أسرار المال الديني

أسرار المال الديني

المغرب اليوم -

أسرار المال الديني

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

بعد وفاة البابا فرنسيس الأرجنتيني، الأب الأكبر لأتباع الديانة المسيحية الكاثوليكية، الذين يبلغون زهاء المليار ونصف المليار في العالم، ثار الفضول حول مؤسسة الفاتيكان، التي يتزعّمها الحبر الأكبر.

من أين تجني هذه المؤسسة الدينية - السياسية العريقة أموالها الهائلة؟!

في تحقيقٍ بديع كتبته من البرازيل - أكبر بلد كاثوليكي في العالم - الكاتبة ديبورا كريفيلارو، ونشرته «بي بي سي»، نجد التالي:

على مستوى العالم، تمتلك فروع الكنيسة ما بين 71 و81 مليون هكتار من الأراضي، وفقاً لمعهد دراسة الأديان والعلمانية.

بدأت الكنيسة في جمع السلع والثروات في القرن الرابع في عهد الإمبراطور قسطنطين (272 - 337 م)، الذي جعل الكاثوليكية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية.

يتلقَّى الفاتيكان تبرعات من جميع أنحاء العالم عبر نظام يسمى «بنس بيتر»، الذي يدعم المبادرات الاجتماعية، وعمليات الفاتيكان، والسياحة، وصيانة المتاحف.

لا يدفع الكرسي الرسولي أي ضرائب ولا يُعلن عن أي دَين عام.

يعتمد في دعمه على دخل أصوله، وقبل كل شيء، على تبرعات المؤمنين.

يعود جزء كبير من دخله إلى ضريبة الكنيسة «كيرشنشتوير» وهي ضريبة يتم تحصيلها مباشرة من الأعضاء المسجلين في الطوائف الدينية المعترف بها من قبل الدولة، بما في ذلك الكنيسة الكاثوليكية.

حتى في كنائس أميركا والبرازيل الكاثوليكية الهائلة الأموال، تحتلّ التبرعات من المؤمنين شطراً عظيماً من ثروات هذه المؤسسات الدينية الاجتماعية، ذا الأثر السياسي لاحقاً.

هذا ما كفل لهذه المؤسسات الديمومة والاستمرار والتأثير عبر العصور، حتى عصور العلمانية وتراجع الشعور الديني.

هناك أكثر من إشارة إلى فقدان الشفافية الواضحة حول مراقبة ومعرفة موارد الأموال ومسارح صرفها في الفاتيكان، وبقية الكنائس والجهات التابعة له (جمعيات، بنوك، شركات... إلخ).

هذا فقط عن الكنيسة الكاثوليكية، وليس عن الكنائس الأرثوذكسية في الشرق والغرب! وماذا عن الأموال «الدينية» في عالمنا الإسلامي؟!

أضربُ مثلاً عابراً فقط بأموال «الخُمس» في المذهب الشيعي... كيف تُجمع وكيف تُصرف، اليوم، وفي واقعنا الراهن؟! وما هي أملاك الحوزات الدينية ورجالها؟ وما هو الخاص منها والممتزج بأموال الخُمس؟!

ماذا عن أموال التبرعات وبعض الأوقاف التي يتحكّم فيها بعض الناس ويصرفونها فيما يرون أنه يخدم الدين؟!

ألم تحصل بعض الوقائع التي ثبت فيها ذهاب هذه الأموال، أو بعضها، إلى مناطق غير مشروعة؟!

بالأمس، كان الحديثُ هنا عن توجّه دولة الكويت، الحميد، لضبط عمليات التبرّع والعمل الخيري... واليوم مطلوبٌ المزيد من الدراسات والشفافيات حول الأموال الدينية، ليس بهدف منعها، بل تنظيمها ووضعها تحت الشمس.

مع أن أسرار المال والتوظيف الديني، أسرارٌ صعبة، وكما جاء في تقرير ديبورا:

يشير قول مأثور إلى أن قيمة أصول الكنيسة الكاثوليكية هي أحد أسرار الإيمان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار المال الديني أسرار المال الديني



GMT 14:43 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 14:41 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

في حب الصحراء: شريان الحياة

GMT 14:38 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والممسحة

GMT 14:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

السلاح... أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة

GMT 14:28 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

من سيلحق بكندا... في «التعامل بالمثل» مع ترمب؟

GMT 14:24 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وخصومه في «حيْصَ بيْص»

GMT 14:23 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سموتريتش وحقد الجِمال

GMT 14:19 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

القطبية الصينية ومسار «عالم الغابة»

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 19:13 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ملف الصحراء المغربية يعود للواجهة ومؤشرات حسم دولية قريبة
المغرب اليوم - ملف الصحراء المغربية يعود للواجهة ومؤشرات حسم دولية قريبة

GMT 17:49 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها
المغرب اليوم - بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها

GMT 19:34 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الشيخة حسينة تتحدث لأول مرة منذ الهروب
المغرب اليوم - الشيخة حسينة تتحدث لأول مرة منذ الهروب

GMT 15:55 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 02:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

سهام العزوزي تتوج بلقب مسابقة "ميس أمازيغ" في دورتها الخامسة

GMT 14:13 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فرقة «رضا» تتألق في الأقصر عاصمة السياحة لعام 2016

GMT 23:59 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

تعرف على تفاصيل طلاق "أبو جاد" وزوجته سارة

GMT 19:07 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الكرنب يحتوي على مغذيات تحارب مرض الخرف

GMT 13:24 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

ودي تكشف عن موديلات S من سياراتها Q5 وA6 وA7

GMT 14:44 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

حرّاس صدام حسين يكشفون تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته

GMT 07:20 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الأغذية منخفضة الكربوهيدرات تسهم في علاج السكري

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

العروبة الإماراتي يتعاقد مع ياسين الصالحي لموسم واحد

GMT 20:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تستعد لتنظيم بطولة العالم للجمباز بمشاركة إسرائيلية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib