من الفرص والافتقاد إلى رؤية موحدة. إن لم تبدد كل الخلافات، فأقله أن توجه المجهود الدفاعي والأمني في اتجاه واحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمن المغاربي وغياب الهوية الأمن المغاربي وغياب الهوية



GMT 14:52 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

النصر بالحياة

GMT 14:51 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

نتنياهو في ضيافةِ موزِّع الضَّمانات

GMT 14:49 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

من يُعلن الانتصار في الحرب؟

GMT 14:48 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

لبنان: التمديد للمراوحة ومزيد من التآكل

GMT 14:46 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

«مانشستر سيتي»... هزيمة مدوّية

GMT 14:44 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت

GMT 14:43 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

إنها حقًا عائلة محترمة

GMT 14:41 2025 الإثنين ,07 تموز / يوليو

فرسان مدرسة الديوان!

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib