الفن والدين

الفن والدين!!

المغرب اليوم -

الفن والدين

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

الاجتماع الذى ضم فضيلة وزير الأوقاف د. أسامة الأزهرى مع نقيب الممثلين د. أشرف زكى، والفنانة القديرة ماجدة زكى والمايسترو أمير عبد المجيد، تناول كما يبدو جانبًا مهمًا من العلاقة بين الفن والدين، وهو تقديم مسلسلات تحمل وجهة نظر (دينية)، المقصود بها قطعا طبقًا للسياق المعلن إسلامية.

فهل سيضع النقيب فى خطته زيارة مماثلة لقداسة البابا تواضروس لتقديم أعمال دينية مقصود بها قطعًا تلك المرة مسيحية، لا أتصور أننا نملك تلك النظرة المحايدة، أتذكر قبل نحو 20 عاما كنت عضوًا بلجنة قراءة المسلسلات الدرامية بالإذاعة المصرية، قرأت (اسكريبت) مسلسل للأطفال يتضمن هذه الجملة (الإسلام يحرم السرقة)، طلبت تغييرها إلى الأديان وليس فقط الإسلام، قلت لهم لو طفل مسيحى يستمع للمسلسل سيعتقد أن الإسلام فقط يحرمها، ووعدونى إنهم سوف يستبدلون الكلمة، واكتشفت بعد بث المسلسل أن التعصب ضارب فى الجذور، وظلت الكلمة كما هى.

هل المؤسسات الدينية الرسمية تتحلى بنظرة تحمل رحابة فى تقبل الفن بكل أطيافه، بما فيها قطعا ما ننعتها بالدينية؟.

ما نراه فى الشارع يؤكد أننا نحتاج إلى حصة دين مشتركة تجمعنا لا تفرقنا، ومن ثم مسلسل دينى واحد يتناول المشترك، وهو قطعا كثير جدا، المبادئ العظيمة تتبناها الأديان، كل الأديان.

هناك شىء تابعته فى الأشهر الأخيرة، مثلا أول زيارة لوزيرى الثقافة والتعليم بعد حلف اليمين كانت لفضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، ولم نسمع أن أيا منهما قام بزيارة مماثلة لقداسة البابا.

المفروض أننا لا نقدم أعمالا دينية وفقا لمعايير رجال الدين، وبالمناسبة لا يوجد أى إبداع فنى حقيقى يصبح هدفه مثلا النيل من القيم الدينية، ولكن الأعمال الفنية لا تُقيَّم بمعايير دينية إسلامية أو مسيحية.

تخيل مثلا مسلسلا يتناول الدعوة المحمدية، تخللته بالضرورة مشاهد للكفار والصورة المتداولة أن النساء سافرات ماجنات والرجال يحتسون الخمور ويمارسون الفاحشة، هل سيقبل الأزهر بهذه المشاهد؟ رجل الدين قطعًا سيتحفظ.

تحتاج إلى أن يعاد النظر فى العديد من المحاذير والمحظورات التى توارثناها قبل أكثر من 100 عام مع بداية انتشار السينما، منذ ذلك التاريخ والأزهر الشريف يمنع حتى تجسيد الصحابة، مما يشكل قيدا على انطلاق الأعمال الدينية، هل تعلم أن فيلم (الرسالة) تأخرنا 20 عاما حتى سمح الأزهر الشريف ببثه عبر شاشة التليفزيون بسبب تجسيد شخصية سيدنا حمزة ابن عبد المطلب، بينما كل العالم العربى كان يعرضه دون أى تحفظات.. هذا هو ما كنت أتمنى أن يتطرق إليه الوفد الفنى فى لقائه مع وزير الأوقاف.. زيادة هامش المسموح بالعرض، وأن يعقد مصالحة بين رجال الدين والفنون، نرى مثلا الشيخ والقسيس وهما فى طريقهما لعرض أوبرا أو باليه أو مهرجان موسيقى.

جزء من الشارع صار يجرّم ويحرّم الفن، وأغلب رجال الدين المسلمين والأقباط لا نشاهدهم فى دور العرض، نحن ننتظر رسالة من المؤسسات الدينية تدعو للتعاطى الإيجابى مع الفنون.

(الإخوان) فور بدايتهم نهاية عشرينيات القرن الماضى أنِشأوا فرقة مسرحية، حاولوا من خلالها فرض نمط متصلب دينيا، وفى عام 2007 عادوا بطريقة ملتوية وقدموا مسرحية (الشفرة) خالية من الموسيقى والنساء، وأنهوا العرض بصلاة جماعية على الخشبة.

لا أتصور أننا ننتظر عروضا دينية، ولكن خَلق مناخ صحى يرحب بالفن، نتابع موجات التحريم المنتشرة، أنتظر أن أرى رجال المؤسستين الأزهر والكنيسة داخل دور العرض.

متى يرد وزير الأوقاف د. أسامة الأزهرى الزيارة، ونراه فى أحد العروض الفنية؟!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن والدين الفن والدين



GMT 20:27 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

حسن الخطاب من أدب المقام

GMT 20:22 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

متى يتقاعد السياسيون ؟!

GMT 20:19 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

لِمَ يتوحش الكيان أكثر على الصحافيين الفلسطينيين

GMT 20:15 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

لِمَ نشر الخصوصيات في وسائل التواصل ؟!

GMT 20:11 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

أميرة السودان... هذا جناه أبي عليّ!

GMT 20:08 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

سوريا أولاً

GMT 20:04 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

ليبيا من وجع سبتمبر إلى أوجاع فبراير

GMT 19:58 2025 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

الإفراج عن جاردن سيتي

ليلى أحمد زاهر تلهم الفتيات بإطلالاتها الراقية ولمساتها الأنثوية

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 19:23 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

تفاصيل دفن الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

النادي الأهلي ينظم بطولتي أفريقيا للكرة الطائرة رسميًا

GMT 03:36 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رياض يكشف عن أهم مشاهده في"الأب الروحي2"

GMT 18:56 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

محسن متولي أفضل لاعب في الدوري القطري لشهر تشرين الأول

GMT 10:54 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"شانغريلا دبى Shangri-La Hotel Dubai "صرح من الأناقة فى حرم الصحراء

GMT 07:12 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

أحذية "البلاتفورم" صيحة جديدة في عالم الموضة

GMT 07:22 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أزياء "موسكينو ريزورت 2019" بوحي من عالم السيرك

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدرهم الإماراتي الأربعاء

GMT 08:57 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تكشف سبب حذف "إذا بدك ياني"

GMT 18:43 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على الصبغات المناسبة للبشرة القمحية

GMT 00:53 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

ضحى حسين تُوضح طريقة تصميماتها لاكسسوارت السبوع

GMT 00:33 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

مي سليم تعترف أن التمثيل خطفها من الغناء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib