مازوت النصر أم الهزيمة
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

مازوت النصر أم الهزيمة؟

المغرب اليوم -

مازوت النصر أم الهزيمة

نديم قطيش
نديم قطيش

أسعدني خبر دخول صهاريج نقل المازوت الإيراني من سوريا إلى لبنان. أسعدتني أكثر الاحتفالات المرافقة لها بإطلاق الرصاص والقذائف الصاروخية، ومواكبتها بشعارات وأعلام وصور لكبار قادة محور «الحرس الثوري» في المنطقة... فأن تبث قافلة تهريب المازوت الإيراني في نفوس جمهور ميليشيا «حزب الله» هذا الشعور بالنصر، وأن ترفع صور علي خامنئي وحسن نصر الله ورايات إيران و«حزب الله» ولافتات «الفتح المبين» على وحول الشاحنات، فهذا دليل هزيمة لا دليل انتصار... أن يتحدر سقف الإنجاز في مواجهة «الاستكبار العالمي» من إسقاط الهيمنة الأميركية وإنهاء إسرائيل في سبع دقائق ونصف والصلاة في القدس، إلى تهريب قافلة مازوت إيراني إلى لبنان، فهذا دليل هزيمة لا دليل انتصار.

أولاً أن تصل أحوال بلد ما؛ أي بلد كان، إلى حدود الحاجة الماسة لتهريب المحروقات، فهذا بلد مهزوم.

لقد «كسر» «حزب الله» حصاراً غير موجود؛ إذ إنه لو قيض للبنان أن يدفع بسعر السوق ثمن المازوت الذي يحتاجه اللبنانيون لتوفر مئات الباعة ممن سفنهم أصلاً مركونة في عرض البحر. لم يكن هناك قرار بمنع المازوت عن اللبنانيين... بل إن آلية دعم المازوت والمحروقات من قبل الحكومة اللبنانية تلزم تجار المحروقات ببيعه بسعر محدد مدعوم، في حين أن الدعم لا يصل إلى التجار الذين عليهم أن يشتروا بدولار ثمين وأن يقبضوا بالعملة المحلية المنهارة... ما فعلته ميليشيا «حزب الله» أنها اشترت من إيران بالعملة اللبنانية وفي أحسن الأحوال وفق تسعيرة مخفضة نسبياً للدولار مقابل الليرة (النفط مشتقاته تسعر بالدولار)، تضاف إليها خصومات على ثمن شحنة المازوت نفسها. أي إن إيران حملت على ظهرها بعضاً من تكلفة الدعم الذي كانت توفره الدولة اللبنانية، وهو ما لا طاقة لإيران بتكراره أو الاستمرار فيه... لكنها مناورة كانت كافية لأن يسجل «حزب الله» حملة علاقات عامة وحفلة انتصارية ضخمة...

بهذا المعنى نعم... انتصر «حزب الله» على اللبنانيين لا أكثر ولا أقل... وهو منذ مدة طويلة يسجل انتصاراته عليهم... في حرب يوليو (تموز) 2006 مع إسرائيل انتصر عليهم بأن غير المناخ اللبناني السياسي والاجتماعي برمته بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانتفاضة 14 مارس (آذار) 2005 وإجبار الأسد على سحب جيشه من لبنان في أبريل (نيسان) 2005، وفي الاعتصام المديد في قلب بيروت النابض، انتصر عليهم بأن دمر الوسط التجاري لمدينة بيروت، ثم استكمل انتصاره عليهم في السابع من مايو (أيار) 2008 حين اجتاحت ميليشياه بيروت وجبل لبنان. وانتصر عليهم بفرض «اتفاق الدوحة 2008» الذي وضع معايير غير دستورية لتقاسم السلطة. وانتصر عليهم بتعطيل نتائج الانتخابات بعد عامي 2005 و2009 وإجبار الأغلبية البرلمانية على تشكيل حكوماته أو حكومات يرضى عنها ويمسك بقرارها. وانتصر عليهم بتصفية النخبة السياسية منذ محاولة اغتيال مروان حمادة خريف عام 2004، وصولاً إلى اغتيال لقمان سليم عام 2020، وبينهما أمّ الاغتيالات في فبراير (شباط) 2005، وشطب رفيق الحريري من المعادلة اللبنانية. وانتصر عليهم بإيصال ميشال عون إلى سدة الرئاسة ليكتمل «عقد جهنم» بالانهيار الخرافي الذي يمر به لبنان...
قافلة المازوت الإيراني فصل يضاف إلى فصول سيرة الانتصارات هذه، على اللبنانيين، الذين لا يحتاج الانتصار عليهم إلى كثير من الجهد... أما انتحال صفة الانتصار على أميركا، لبيع هذا الوهم لجمهوره فهو مدعاة سخرية يجب ألا تمر مرور الكرام، وألا يسمح لها بإغراق اللبنانيين في مزيد من اليأس، أو مساعدة «حزب الله» وجمهوره على تصديق نشوة النصر التي يعيشونها ويعبرون عنها...لنتذكر أن نصر الله خطب بكل ما أوتي من عتوّ، في يونيو (حزيران) الماضي، في عز أزمة المحروقات، أن حزبه سيفاوض إيران وسيأتي منها بالمازوت والبنزين (حتى الآن أتى فقط بالمازوت)، وتحدّى الدولة اللبنانية أن تمنعه من استقدام البواخر عبر مرفأ بيروت، رغم أنه وحلفاءه يسيطرون على هذه الدولة وبيدهم وزارة الطاقة (والحكومة) والأغلبية البرلمانية.

بيد أن الرجل ما لبث أن تراجع عن هذا التحدي الفاقع، حين أحس بـ«السخن» الأميركي، فعاد وخطب يقول إن البواخر ستأتي إلى مرفأ بانياس السوري وتنقل حمولتها من هناك براً للحيلولة دون «إحراج» الدولة اللبنانية وتعرضها لـ«عقوبات». طبعاً لم ينتبه إلى أن كلامه الأول أحرج الدولة اللبنانية، بتحديها علناً...

بمعنى أبسط؛ رضخ نصر الله لشروط أميركا، والتزم بما تسمح له به واشنطن، وهو ما يجعل من كسر الحصار الأميركي أضحوكة، حيث إن عشرات السفن الإيرانية وصلت سابقاً منذ عام 2011 إلى سوريا وفق آلية التهريب نفسها، التي اعتمدت مع سوريا ولاحقاً مع فنزويلا...

هدد اللبنانيين وتشاوف عليهم، ثم رضخ للأميركيين، من دون أن يمنعه ذلك من المضي قدماً بدعاية الانتصار.

ولتكتمل صورة المهزلة التي يختصرها واقع ميليشيا «حزب الله»، ينبغي أن ننتبه إلى أنه، وفي ذروة الضجيج بشأن كسر الحصار الأميركي وتغيير المعادلات في المنطقة، كانت إيران نفسها تبحث عن طريقة للحصول على اللقاحات الأميركية المضادة لفيروس «كورونا».

كما نصر الله، وبالعتوّ إياه؛ حظر خامنئي استيراد اللقاحات المصنعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عادّاً أنه «لا ثقة بها». وفي تغريدة نشرت على الحساب الرسمي الناطق بالإنجليزية لخامنئي في موقع «تويتر»، قال إن «اللقاحات الأميركية والبريطانية غير مسموح لها بدخول البلاد»، مضيفاً: «لا ثقة بها (...) ربما يريدون تجربة اللقاح على دول أخرى». وإيران هي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في الشرق الأوسط.

ثم تراجع خامنئي بمثل ما تراجع نصر الله. وفيما كان أنصار ميليشيا «حزب الله» يحتفلون بهزيمة واشنطن على الطريق البرية بين سوريا ولبنان، كانت حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تمنح الموافقة لاستيراد لقاح «جونسون آند جونسون» الأميركي، مُسقطة المنع الذي يشبه التحريم الذي أطلقه خامنئي، ومبددة كثيراً من الهراء حول وجود لقاح إيراني أفضل من اللقاحات الغربية!
مرة جديدة؛ هي انتصارات تسجل على اللبنانيين وعلى الإيرانيين وغيرهم من الشعوب المقهورة باسم هزيمة الشيطان الأكبر والاستكبار العالمي، الذي من عنده يتسولون أسباب الحياة؛ أكانت لقاحاً أم عملة خضراء!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مازوت النصر أم الهزيمة مازوت النصر أم الهزيمة



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib