بقلم - طارق الشناوي
عندما انطلق المطرب الشعبى كتكوت الأمير فى السبعينيات، انتشرت له أكثر من أغنية مثل (ألو يا منجة ألو)، كان قد سبق كتكوت فى الشهرة الملحن الكبير خالد الأمير، سألوه فى أحد البرامج عن صلة القربى بينهما، فأجاب خالد ساخرًا: احنا من نفس (الديك)، ولكن كل منا لديه (فرخة) مختلفة.
البعض اعتبرها حقيقة، وانتقلت إلى بعض المواقع تؤكد أن خالد الأمير شقيق كتكوت الأمير من الأب، ولكن كلًّا منهما من أم أخرى.
فى تلك المعضلة التى نعيش فيها بين مسؤولية البرنامج عن ضيف يذكر حقائق مغلوطة مع توافر ترمومتر آمن ومجانى، أصبحنا فى حياتنا لا نستغنى أبدًا عنه، أقصد (جوجل)، يعتبره البعض مرجعية شفافة، رغم أن آفة الجيل الحالى من الزملاء ثقتهم المطلقة فى هذا الوسيط، الملىء بالكثير من الأكاذيب.
كثيرًا ما نعتقد أن ورثة الفنان هم الذين يملكون الحقيقة، وعندما تقول مثلًا إن فلانًا تزوج أو لم يتزوج، تجد من يقول لك: ولكن ابن أو شقيق الفنان له رواية أخرى.
هل تتذكرون مسلسل تحية كاريوكا؟ اعتمد على (جوجل)، شاهدنا جميعًا زواج تحية كاريوكا من المطرب محرم فؤاد، وكانت الفنانة رجاء الجداوى فى كل حواراتها كثيرًا ما تؤكد تلك الزيجة، بينما تحية كاريوكا نفت لى أكثر من مرة زواجها من محرم، ومحرم أيضًا قال لى: أبدًا، إنه لم يتزوج تحية، وكل ما كان بينهما، على حد قوله، صداقة، من الممكن أن تلجأ إليه أو يلجأ إليها عندما يضيق بأى منهما الحال، وأشار لى أن الكاتب الكبير أحمد رجب هو الذى كان غرقان لشوشته فى حبها، رغم أن الأستاذ أحمد رجب لم يؤكد، بل أشار فقط من بعيد لبعيد لتلك الواقعة، قائلًا فى حواره مع الكاتب الموهوب محمد توفيق إنه كان سيتزوج راقصة (استعراضية)، لم يقل صراحة وعن تعمد (شرقية)، حتى لا يجزم أحد بأنها تحية كاريوكا، والذى حال دون إتمام هذه الزيجة الكاتب الكبير مصطفى أمين، رغم أن مصطفى كان صديقًا لتحية.
ستجد مثلًا فى الأرشيف حوارًا لنجوى فؤاد قالت فيه إنها تعرضت لمضايقات من تحية كاريوكا، بعد زواجها - أقصد نجوى- من الموسيقار أحمد فؤاد حسن، لتشابه اسمه مع محرم فؤاد، حيث صارت من بعدها وحتى الآن تحمل اسم نجوى (فؤاد).
زواج محرم من تحية، طبقًا لجوجل والورثة ونجوى فؤاد والمسلسل، من المستحيل التشكيك فيه، رغم أنه واقعيًّا لم يحدث، كما أن واقعة ضربها ريتا هيوارث فى مهرجان (كان) عام ١٩٥٥ أثناء مشاركة تحية بفيلم (شباب امرأة)، عندما استمعت إليها على سلم المهرجان تتهامس بالسخرية من العرب، فلاحقتها بالحذاء (وفين يوجعك)، تحية نفت تمامًا الواقعة.
لديكم أيضًا يذكر جوجل أن آخر أزواجها، الذى يحمل رقم 13 على خريطة تحية، هو الكاتب الكبير فايز حلاوة، بينما الحقيقة كما قالت لى تحية، إن فايز يحمل رقم 17، ستكتشف أيضًا، طبقًا لجوجل، أن تحية تزوجت من المخرج المسرحى حسن عبد السلام، وهى واقعة روجها عن طريق الخطأ أحد المواقع الصحفية المشهود لها بالكفاءة، بينما حسن عبد السلام تزوج من هدى سلطان فى أعقاب طلاقها ببضع سنوات من فريد شوقى، ولأن عبد السلام كان عزوفًا عن الأضواء، حدث هذا الخلط.
الغريب أن الناس تميل أكثر إلى الارتياح للخطأ المتداول، تطبيقًا لتلك القاعدة: (خطأ شائع خير من صحيح مهجور)، ومهما حاولت التصحيح، لن يبذل أحد أى مجهود لتغيير المعلومة.
تحدثت عن فنانة واحدة، وكل تلك الأخطاء تلاحقها، فى (جوجل سم قاتل)!!