المباشر وغير المباشر

المباشر وغير المباشر!

المغرب اليوم -

المباشر وغير المباشر

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

أثناء الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب كانت لديه حلول قاطعة للقضايا التى صدرت له القيادة الأمريكية: القضية الأوكرانية يُجرى حلها فى اليوم الأول من دخوله إلى البيت الأبيض؛ حرب غزة سوف يتوقف إطلاق النار فيها؛ العلاقات مع الصين سوف تدخل خطًا مستقيمًا من مليارات الدولارات إلى الولايات المتحدة نتيجة التصحيح الفورى لأوضاع معوجة؛ وإيران سوف تسلم بعدم التوصل للسلاح النووي؛ وفى العموم فإن الولايات المتحدة سوف تتخلص من حالة السرقة التى تتعرض لها من الخصوم والأصدقاء والحلفاء.

كانت كل الأمور يُجرى حلها بطرق سحرية تتدفق فيها العوائد على واشنطن بينما تشعر الدول ذات الامتياز الآن بقدر من السعادة، وسوف يكون البديل فى كل الأحوال حالة من حالات الجحيم.

فى الواقع لم تسر الأمور كما توقّع لها الرئيس الجديد، القضية الروسية- الأوكرانية لم تنتهِ لا بتعنيف للرئيس زيلينسكى ولا مكالمة تليفونية للرئيس بوتين. وحرب غزة جرى وقف إطلاق النار فيها لهدنة مؤقتة قبل توليه السلطة؛ ولكن بعد أن تولاها لم يأتِ وقف إطلاق نار جديد حتى وقت كتابة هذا المقال؛ الكتاب الصينى لم يُسفر إلا عن مزيد من السباق الجمركى وتعقيد التجارة الدولية؛

وقبل أسبوع كان هناك الكثير من النقاش حول عمّا إذا كان ممكنًا إجراء مفاوضات «مباشرة» أو «غير مباشرة»، وانتهى الأمر قبل أسبوع إلى أن كل طرف سوف يطلق على اللقاء الذى جرى فى مسقط ما يشاء، ولكن الواقع شهد حضورهما معًا إلى قصر عمانى لكى يجلس كلٌّ منهما فى غرفة منفصلة بينما يتنقل بينهما السيد الوزير بدر بن حمد البوسعيدى.

انتهى اللقاء وخرج كل فريق من غرفته، فتصافحا فى الطريق معلنين أن اللقاء المباشر لدقيقتين، والغير مباشر لساعتين، كان طيبًا وبنّاءً وإيجابيًا.

سوف نترك قضية الأصدقاء والحلفاء الآن، ونركّز على القضية الإيرانية التى بدأت بإعلان كل طرف عن مطالبه، فذكرت الولايات المتحدة أنها لا تريد لإيران أن تُنتج سلاحًا نوويًا؛ وأعلنت إيران أنها تريد رفع العقوبات الاقتصادية المتعددة عليها.

اتفق الطرفان على اللقاء مرة أخرى السبت- أى أمس- 19 إبريل. لم يُعلن أحد مكان الاجتماع، ولا جدول أعماله، وعمّا إذا كان مباشرًا أو غير مباشر، اللهم إلا أن دولة عُمان سوف تكون حاضرة.

مثل ذلك أعطى لمسقط الغلبة لتحويل الاجتماع الاستكشافى الأول إلى طريق أكثر عمقًا فى تفاصيل جدول الأعمال؛ ولكن المصادر الأمريكية رجّحت «فيينا»- النمسا- حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة النووية وخبراء التسلّح النووى.

على أى الأحوال فإن القارئ يعرف الآن أين انعقد الاجتماع، وبعضًا مما دار فيه، والأهم أن المفاوضات سوف تكون جارية، وليس مُقدّرًا لها أن تشهد الجحيم الذى يُصلى إيران بلهبة وانتقام أمريكا وإسرائيل معًا.

تفاصيل القصة وتحليلها الثلاثاء القادم!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المباشر وغير المباشر المباشر وغير المباشر



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

GMT 14:43 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 14:41 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

في حب الصحراء: شريان الحياة

GMT 14:38 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والممسحة

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 13:31 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شريهان تشارك في حفل افتتاح المتحف بعد غياب سنوات
المغرب اليوم - شريهان تشارك في حفل افتتاح المتحف بعد غياب سنوات

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''

GMT 20:55 2022 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطمح لتقديم خدماتها بألف لغة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib