جعبة الأيام وخارج الصندوق
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

جعبة الأيام... وخارج الصندوق!

المغرب اليوم -

جعبة الأيام وخارج الصندوق

حسين شبكشي
حسين شبكشي

في الأزمات المحورية العالمية الكبرى، يلجأ الناس في الغالب إلى وسائل مختلفة لمحاولة فهم واستيعاب ما يحصل معهم وحولهم. فهناك من يلجأ إلى الغوص في الدين ومظاهر التدين وطقوس ذلك المختلفة، وهناك من يلجأ إلى الروحانيات بمظاهرها المتعددة، كالتأمل العميق واليوغا وطرق التنفس المعنوية، وهناك من يلجأ إلى الرياضة الجسدية الممنهجة... كل ذلك لأجل إخراج الطاقة السلبية المتنامية أو السيطرة عليها نتيجة الأزمات المحورية العالمية الكبرى الحاصلة.

أيضاً هناك فئة من الناس تبحث وتغوص في بحور المعرفة لمحاولة الحصول على الإجابات الممكنة للأسئلة الصعبة جداً. البحث يكون دوماً عن أصحاب الفكر المضيء الآتي من العقول التنويرية القادرة على مقاومة تيار القطيع العام، والإتيان بالأفكار المختلفة من خارج الصندوق؛ عقول قادرة على تقديم شرح وأسباب منطقية وعقلانية لتفسير ما يحدث، على أن تكون الإجابات دوماً مرتبطة بما يخرج من مختبرات العلم والعلوم القابلة للمراقبة والتحقق والقياس. ويبرز في هذا المجال أسماء قليلة ومحدودة، ولكنها بالغة الدلالة والتأثير والأهمية؛ أسماء مثل العالم المتخصص في الأحياء والجغرافيا، البروفسور جاريد دايموند، الذي يطلق عليه لقب «تشارلز داروين الأميركي»، وهو الذي يقدم سردية تاريخية مهمة وعميقة ومبهرة للبشرية، وأسباب نجاح وسقوط الأمم والمجتمعات، سواء بدراسة المجتمعات البدائية في غابات جاوه بإندونيسيا، أو في مناطق غينيا الاستوائية، أو بدراسة المجتمعات الصناعية الأولى في أوروبا وأميركا الشمالية، ويقدم أدلة بالغة الدلالة والأهمية عن أسباب تفوق المجتمع الصناعي الغربي الأوروبي الاستعماري على سائر الأمم وقتها. وقدم هذه الأفكار في كتب مختلفة، لعل أبرزها كان «بنادق وحديد وجراثيم»، بالإضافة إلى سلسلة لم تتوقف من الندوات والمحاضرات والمنتديات والمقابلات.

هناك أيضاً الكاتب الإسرائيلي المقيم في كندا يوفال نواه هاراري، الذي أثار زوبعة كبيرة بكتابه الرائع عن تاريخ الإنسان، والذي أطلق عليه عنواناً لافتاً وذاتي الشرح، هو «العاقل»، وبعده قدم للعالم كتاباً آخر لا يقل أهمية عن الكتاب السابق، وفيه يقدم تصوراً دقيقاً عن المستقبل الذي ينتظر الإنسان والبشرية فيما هو قادم من الأيام. وتحولت رؤيته للتاريخ ونظرته عن المستقبل إلى أحد أهم محفزات التفكير، الذي ينطلق منه المتخصصون والمتابعون للشؤون الفكرية والتاريخ الاجتماعي للإنسان.

أما اقتصادياً فهناك المفكر الفرنسي الاستثنائي توماس بيكيتي الذي قدم كتابين في غاية الأهمية أثريا الساحة الفكرية، وحركا مياه الفكر الاقتصادي الرتيبة بطبيعتها، فقدم كتاب «المال... في القرن الواحد والعشرين»، ثم تبعه بكتاب آخر لا يقل أهمية ولا خطورة في طرحه، وهو «المال والآيديولوجيا» الذي قدم تشريحاً عميقاً ودقيقاً للعلاقة المعقدة والمتشابكة بين رأس المال والعقيدة السياسية (بمختلف أشكالها وتوجهاتها ومشاربها وأنواعها)، وكان قبلهما قد قدم كتاباً آخر بعنوان بسيط، ولكنه عميق، وهو «اقتصاد عدم المساواة»، الذي يشرح فيه الأسباب الاقتصادية الأساسية التي تتسبب في عدم المساواة داخل المجتمع الواحد. وكذلك قدمت الراهبة الكاثوليكية السابقة كارين آرمسترونغ أهم الأطروحات المفندة لتاريخ الأديان والعنف الناتج من خلال التطبيقات المتطرفة للساسة والأتباع، وهذا الذي تسبب في خلق مناخ لا ينتهي من الاستقطاب الذي لا ينتهي، والذي أدى إلى سقوط الملايين من القتلى، وأنهار لم تتوقف من الدماء لا تزال مستمرة حتى اليوم.

القدرة المختلفة والاستثنائية على تحليل وتشخيص وتشريح المشكلات الحاصلة أمامنا في العالم هي التي تخرج إلينا الأفكار التنويرية، كما علمنا ويبين لنا التاريخ بفصوله وجولاته التي تتكرر بنفس الشكل أو بأشكال متجددة دوماً. العلم في حال من التطور المستمر، ويبقى أداة القياس البشري لمفهوم التصديق والبرهان، هو ما يخرج من مختبر العلوم والتعليم ويدخل إلى العقل بالقبول المحترم. هناك شعوب وأمم اعتمدت العلم، وهناك شعوب وأمم أخرى اعتمدت على العلم «البديل»، فضلّت وضلّت الطريق. رغم السوداوية الشديدة التي جاءت مع أخبار تفشي جائحة (كوفيد 19)، فإن هناك مجموعة غير قليلة من العلماء المتفائلين الذين يعتبرون هذه الفترة فترة مختبرية علمية بامتياز، لو أحسن استغلالها ستحصد البشرية حصادها في مجالات التقنية والتعليم والصحة وغيرها.

الأيام المقبلة تحمل في جعبتها الكثير على ما يبدو.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعبة الأيام وخارج الصندوق جعبة الأيام وخارج الصندوق



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib