مطبخ فى عمّان

مطبخ فى عمّان!

المغرب اليوم -

مطبخ فى عمّان

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

زرت المركز الوطنى لتطوير المناهج فى العاصمة الأردنية، وهو مركز نشأ فى ٢٠١٧ ويتبع مجلس الوزراء، ويحظى بدعم ملكى مباشر من الملك عبد الله الثانى، ويضم فى مجلس أمنائه وزير التعليم عضوا بصفته، ويرأسه الدكتور عزمى محافظة، الطبيب ووزير التعليم السابق!.

كنت متشوقا للاستماع إلى الدكتور محافظة، الذى قال إن مهمة المركز منذ نشأته هو أن يقرر ماذا يجب تدريسه من علم للطلاب من أولى ابتدائى إلى ثالثة ثانوى، وفى أى مرحلة عُمرية على وجه التحديد يكون تدريس هذا العلم أو ذاك من بين مختلف العلوم.

ولا يتوقف عمل المركز عند تطوير المناهج، لكنه يمتد إلى تدريب المعلمين، لأنه ما لم يكن المدرس عارفا بالمناهج المطورة، فلا فائدة ستعود على الطلاب!.. وتطوير المناهج عملية مستمرة لا تتوقف بطبيعتها، وكلها تتم بخبرات وطنية أردنية فيما عدا اللغة الإنجليزية والرقميات التى يُستعان فيهما بخبرات أجنبية!

وفى بداية عمل المركز كان التطوير يواجه مقاومة من الكثير من الأُسر، وبالذات تطوير اللغة العربية ومادة التربية الإسلامية، وقد تبين للقائمين على الأمر أن المقاومة فى أساسها هى من جانب تيار سياسى بعينه، كان ولايزال يحرص على أن تبقى المناهج كما هى فى هذين المادتين بالذات، لأنها تحشو عقل التلميذ بما يخدم أفكاره، وبما يرسخ لنفوذه فى المجتمع، وبما يضمن بقاء خطوط تواصله مع قواعده فى الشارع!.

ولم يكن هذا وحده هو الذى يضايق التيار السياسى إياه عند إنشاء المركز، وإنما الشىء الذى كان يثير جنونه أن يتمتع المركز باستقلالية، وألا يكون تابعا لوزارة التعليم، وأن تكون تبعيته لمجلس الوزراء.. فاستقلالية مركز هذه هى مهمته التعليمية فى البلد، معناها أن تخلو المناهج فى المستقبل من الأفكار التى تربى التطرف فى الفكر وترعاه!.

ولكن إيمان الحكومة فى الأردن بالمركز، وضرورته، كان أقوى من كل الحملات السياسية التى استهدفته، وقد عاش يستمد قوته من هذا الإيمان، ثم من إيمان آخر بأن الموارد البشرية هى أغلى ما يملكه أى بلد لو عرف كيف يصل بينها وبين العصر ثم يوظفها فى مكانها!.

طوال الزيارة إلى هذا «المطبخ» التعليمى كان الدكتور رضا حجازى أمام عينى، لأنه تسلم عمله وزيرا للتربية والتعليم قبل أيام، ولأنه قال فى مرسى مطروح بعد تسلم المنصب بساعات إن المدرس المؤهل أساس كل عملية تعليمية ناجحة، ولأنى أتمنى لو يخطف رجله إلى عمان ليرى، أو يرسل مَنْ يرى نيابة عنه، لعل اشتغاله على قضية المدرس لا يُنسيه قضية المناهج!.. فالقضيتان مرتبطتان ببعضهما ارتباط المقدمة بالنتيجة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطبخ فى عمّان مطبخ فى عمّان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:46 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

القلق يسيطر علي إدارة اتحاد طنجة بسبب النتائج السلبية

GMT 09:54 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

ديكورات حدائق منزلية صغيرة خارجية مميزة

GMT 08:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تعرفي على كيفية صنع صبغات شعر طبيعية لتغيير لونه

GMT 07:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

"مرسيدس الفئة S" تمثل أفضل سيارة في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib