من مذكرات الأمل

من مذكرات الأمل

المغرب اليوم -

من مذكرات الأمل

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

يحتفظ كل فرنسى بتقدير خاص للرئيس شارل ديجول، لأنه وضع أساس الجمهورية الخامسة نهاية خمسينيات القرن العشرين، ولأنها الجمهورية التى لاتزال تحكم فى قصر الإليزيه منذ أن أطلقها هو فى ١٩٥٨ وتولى رئاستها الأولى، ومن بعده توالى الرؤساء وتعاقبوا وصولًا إلى الرئيس إيمانويل ماكرون.

وعندما كتب «ديجول» مذكراته جعلها قسمين: «مذكرات الحرب»، وهى عن المعركة التى خاضها لتحرير بلاده من النازية، ثم «مذكرات الأمل» التى تكلم فيها عن سنواته فى الحكم.. ومنها سوف نفهم لماذا نجح الاتحاد الأوروبى بين عواصم أوروبا، ولماذا لم تنجح منظمات إقليمية أخرى قامت من بعده فى أكثر من إقليم فى العالم.

فنشأة الاتحاد كانت فى الوقت نفسه الذى تولى فيه ديجول الحكم، وهو لذلك يفرد له مساحات كبيرة فى المذكرات، ويتحدث عن الدول الست التى انطلق بها الاتحاد، عندما كان لايزال اتحادًا للصلب يتحرك على استحياء بين الأعضاء الستة.

كانت الدول الست التى أسست الاتحاد هى: فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، إيطاليا، لوكسمبورج، ثم هولندا. وكان بينها اتفاق وتسليم بأن الاتحاد «كيان يعلو على كيان الدول الأعضاء».. وكان هذا هو سر نجاحه فى مراحل تطوره المختلفة إلى أن صار على الصورة النى نراها أمامنا.

أما الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية فكانت سبعًا، هى: مصر، السعودية، اليمن، العراق، سوريا، الأردن، ثم لبنان. ولكن الجامعة لم تحقق بين أعضائها ما حققه الاتحاد فى مكانه، رغم أن نشأة جامعة الدول سابقة تاريخيًا على نشأة الاتحاد، ورغم أن الدول المؤسسة لها أكثر عددًا من الدول التى وضعت أساس الاتحاد الأوروبى.

ولا علاقة لذلك بالجامعة ككيان، ولا بأمنائها العامين الذين توالوا عليها منذ أن كان عبدالرحمن عزام باشا أمينها العام الأول فى ١٩٤٥، إلى أن أصبح أحمد أبوالغيط أمينها العام فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين.. فالسبب الذى ميّز الاتحاد عن الجامعة يظل فى طبيعة النشأة، التى جعلت من الاتحاد كيانًا يعلو على كيان الدول، وجعلت العكس فى جامعة الدول عندما جرى وضع ميثاقها الذى لايزال يحكم عملها.

المقارنة بينهما لا تتوقف، وكلما لاحظ مواطن عربى أن الاتحاد ينجح فى موقعه على الخريطة، تمنى لو أن مثل هذا النجاح كان من نصيب جامعة الدول أيضًا، ولكنه لا ينتبه إلى أن الدنيا لا تُؤخذ أبدًا بالتمنى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من مذكرات الأمل من مذكرات الأمل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 00:51 2025 الأربعاء ,10 أيلول / سبتمبر

مصر تتوجه إلى مجلس الأمن بسبب تطورات ملف حوض النيل
المغرب اليوم - مصر تتوجه إلى مجلس الأمن بسبب تطورات ملف حوض النيل

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى

GMT 06:36 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

كاتي هولمز تتألق في فستان رقيق بلون البرقوق

GMT 22:37 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الهنود يستهلكون كميات أقل بكثير من الكالسيوم

GMT 20:28 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ماسبيرو زمان" تعيد عرض برنامج جولة الكاميرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib