كتالوج وليد الحلفاوى

كتالوج وليد الحلفاوى!!

المغرب اليوم -

كتالوج وليد الحلفاوى

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أهدى المخرج وليد الحلفاوى مسلسل (كتالوج) إلى والده الفنان القدير نبيل الحلفاوى الذى غادرنا العام الماضى، استلهم المخرج اسم شخصية رئيسية فى المسلسل وهو الجار جورج (القبطان)، وتلك الصفة ارتبطت بنبيل الحلفاوى بعد مشاركته فى بطولة الفيلم الوطنى (الطريق إلى إيلات)

وحتى عند إبلاغ الجمهور برحيله، تعمد الشقيقان المخرجان خالد ووليد أن يكتبا على صفحته رحيل (القبطان)، وهكذا شعرت أن وليد يستعيد من خلال (القبطان) نبيل الحلفاوى وأدى الدور بحالة من الإبداع الوجدانى الممثل العتويل بيومى فؤاد.

تابعت الحلقات حائرا بين نهرين من الضحك والدموع، لا يتركك المخرج فى الحلقات الثمانى زمن المسلسل إلا وأنت تتنقل بين الدمعة والابتسامة، حيث يتناول فقدان أقرب الناس إلينا وكيف نواصل الحياة بعدهم. أتصور أن وليد كان يعيش فقدان والده ووجدنا فى الشخصيات كلها هذا الخيط.

حتى إنه فى مشهد لمحمد محمود عبد العزيز كسر الخط الوهمى وقدم محمد مشاعره فى فقدانه لأبيه محمود عبد العزيز، لم يكن مجرد مشهد للعلاج النفسى القائم على البوح والفضفضة. المخرج لم يكتب السيناريو ولكن أجد بصمته فى توجه المسلسل، الكاتب أيمن وتار له رصيد معتبر من أعمال كوميدى (الفارس) القائمة على الحشو والمبالغة، المخرج سيطر على تدفق النص ليجمع دائما النقيضين الدمعة والضحكة، قبل أن تستغرق فى الحزن لا ينسى أن يوقظك بضحكة.

لمحات ذكية جدا فى تسكين الأدوار، محمد فراج يقدم دوره بقدر كبير من الإبداع فى التقاط التفاصيل، وريهام عبد الغفور وهى علميا لا ينطبق عليها توصيف ظهور خاص كما أشارت (التترات)، المسلسل تقاسمت بطولته مع فراج، حتى لو كانت المساحة غير متوازية نظريا فإنهما ظلا فى حالة توازٍ أدبى ودرامى، وهما معا لا يمكن انفصالهما سينهار بناء المسلسل. تقدمت الدراما التليفزيونية خطوات وهى تحطم الرقم المسبق ٣٠ و١٥. صارت الأحداث هى التى تحدد بالضبط عدد الحلقات.

الشجن النبيل يغلف الموقف، أحيانا أفلتت لمحات من المبالغات فى الحالة الدرامية على الورق من أجل تحقيق التناقض والانتقال بين الضحكة والدمعة، غاب الانسياب فى بعض المواقف، ووجدنا تعسفا ما لتحقيق تلك النتيجة، ولكن كنا نحن أيضا كجمهور متواطئين، ووافقنا على كثير من تلك الصفقات الدرامية لأننا مستمتعون باللعبة.

توقفت أيضا أمام الأبطال الذين أضافوا الكثير، خالد كمال وتارا عماد ودنيا سامى وأحمد عصام السيد الذى اكتفى المخرج فى التترات بكتابة اسمه الثنائى فقط.

الطفلان ريتال عبد العزيز وعلى البيلى، وشكلت سماح أنور حالة من البهجة للمشاهدين.

الشريط الدرامى يقدم شريحة اقتصادية تعيش فى برج عاجى متواجدة بيننا يمثلون شريحة الأقلية، إلا أن الرهان الاقتصادى لم يكن يعنى المخرج بقدر ما هو التوقف عند حالة شعور الفقدان التى عاشتها كل الشخصيات، كل منها يطل عليها بوجهة نظرة وهكذا مثلا شاهدنا الطفلة التى تبدأ أولى درجات المراهقة وهى تتعرف على بداية إحساسها بأنوثتها ونكتشف أن (كتالوج) أمها (أمينة) ريهام عبد الغفور كان حاضرا وشرحت لها ماذا تفعل بالضبط وذلك فى تسجيل سابق لها.

المخرج أمسك بكتالوج المشاعر والأفكار والتداعيات، كما سجلته ريهام، حتى إنها حرصت على أن تسجل أيضا لقاء أودعته مع جارهم (القبطان) يعرض بعد رحيلها، حتى تضمن أن تواصل الأسرة الحياة بدون ألم.

المسلسل حالة خاصة قادها وليد الحلفاوى الذى سبق أن قدم لنا فيلما قبل عامين مختلفا عن السياق المعتاد (وش فى وش) وهذه المرة فى الدراما أراه أيضا خارجا عن السياق التقليدى، مخرج يمتلك (كتالوج) خاصا فقط به!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتالوج وليد الحلفاوى كتالوج وليد الحلفاوى



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

GMT 14:43 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 14:41 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

في حب الصحراء: شريان الحياة

GMT 14:38 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والممسحة

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
المغرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''

GMT 20:55 2022 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطمح لتقديم خدماتها بألف لغة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib