بقلم : عبد المنعم سعيد
فى الذكرى الثانية لحرب غزة الخامسة، فإن القطاع بات مدمرا، وشعبه أصبح محطما؛ وأصبحت مهمة إعادته إلى الحياة من المعجزات. ولكن هذه المهمة جرى لها مثيل من قبل فى أثناء الحرب العالمية الثانية فى درسدن الألمانية، ستالينغراد الروسية وهيروشيما ونجازاكى اليابانية، وفى زمننا القريب إيست تيمور الإندونيسية، والبوسنة والهرسك وكوسوفو فى يوغوسلافيا السابقة. وفى هذه الحالات جميعا كانت هناك إدارة ذات كفاءة فى مركز القرار، وتعينها ذراع أمنية لحماية العملية المعقدة لحماية الأمن فى الداخل حيث توجد جماعات مسلحة، ومن الخارج حيث توجد قوى معادية. غزة ليست استثناء، ومعجزة الإنقاذ وإعادة الحياة ممكنة إذا ما كانت المجزرة والمحرقة التى جرت تترك أسبابا للتسوية والسعى نحو عالم جديد من السلام والرخاء. وهكذا فإن الهيئة المنوط بها إدارة عملية إنقاذ غزة سوف تحتاج ذراعا أمنية تقوم بمهمة حماية عملية التغيير وإعادة الحياة مرة أخرى ولا تعيدها إلى الفوضى وسلاسل الانتقام المتبادل. المقترح الذى وضعته الولايات المتحدة فى لقاء ترامب مع القادة العرب كان إنشاء «قوة أمنية متعددة الجنسيات (عربية وإسلامية ودولية) تحت قيادة أمريكية.
هنا فإن التنويه هو أن الدور الأمريكى هو «القيادة» وليس «الملكية» للدفع بعيدا الشكوك حول ما سبق من رغبة أمريكية فى تحويل قطاع غزة إلى «ريفييرا» تمتلكها الولايات المتحدة أو عائلة الرئيس ترامب. دور الولايات المتحدة سوف يكون تقديم العون اللوجستى والنقل بأشكاله المختلفة الجوى والبحري، والمخابراتى، والتنسيق مع قيادات الجيش الإسرائيلي. تكوين القوة ذاتها سوف يكون من قوات فلسطينية وعربية ودولية؛ كما أن الإعمار سوف يعتمد على مشروعات أمريكية وأوروبية وعربية وإسلامية متاحة بالفعل تتجنب تهجير أهل غزة من وطنهم. تمويل كل ذلك على الأغلب سوف يقع على أكتاف عربية مع مساهمات دولية. المدى الزمنى لذلك كله ليس محددا وإنما يعتمد على أمور كثيرة بحيث يتراوح بين خمس سنوات وفقا للمقترح المصرى و15 عاما وفقا للمقترح الأمريكي.