مَنِ المواطن الحقيقي

مَنِ المواطن الحقيقي؟

المغرب اليوم -

مَنِ المواطن الحقيقي

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

موضوع الهجرة و«نقاء» السكّان، عاد لميدان الجدل السياسي، والتراشق بين المختلفين... عاد بسخونة ورعونة أحياناً.

الحال أن مسألة الهجرة وتحديد من هو المواطن الحقيقي، مِن المواطن نصف الحقيقي، مِن المواطن غير الحقيقي، مسألة قديمة، قِدم نشأة الدولة ومفهوم المواطنة في العصور الحديثة.

مَن الأميركي؟ من الفرنسي؟ من الألماني؟ من العربي؟ من التركي؟ من الروسي؟ من المصري؟ من السعودي؟ ومن الإيراني؟... إلخ.

المبعوث «الأميركي» لسوريا ولبنان، الحالي، رجلٌ هاجر جدّه من زحلة في لبنان، وقبله منذ عقود كان المبعوث هو فيليب حبيب من أصلٍ لبناني أيضاً.

على ذكر لبنان - وهذا مناسبة كتابة هذه المقالة - فقد كان مثيراً للمفارقة هذه الحادثة الطريفة، حين ثار سياسي أسترالي «معادٍ للهجرة» على صحافيٍ سأله عن أصوله اللبنانية.

النائب الأسترالي، بوب كاتر، فقد أعصابه بعد سؤال عن أصوله اللبنانية خلال مؤتمر صحافي حول الهجرة في بريزبين، واصفاً الصحافي بأنه «عنصري»!

زعيم حزب كاتر الأسترالي، هدّد الصحافي، جوش بافاس من القناة «ناين نيوز»، وهو يصرخ ويلوّح بقبضته قائلاً: «لا تقل ذلك لأن هذا يزعجني»، مضيفاً: «لكمت رجالاً في أفواههم لقولهم هذا... عائلتي موجودة هنا منذ 140 عاماً».

النائب الأسترالي قال إن على بلاده أن ترحّب فقط «بالمهاجرين القادمين من دول تتمتع بالديمقراطية، وسيادة القانون»؛ أي أن أجداده حين هاجروا من لبنان، كان لبنان يتَّسم بهذه المواصفات!

ترمب - مع الفارق - يريد لجم الهجرة غير القانونية إلى أميركا، ويصنّفه البعض بأنه مُعادٍ للأجانب، وأصحاب الأصول غير الأوروبية، وهذا غير صحيح، حتى لا نفتري على الرجل، لكن من الأكيد، أنّه يملك سياسة صارمة تجاه الهجرة غير الشرعية، عكس الديمقراطيين الأوباميين.

قبل فترة وجيزة، في أول لقاء بينهما، التقى المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، الرئيس الأميركي ترمب، قدّم المستشار الألماني لوحة تذكارية تكريمية تتعلّق بجدّ ترمب، وهو، فريدريش ترمب، الذي وُلد في مدينة كالشتات الألمانية عام 1869، قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة لاحقاً.

وعلّق ترمب: «أشكرك على هذه الهدية. إنَّها جميلة. شكراً جزيلاً. رائعة. سنضعها في مكانٍ مُشرّف».

ردّ ترمب كان لطيفاً، عكس النائب الأسترالي الغضوب. هل يوجد شعب بلا تنّوع؟!

لن أتكلّم عن مسألة الهجرة، وفوائدها للشعوب المستقبلة للهجرة، أو مسألة الهجرة غير الشرعية، ومضارّها، وما الثقافة التي يجب الحفاظ عليها متحدة، والثقافة التي تُترك للتنّوع الطبيعي.

بل عن مسألة أسهل وأيسر شأناً، وهي أن الانتقال والإقامة في وطن جديد، طبيعة بشرية عفوية تلقائية عبر العصور. بالمناسبة، الزعيم البريطاني «المحافظ» بوريس جونسون، من أصل تركي قريب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَنِ المواطن الحقيقي مَنِ المواطن الحقيقي



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

GMT 14:43 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 14:41 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

في حب الصحراء: شريان الحياة

GMT 14:38 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والممسحة

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''

GMT 20:55 2022 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطمح لتقديم خدماتها بألف لغة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib