بقلم - عبد المنعم سعيد
فى هذا العمود وما سوف يليه من أعمدة سوف نتابع حالة من السخونة التى تحيط بنا عالميا وإقليميا ومحليا. الحالة الأوروبية كانت الأكثر تبكيرا فى 24 فبراير 2022 وانكشاف «الكوفيد» لم ينته بعد، ولكن المشهد الأكثر قسوة عندما دخلت الدبابات الروسية الأراضى الأوكرانية قاصدة العاصمة كييف. المشهد كان من مشاهد الحرب العالمية الثانية عندما تقاسم الاتحاد السوفيتى - روسيا الآن - وألمانيا الأراضى البولندية. وهذه المرة كانت أوكرانيا على الحدود الروسية، وعلى الجانب الآخر وقف تحالف الأطلنطي.
كان اتساع حلف الأطلنطى شرقا أحد أسباب الحرب، على الأقل من قبل موسكو. وعلى مدى ثلاث سنوات، فشلت روسيا فى اقتحام كييف، ولكنها احتلت ما يقرب من 20% من الأراضى الأوكرانية أغلبها فى الأراضى التى يعيش فيها المتحدثون باللغة الروسية. أوكرانيا قاومت، وفى العام الثانى شنت هجوما مضادا، ونجحت فى اصطياد الأسطول الروسى فى البحر الأسود، وفى أوقات دخلت إلى روسيا واحتلت إقليم « كورسيك» ثم خرجت منه. بلغت خسائر الحرب 150 ألف روسى و128 ألف أوكرانى مع تدمير المدن الأوكرانية.
الحرب وصلت إلى نقطة تعادل مع عامها الثالث مع تفوق عددى ونوعى من روسيا وبعد أن بدأت المعونات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا فى التقلص، وزاد من تقلصها وصول ترامب إلى البيت الأبيض، حيث جرى صدام بينه وبين زيلينسكى الذى اعتذر وبدأ سعيا لوقف إطلاق النار بهدنة قوامها شهر. فشل السعى للهدف دفع ترامب لإعلان صفقة سلاح كبيرة تذهب إلى كييف وتدفع الدول الأوروبية ثمنها.
بدأ الصدام بين ترامب وبوتين، ودخلت جبهة الحرب فى السخونة، وتراجعت اتجاهات التبريد التى يتولاها «ستيفن ويتكوف» بحثا عن وقف إطلاق النار وهدنة. تبادل الرئيسان - ترامب وبوتين - الاتهامات بما فيها «الجنون» وأصبحت الجبهة ساخنة بدفع المعونات الأوروبية العسكرية إلى أوكرانيا، ودفع أشكال مختلفة فى اتجاه مزيد من العقوبات على روسيا. أصبحت الجبهة الأوروبية على درجة كبيرة من السخونة.