الخروج من العزلة الأخطر
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

الخروج من العزلة الأخطر!

المغرب اليوم -

الخروج من العزلة الأخطر

حسين شبكشي
حسين شبكشي

هل كان سيلقى جبران خليل جبران نصيبه نفسه من القبول والشهرة والانتشار لو استمر في الكتابة باللغة العربية وبقي في لبنان، أم أن قرار انتقاله لوطنه الجديد بالولايات المتحدة والكتابة باللغة الإنجليزية كانا السبب الفارق فيما حدث له من نقلة نوعية لافتة مهمة جداً؟ هذا السؤال يتكرر في حالات كثيرة مماثلة ومشابهة، مثل الكاتب التشيكي العملاق ميلان كونديرا الذي انتقل للعيش بالعاصمة الفرنسية باريس واختار الكتابة بلغتها، وخالد حسيني ابن كابل في أفغانستان الذي انتقل للولايات المتحدة وكتب من هناك باللغة الإنجليزية، وأيضاً هناك جومبا لاهيري الكاتبة البريطانية - الأميركية الآتية من أصول هندية التي اختارت الكتابة باللغة الإيطالية، وهناك الروائي المغربي الطاهر بن جلون الذي انتقل لفرنسا وكتب بلغتها، وإيليف شافاك التركية التي اختارت بريطانيا للعيش فيها وأن تكتب بلغتها، وصمويل بيكيت الكاتب الآيرلندي الذي اختار فرنسا موطناً وتبنى الكتابة بلغتها، وجوزيف كونراد الكاتب البريطاني الذي اختار الكتابة باللغة البولندية، وأمين معلوف ابن لبنان الذي استقر في فرنسا واختار الكتابة بلغتها، والعملاق التشيكي فرانز كافكا الذي استقر في ألمانيا وكتب حصرياً بلغتها.

هذه مجرد أمثلة محدودة جداً للهويات اللامحدودة في العالم. تذكرت هذا الشيء وأنا أتابع ردود الفعل الحاصلة تباعاً مع موقف أنصار الشعبوية السياسية والتيارات العنصرية التي تختبئ تحت غطاء الوطنية... في عالم واسع الآفاق، يخرج من إحدى مناطقه فيروس يدمر بلاد العالم، ليتلهف العالم بانتظار لقاح ينتج ويورد لإنقاذه من هذا الوباء المدمر، لن يسأل العالم عن «أصل» مخترع اللقاح، ولا يهمه لون بشرته ولا دينه ولا طريقة تفكيره. في ظل أفول عصر الأفكار الكبرى التي جاءت بالشيوعية والاشتراكية والنازية والرأسمالية، لن يكون مقبولاً أن تأتي فكرة بلا منهجية أخلاقية، هدامة للقيم المشتركة، مثل ما تقدمه الشعبوية، بصفتها طرحاً سياسياً عالمياً جديداً.

الاقتصاد، كما جرت العادة، هو الذي يصنع السياسة ويحدد مساراتها. بريطانيا اليوم تدفع ثمناً باهظاً لاستجابتها للتيارات الشعبوية التي كلفتها ثمن عضويتها بالاتحاد الأوروبي، والآن هناك خطر وتهديد جدي بأن تفقد اسكوتلندا من مملكتها المتحدة بعد تواتر أخبار جدية عن قرب حصول استفتاء شعبي على ذلك، وبالتالي قد يكون ذلك تمهيداً خطيراً جدياً للتحول التدريجي من بريطانيا العظمى إلى إنجلترا الصغرى. والشيء نفسه ممكن أن يقال عن حقبة دونالد ترمب في الولايات المتحدة التي أدت إلى شروخ وتداعيات بينية في قاعدة المجتمع الأميركي نفسه. والأعراض المؤلمة نفسها يجري الحديث عنها في الأوساط المجتمعية في البرازيل، بسبب سوء إدارة الأزمة الصحية والخطاب السياسي المتطرف الذي تم تبنيه في العهد الحالي.
في ظل اقتصاد معولم، يعتمد بشكل كامل مطلق على حرية حركة الأفراد والأفكار والأموال بشكل عابر للحدود والقيود، يكون الحديث عن الجدران العازلة، سواء أكانت فعلية أم فكرية، ضرباً من العنصرية القبيحة والجنون الفعلي. العالم ليس لوحة رسمت بالأبيض والأسود، وتم تقسيم سكانه بين أناس يشبهوننا وأناس آخرين وجبت معاداتهم... العالم كتلة من الألوان الثرية التي تكسر النمطية وتوسع الآفاق، ولكل هذه مزايا لا يقدر عليها من كان في قلبه مرض اسمه العنصرية.

عندما قام الكاتب الروائي الأميركي الآتي من أصول أفريقية أليكس هايلي بتأليف ملحمته الخالدة «الجذور» التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني ناجح جداً، سرد فيه قصة وصول جد جده عبداً مقيداً بالسلاسل من غرب أفريقيا ليباع في ولايات شرق أميركا، كان هذا العمل الروائي التلفزيوني بمثابة مكالمة إيقاظ عنيفة جداً للمجتمع الأميركي، جعلته يراجع كثيراً من تشريعاته وسياساته العنصرية بعد أن أزيل اللثام عن الوجه القبيح للعنصرية في الولايات المتحدة.

المجتمعات لها أن تختار المنهجية الأخلاقية التي ستسير عليها، وتبني مستقبلها على مبادئها. خيارها إما أن تغوص في هوية أحادية شكاكة انعزالية مليئة بالقلق والتوتر، أو هوية آمنة مطمئنة مقبلة على الجميع بحسن ظن كبير. العالم بحاجة ماسة للخروج الفكري من الخطاب الانعزالي، خصوصاً في ظل تأجج العزلة نتاج تفشي جائحة «كوفيد-19» المدمر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج من العزلة الأخطر الخروج من العزلة الأخطر



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib