رفع آثار الحادث

رفع آثار الحادث

المغرب اليوم -

رفع آثار الحادث

بقلم - أمينة خيري

ندق بسرعة على أوتار حادث الجلالة وباص الطلاب، وذلك قبل أن يسقط بالتقادم. إنها سمة حوادث السير الجلل القاتلة. فى كل مرة يُصاب الجميع بالصدمة، تتعالى الآهات، ويتم توجيه الاتهامات، وتتواتر المقترحات، وتتفاقم التحليلات، و... يتم رفع آثار الحادث، وننسى أو نتناسى انتظارًا لحدث جلل قاتل جديد، وهلمَّ جرا.

تتعدد الأسباب فى كل مرة: سرعة جنونية، مخدرات، رعونة، مشكلة فى صيانة المركبة، وفى كل الأحوال جهل تام بألف باء قواعد القيادة والسلامة، وأولًا وثانيًا وثالثًا وعاشرًا غياب تطبيق القانون بحذافيره. بدءًا من إصدار رخصة القيادة، وطريقة إصدارها والاختبارات التى يُفترض أن يخضع لها السائق قبل أن يحصل عليها، مرورًا بترك الشوارع والميادين مرتعًا للمختلين وعديمى المسؤولية والمتعجرفين وكارهى القانون والنظام، وانتهاء برفع آثار الحادث وعودة حركة السير إلى طبيعتها.

مدن سكنية جديدة بأكملها دون أى خدمات مرورية، السير العكسى تحول إلى عقيدة راسخة، والمعترض يتعرض للسب والشتم والسخرية، مركبات تتبع جهات يُفترض أنها نموذج يُحتذى فى احترام القانون واتباع القواعد تضرب عرض الحائط بكليهما، علامة استفهام عملاقة أمام السيارات الطائرة على الطرق المزودة بكاميرات ورادارات وسرعات محددة، انتظار السيارات فى أغلب الشوارع مازال فى قبضة مجموعة من السُّياس يحددون التسعيرة ويقولون دائمًا وأبدًا إنهم يقتسمون المكسب مع «آخرين».

وأذكر مجددًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، منطقة الكوربة الجميلة سابقًا، الغارقة فى الفوضى والعشوائية حاليًا، والتى تحولت إلى نموذج للقبح. قبل يومين، وجدت التوسع الاستيطانى لمقاهى شارع إبراهيم وقد وصل درجة تستحق فيلمًا وثائقيًا يُعرض على «نيتشر» تحت بند عجائب وغرائب. قادة السيارات يضطرون أحيانًا لإزاحة كرسى المقهى من الطريق ليمر. هل يعقل أن تحتل المقاهى عرض الشارع، لا الرصيف فقط، ثم يتحول الطين إلى بلة بإيقاف السيارات برعاية السُّياس صفوفًا ثانية وثالثة؟!

ونضيف مجموعات الشباب والفتيات وموضة الـ«رولر سكيتس» فى وسط سيرك الشوارع والميادين، بما فى ذلك صلاح سالم والميرغنى وغيرهما. الرياضة رائعة دون شك، ولكن حين يدهس باص أحد هؤلاء الصغار، أو يجد أحدهم نفسه أسفل سيارة نقل، هل نبدأ وقتها، بعد الانتهاء من الصراخ والعويل، فى المطالبة برقابة مستمرة لا موسمية؟ بعدها، يتم رفع آثار الحادث، وتعود حركة السير إلى طبيعتها الفوضوية العشوائية.

المسألة ليست تحرير عشرة آلاف مخالفة، وليست مصادرة 17 ألف توك توك. المسألة أكبر وأخطر من ذلك بكثير، وإلا لالتزمت النعوش الطائرة على الطرق السريعة بالسرعات المحددة، وعلى الأقل «خافت» من الرادارات. وكنت ذكرت من قبل وقوع حوادث اصطدام بين السيارات المتناحرة على أولوية المرور عند البوابات. إنه اللامعقول فى أبهى صوره.

تطبيق قدر ولو بسيطًا من النظام فى الشوارع ضرورة قصوى. يجب أن يكون أسلوب حياة. المناشدات لا تنفع. القانون الصارم العادل وحده الطريق لحقن المزيد من الدماء، ومعه توعية وتعليم وتربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفع آثار الحادث رفع آثار الحادث



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هيرفي رونار يقلل من قيمة الدوري المغربي للمحترفين

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منزلك أكثر تميّزًا مع الديكورات اليابانية العصرية

GMT 19:00 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطور ملحوظ وفرص سعيدة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 21:52 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء الكيلاني تثير الرأي العام بقصة إنسانية في "تخاريف"

GMT 11:00 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

"بوما" تطرح أحذية رياضية جديدة ومميزة

GMT 10:39 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على إتيكيت أكل "الاستاكوزا"

GMT 12:35 2013 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

البدء فى البرنامج التوعوي التثقيفى لمرضى داء السكر في سبها

GMT 02:20 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة بالمركز القومي للترجمة حول أعمال نوال السعداوي

GMT 18:34 2017 الجمعة ,25 آب / أغسطس

فوائد نبات الحلتيت لصحة الإنسان

GMT 00:18 2014 السبت ,07 حزيران / يونيو

ضروريَّات من أجل عودة السياحة إلى مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib