النقيب يكرم النقيب
وزارة الخارجية الأميركية تدين "الفظائع" في الفاشر وتحذر من خطر يهدد آلاف المدنيين جيش الإحتلال الإسرائيلي يعلن عن عمليات لتطهير رفح وتدمير بنى حركة حماس التحتية قلق في تل أبيب من إنتقال عدوى مرضى الحصبة إلى الأطباء مع تفشي المرض في مناطق عديدة في إسرائيل سلطات الطيران النيبالية تعلن سلامة ركاب طائرة إثر هبوطها إضطرارياً في مطار جاوتام بوذا الدولي غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل تسليم جثث الرهائن وتل أبيب تؤكد أن الجثامين لا تعود للمحتجزين الجيش الأوكراني يعلن تنفيذه عملية معقدة لطرد جنود روس تسللوا إلى مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك بشرق البلاد خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين قوات الاحتلال تواصل القمع وتقتل فلسطينيين وتصيب آخرين بالضفة وغزة ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 68858 شهيداً بينهم أطفال ونساء مصرع ثلاثة عشر شخصا في انهيار أرضي غرب كينيا بسبب الأمطار الغزيرة
أخر الأخبار

النقيب يكرم النقيب!

المغرب اليوم -

النقيب يكرم النقيب

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

بعد طول انتظار، كان من المهم إقامة عيد للثقافة، وهى خطوة تحسب للوزير الدكتور أحمد هنو، فهو لم يستسلم لضعف الميزانية معلقا عليها كل الإخفاقات، حاول بالقليل المتاح التغلب على عدد من المعضلات، والقفز متجاوزا عشرات من الحواجز، ورغم ذلك انتظرنا أن نرى عيد الثقافة الذى صار يحمل اسم (يوم الثقافة) يليق حقا بمصر، حلمنا بعودة هذا اليوم قبل أكثر من ٤٠ عامًا، ولا نزال حتى كتابة هذه السطور نحلم !!.

عرفنا عيدا مشابها، الرئيس الراحل أنور السادات عام ١٩٧٦، كلف دكتور رشاد رشدى رئيس أكاديمية الفنون، بإقامة (عيد الفن)، يكرم فيه المبدعون من كل الأجيال، وفى كل عام يمنح درجة الدكتوراه الفخرية، لعدد من القمم أمثال محمد عبد الوهاب وتوفيق الحكيم وأحمد رامى ورياض السنباطى، وغيرهم كما أنه، لم ينس الكبار الذين توقفوا عن العمل، ورصد لهم معاشات سخية تصل لألف جنيه شهريا، وهو رقم بمقياس تلك السنوات يضمن لهم حياة كريمة.

وكثيرا ما كان السادات يصدر قرارًا رئاسيًا لصالح الفنانين، اختار السادات يوم ٨ أكتوبر، موعدًا للحفل، ليظل مقترنا بذكرى انتصارنا فى أكتوبر، ٤٨ ساعة فقط تفصلنا عن ٦ أكتوبر.

توقف عيد الفن بعد رحيل السادات عام ١٩٨١، قدم لنا خمس دورات ناجحة، لا تزال الذاكرة البصرية تحتفظ بالعديد من مقاطعها، مثل زينات صدقى التى لم تكن لديها فستان ترتديه، وداعبها السادات، على خشبة مسرح سيد درويش بأكاديمية الفنون، وبالمناسبة هذا المسرح العريق، بحاجة إلى تحديث تقنى وتلك حكاية أخرى.

فى عام ٢٠١٤ _عهد الرئيس المستشار عدلى منصور_ أعاد اتحاد النقابات الفنية برئاسة هانى مهنا (عيد الفن)، واختار هانى يوم ١٣ مارس _ ذكرى ميلاد الموسيقار محمد عبد الوهاب _ ليصبح هو الموعد الجديد، وشهد العيد الإطلالات الأخيرة لفاتن حمامة وماجدة الصباحى وشادية ونور الشريف وغيرهم.

أراد وزير الثقافة دكتور هنو، بث الحياة مجددا لتلك الاحتفالية، ومنحها مظلة أرحب وهو (يوم الثقافة) لينطوى تحتها أيضا (عيد الفن).

إلا أن هناك أخطاء مجانية حالت دون تحقيق الهدف المنشود، بداية من اختيار يوم الاحتفال الذى أراه عشوائيا، كان ينبغى اختيار يوم له ظلال، ممكن مثلا يوم ميلاد طه حسين أو نجيب محفوظ، أو قاسم أمين أو سلامة موسى أو أم كلثوم وغيرهم، حتى يحمل يوم التكريم تكريما خاصا أيضا لمن منحوا حياتنا كل هذا النور، فلا يوجد فى الدنيا يوم لعيد بلا دلالة، تم اختيار يوم فاضٍ فى السنة، وبالمناسبة تلك كانت إجابة الوزير عندما سألوه عن سر اختيار ٨ يناير، أمام الوزير من الآن كل أيام العام القادم ٢٠٢٦، ليختار بينها، كما أن عليه من خلال لجنة عليا للمهرجان، وضع معايير محددة، للاختيار، ما حدث هو أن لجان المجلس الأعلى للثقافة تم تكليفها قبل الحفل بأيام ولم توضع الشروط، كل لجنة كانت تفسر كما يحلو لها، وكالعادة هناك من ينتظر ليلتقط الغنيمة، كما تم تكليف النقابات الفنية بترشيح من يستحق، ووجدنا مثلا أن نقيب الموسيقيين مصطفى كامل يرى أنه الأحق متجاهلا قامات بحجم عمر خيرت وهانى شنودة ورمزى يسا وغيرهم، البعض اعتبر أن تاريخ المبدع هو الفيصل، وهناك من وجد أن الإنجاز الحالى هو (الترمومتر)، وهكذا كان التخبط هو سيد الموقف، حالة من (السربعة) المقيتة سيطرت على الموقف برمته، كما أن اتحاد الكتاب وجد أن رئيسه هو الأحق بالجائزة فمنحها لنفسه.

هل أعيدكم للقطة الختامية على المسرح، شاهدنا نقيب الموسيقيين يحتل (الكادر)، حتى يلتقط له صورة بجوار الوزير، قائلا للجميع كم هو له مكانة خاصة فى الحياة الفنية، وهكذا ضرب كتفا غير قانونى للفنان المخضرم انتصار عبد الفتاح الذى كان واقفا بجوار الوزير ليطيح به بعيدا، حتى يبتسم هو أمام الكاميرا ممسكا بشهادة التكريم، من الذى رشح نقيب الموسيقيين؟ إنهم أعضاء مجلس نقابة الموسيقيين بالإجماع، لا أحد اعترض، أو بالأحرى لا أحد جرؤ على الاعتراض.

معلوماتى أن الوزير استشعر تلك الفضيحة مبكرا، ويوم تكريم الراحل الموسيقار محمد رحيم قبل نحو أسبوعين فى دار الأوبرا، حذر نقيب الموسيقيين، وطلب منه مراجعة الموقف، إلا أنه أصر، بحجة أن هذا هو قرار مجلس النقابة، وليس من حقه قانونا، حتى الاعتراض على قرار جماعى اتخذه مجلس إدارة النقابة.

قطعا الوزير أخطأ لأنه لم يصر على موقفه، ما بنى على باطل يظل بالضرورة باطلا، ولا يجوز أن يمنح مسؤول جائزة لنفسه، مهما كانت الحجج المعلنة، المؤكد أن الوزير لم يهبط ببارشوت على الحياة الثقافية، ويدرك العديد من الحسابات والمعادلات الخارجة عن النص، ويعلم أيضا تفشى (فيروس) النفاق بين المثقفين، حتى أن بعضهم، كان يريد ترشيح د. هنو لإحدى الجوائز، واعتبرها الوزير مجرد مزحة سخيفة. حتى يحافظ (يوم الثقافة) على نقائه، يجب سحب كل الجوائز العشوائية، عدد من اللجان التابعة للمجلس الأعلى للثقافة منحت بعض أعضائها جوائز.

الصورة لها وجهان الأول إيجابى ومطلوب وهو إقامة يوم للثقافة، والثانى السلبى هو حالة (السربعة) التى تمت بها مراسم العيد، بدون قواعد مسبقة، ولا توجد لجنة تراجع أسماء المرشحين، لتنفيها من الشوائب.

الحفل أيضا غاب عنه روح الابتكار، مثلا (فرقة رضا) فقط هى التى احتلت المسرح ومع كل التقدير لتاريخها، إلا أن التنوع الثقافى كان مطلوبا، تقدم أيضا رقص باليه، وعزف بيانو أو عود أو هارب، وجزء من عرض مسرحى، وآخر سينمائى، فهو عيد للثقافة بكل أطيافها.

(ولم أر فى عيوب الناس شيئا / سوى نقص القادرين على التمام)، هكذا نبهنا المتنبى، أتصور أن أحمد هنو بعد أن يلتقط أنفاسه قادر فى العام القادم على تحقيق (التمام) !!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقيب يكرم النقيب النقيب يكرم النقيب



GMT 22:12 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عارك وحدك

GMT 22:05 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تجعلوا من النكره نجمًا

GMT 22:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن أنور السادات

GMT 21:58 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق التاريخ... مُنتعشة!

GMT 21:56 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الخليج... والنمو الاقتصادي المطلوب

GMT 21:53 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة عقود على إعلان «نوسترا أيتاتي»

GMT 21:51 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

استراحة فاروق جويدة!

GMT 21:48 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

من نحن.. فراعنة أم عرب أم ماذا؟!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:12 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أضرار ممارسة الضغط على الأبناء في الدراسة

GMT 20:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حديثة تؤكد أن 4 أنماط فقط للشخصيات في العالم

GMT 04:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

التكنولوجيا الحديثة تجلب ضررًا كبيرًا في المدارس

GMT 16:13 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى بسبب قرار دونالد ترامب

GMT 00:17 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا عن الحمل بعد الأربعين؟

GMT 23:59 2022 الخميس ,10 شباط / فبراير

7 مباريات قوية وحاسمة للوداد في شهر

GMT 12:44 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيا تطرح نسخا شبابية قوية وسريعة من سيارة Ceed الاقتصادية

GMT 02:07 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

فساتين خطوبة باللون الأحمر لعروس 2020

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib