إلى متى
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

إلى متى!

المغرب اليوم -

إلى متى

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

القطبية وحدّتها أصبحت سيدة الموقف في معظم الأطروحات التي يتم مناقشتها في العالم عموماً، وفي الشرق الأوسط تحديداً اليوم. كل شيء يتم تسييسه بشكل حاد وعنيف جداً. وخلطة الدين بالسياسة سممت المواضيع، فكل فريق يعتقد بأنه وكيل الله على الأرض، وأنه وحده صاحب المفاهيم الدينية الصحيحة، ويتحول الخلاف السياسي التقليدي إلى خلاف ديني لا حل له تماماً كوصف الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة، الذي وصفه بعبقرية الكاتب اللبناني الكبير حازم صاغية في كتابه الممتع «نواصب وروافض». وهذا يذكرنا بالمشاهد نفسها التي حدثت في أوروبا من قبل خلال الحروب الدموية الطويلة التي حدثت بين الكاثوليك والبروتستانت، أو بين الكاثوليك والأرثوذكس، وراح ضحيتها المئات من الآلاف من الأبرياء.
غياب دولة المؤسسات التي فيها فصل واضح وشديد للسلطات، وتكون فيها سلطة القانون فوق الجميع بإطار مدني خالص، هو أحد أسباب تحول معظم النزاعات والخلافات السياسية إلى حملة من التكفير للغير، سواء بشقيها الديني أو الوطني. في نهايات حقبة السبعينات من القرن الماضي، حدثت ثلاثة أحداث جوهرية «أعادت» استخدام التشدد الديني إلى واجهة الأدوات السياسية المستخدمة.
الحدث الأول كان وصول مناحيم بيغن على رأس حزب «الليكود» الديني المتشدد إلى رئاسة مجلس الوزراء في إسرائيل، وذلك كأول حزب ديني يصل لهذا المنصب بعد أن كان المنصب تقليدياً من نصيب حزب «العمل» العلماني اليساري، وتحول بذلك الأمر الطرح السياسي في إسرائيل بشكل ديني صريح وفج، وهذا اتضح لاحقاً بتفسيرات مواقفه وقراراته السياسية والدبلوماسية والعسكرية من وجهة نظر توراتية وتلمودية بحذافير النصوص المؤيدة لها.
الحدث الثاني كان تبوؤ البابا يوحنا بولس الثاني كرسي الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان كأول شخصية من أوروبا الشرقية، تحديداً من بولندا التي تقبع خلف الستار الحديدي للمعسكر السوفياتي، وقد فطن إلى أهمية ذلك الأمر ورمزيته الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، وقرر التعاون معه لتحريك المياه الراكدة في بولندا البلد الكبير والمؤثر في المعسكر الشرقي، الذي لديه إرث كاثوليكي مهم لإحداث شرخ مؤثر في الجدار السوفياتي حتى سقط الجدار وانتهى معه الاتحاد السوفياتي وحلفه.
الحدث الثالث كان سقوط نظام الشاه في إيران، ومجيء شخصية دينية شديدة التطرف بمشروع ثوري وانقلابي معد للتصدير حول المنطقة.
غطى هذه الأحداث الثلاثة بشكل موسع وعميق الكاتب الفرنسي الكبير جيل كيبل في كتابه المهم «انتقام الرب». القطبية السياسية الموتورة بالهوس العقائدي مستمرة في التصاعد طالما بقي كل فريق يعتقد أنه «وحده» على صواب وغيره ضال ومبتدع. مساحات الخطابات الإقصائية لا تزال تتسع بشكل مخيف مهما تعددت الشعارات المبررة لها.
المشهد اللبناني الحالي لا يختلف عن غيره في سوريا والعراق وليبيا واليمن؛ إذ جميعها مسائل خلافية وتاريخية كتب لها أن تتمدد بسبب غياب المنظومة المدنية الحامية للحقوق المدنية تحت مظلة القانون للدولة الوطنية التي تسع الكل وتحمي الكل. إذا أردنا أن نتعظ من دروس التاريخ، فيجب أن نتمعن في عبره جيداً، والاستفادة منها، ونستفيد من تجارب الأمم الأخرى. ألمانيا بعد هزيمتها المدوية في الحرب العالمية الثانية قررت الخلاص الفوري والعنيف والكامل من كل إرثها النازي بلا استثناء، وقامت بتنقية كتبها ومؤلفاتها وأدبها وفنونها من كل شيء ممكن أن يكون له أي أثر له علاقة بالفكر النازي، ومنعت وجرمت التعاطف والانتماء له. وقلبت ألمانيا الصفحة تماماً وبدأت في صفحة بيضاء وجديدة وناصعة، وانطلقت ببناء نفسها مجدداً حتى تمكنت من ذلك بنجاح.
الوضع السياسي القائم في المنطقة العربية اليوم المبني على توافقات دينية وطائفية ومذهبية وقبلية وعرقية وعشائرية هو وضع هش وضعيف سرعان ما يشتعل مع أضعف هزة، ولن يحميه إلا بمراجعة جادة وإطلاق منظومة القانون والدولة المدنية التي لا إقصاء فيها لأحد، ولا علو فيها لأحد.
التاريخ مدرسة مجانية لمن أراد أن يستفيد ويتعظ، ولكنه يعلمنا أيضاً أن لغة الإقصاء وسلاح المنتصر هي مسألة مؤقتة، ولا تدوم مهما طال الوقت. عندما يتحول كل موضوع من الرياضة وكرة القدم وصولاً إلى حالة الطقس والأمطار إلى موضوع يقسم المجتمعات بشكل حاد، هنا يجب أن ندرك أن هذه هي أعراض مرض خطير أشبه بسرطان خبيث وقنبلة جاهزة للانفجار، متى ما انفجرت لن يسلم من شظاياها أحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى متى إلى متى



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 21:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية
المغرب اليوم - تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib