مصطفى وعلى أمين والأمل

مصطفى وعلى أمين والأمل

المغرب اليوم -

مصطفى وعلى أمين والأمل

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

جوائز التفوق أو الإبداع الصحفى هذه الأيام ضرورة قصوى. نشكو كثيرًا من مشكلات فادحة تحاصر المهنة. نقول إن الناس لا تقرأ، ولم تعد تهتم بالصحف والمواقع الخبرية، وإن الغالبية تعتمد على ما يتم ضخه عنوة وقسرًا وقهرًا أمام أعينهم عبر شاشاتهم التى يحملونها معهم أينما ذهبوا.

نعتقد أننا نختار ما نشاهده ونتابعه عبر منصات الـ«سوشيال ميديا»، لكن جزءًا كبيرًا من هذا الاعتقاد ليس صحيحًا. نشاهد ونتابع ما تقرره لنا الخوارزميات، وتقدمه لنا مغلفًا بغلاف أنيق تحت عنوان «نعتقد أنك ستحب هذا»، وهذا يجر ذاك، وهلم جرا، حتى نتشبع بما يتم تقريره لنا. ما علاقة خوارزميات المشاهدة بجوائز الصحافة بالأيام الصعبة؟. العلاقة وثيقة.

كثيرون من أبناء وبنات المهنة إما ضربهم الإحباط، أو سلموا لشهوة الترند و«شاهد قبل الحذف». لذلك، فإن جوائز التفوق الصحفى من شأنها أن تضخ قليلًا من أمل، وكثيرًا من حافز، حتى لو كانت الجائزة شهادة تكريم لا شيكًا ببضعة آلاف من الجنيهات. الصحفى الذى يبذل مجهودًا ليخرج بموضوع صحفى يلتزم بقواعد المهنية ويحترم أخلاقيات المهنة هذه الأيام يستحق الشكر.

البعض يقول مستنكرًا: وهل نشكر مَن يقوم بواجبه؟!. أقول: فى هذه الأيام الصعبة، نعم!، فما بالك لو كان العمل الصحفى الذى قدمه متميزًا؟. فعاليات جوائز مسابقة مصطفى وعلى أمين الصحفية حملت كل ما سبق من معانٍ ويزيد.

الكاتبة الصحفية صفية مصطفى أمين تحدثت فى فعاليات الحفل يوم الجمعة عن الجائزة وأثرها وجهود إبقائها فى زمن صعب بكلمات بسيطة وعميقة فى آن. وصلت الرسالة، وعلينا التشبث بالمهنة وقواعدها وأبنائها وبناتها الشباب. شرفت بأن أكون عضو لجنة التحكيم فى المسابقة التى تحمل اسمى مؤسسى الصحافة المصرية الحديثة، وفى الوقت نفسه المحافظة والمثابرة والمتمسكة بقواعد المهنة وأخلاقياتها.

لم يكتفِ الأخوان توأم الروح والمهنة بمواكبة روح العصر، بل استشرفا المستقبل، وخرجا بمدرسة صحفية رشيقة حديثة شابة دون منازع. والحقيقة أن من ضمن مميزات جوائز مصطفى وعلى أمين الصحفية أنها تُذكرنا بأن ريادة الصحافة الحديثة كانت فى مصر، وأن رشاقة الكلمة مع الحفاظ على المضمون الرصين والهدف الأصلى من الصحافة نبعت من مصر.

وهنا يجب أن أشير إلى علامة فارقة فى حياتى، وكانت فى عام 1990، كنت أدرس للحصول على درجة الماجستير فى الصحافة فى العاصمة البريطانية، واخترت لرسالتى موضوع «مقارنة منظومة الرقابة على الصحف بين عصور عبدالناصر والسادات ومبارك». عدت إلى مصر لمدة أسبوعين لإجراء مقابلات للرسالة. أعطانى صديق رقم مكتب الأستاذ مصطفى أمين لأطلب مقابلته. طلبت الرقم وأنا أجهز الكلمات لأقنع السكرتارية بتحديد موعد.

جاءنى الرد عبر الهاتف: آلو، أيوة ده مكتب مصطفى أمين. شرحت المطلوب، فقال لى: يناسبك بعد بكرة؟، قلت: طبعًا، اسم حضرتك إيه؟، قال: مصطفى. قلت: مصطفى إيه يافندم؟، قال: أمين. مصطفى أمين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى وعلى أمين والأمل مصطفى وعلى أمين والأمل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 17:50 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"أون" تبدأ عرض مسلسل "أبو العلا 90 " لمحمود مرسي

GMT 13:20 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس يبعث برقية عزاء في رئيس تشاد

GMT 07:47 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

بطولة الخريف

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل تهزّ "سوق الجملة" في مدينة تطوان المغربية

GMT 06:41 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الكوكب المراكشي في "قفص الاتِّهام" بسبب مِلفّ السعيدي

GMT 12:37 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بوصوفة يشيد برونارد ويعتبر المدرب الأفضل بإفريقيا

GMT 05:08 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

"فورد" تطلق سيارتها الحديثة "موستانغ ماخ إي" الكهربائية

GMT 11:03 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة اسماعيل الحداد لا تدعو إلى القلق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib