المدعو «سعد ابن نبيهة»
عشرون قتيلا في زلزال ضرب أفغانستان وباكستان الولايات المتحدة تعلق تأشيرات حاملي جوازات السفر الفلسطينية عقوبات إسرائيلية للدول المعترفة بفلسطين في الضفة الغربية زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية نيفادا الأميركية اللجنة الوزارية العربية-الإسلامية تطالب أميركا بالتراجع عن منع دخول وفد فلسطين زلزال بقوة 4.2 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة دهدز جنوب غربي إيران اغتيال رئيس البرلمان الأوكراني الأسبق أندريه باروبي بالرصاص في لفيف وزيلينسكي يتعهد بتحقيق شامل حركة حماس تدعو لترجمة مواقف الإدانات الدولية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي إلى خطوات عملية وملموسة وإجراءات عقابية رادعة المحكمة الدستورية في تايلاند تعزل رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا بعد إدانتها بانتهاك المعايير الأخلاقية بمكالمة مسربة مع زعيم كمبوديا غارة إسرائيلية على صنعاء تقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدداً من وزرائه وتصعيد يخيم على المنطقة
أخر الأخبار

المدعو «سعد ابن نبيهة»

المغرب اليوم -

المدعو «سعد ابن نبيهة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

تتغير المعانى وظلال الكلمات من حقبة زمنية إلى أخرى، الإطار الدلالى هو الوقود الذى تتجسد من خلاله حروف كل اللغات، كما أنه يشير إلى الحالتين الاجتماعية والاقتصادية، بل والمزاجية، تستطيع عند إعادة قراءة شفرة الكلمة إدراك أين كنا وكيف أصبحنا؟.

عندما تغنت صفاء أبو السعود، فى مطلع الثمانينيات، بكلمات عبد الوهاب محمد، وتلحين جمال سلامة (أهلًا بالعيد)، أحالها المخرج شكرى أبو عميرة إلى (فيديو كليب) رائع، قبل أن نتعارف على توصيف علمى لمعنى (الفيديو كليب)، وانطلق بعيدًا عن الاستوديو إلى الشارع لينقل لنا الفرحة، تعاملنا ببساطة مع جملة (سعدنا بيها)، بينما هذا الجيل تسأل من هو (سعد)، ولماذا يطلق عليه اسم أمه (نبيهة)، هل أخطأ جمال سلامة، الملحن، لأنه لم يقدم لنا لحظة صمت بعد (سعدنا) حتى لا تتحول إلى اسم ولقب (سعد نبيهة)، الحقيقة أننا كنا نرى هذه الأغنية قبل أن نسمعها، المخرج أحدث توافقا بين الكلمة والصورة، بينما هذا الجيل يبدو أنه صار يرى فقط بأذنيه.

فى مطلع الستينيات بدأت رحلة الصورة التليفزيونية، كان للمخرج الكبير محمد سالم إضافة هامة ومختلفة، ولهذا أطلقوا عليه (ملك المنوعات)، كان لدينا وقتها (ملك للدراما) نور الدمرداش، بينما سالم كان هو أول من قدم للشاشة الصغيرة (ثلاثى أضواء المسرح)، وفى مرحلة موازية قدم لنا (سالم) أغنية شادية (مين قالك تسكن فى حارتنا)، بكلمات حسين السيد، وتلحين محمد الموجى، استمد منها موقفًا دراميًا لشاب يقف فى الشباك يغازل بنت الجيران شادية، وهى لا تمانع على شرط أن يذهب مباشرة لبيتها ويطلبها، وأتوقف أمام بيت الشعر الذى يفيض عذوبة وخفة ظل (ييجى أبويا يعوز فنجان قهوة / أعمله شاى وأسقيه لأمى / وخيالك ييجى على سهوة/ مافرقش ما بين/ خالتى وعمى).

واستمرت الرحلة حتى وصلنا إلى (أهلًا بالعيد)، استوعبنا معنى الكلمة كما أرادها الشاعر عبد الوهاب محمد، بينما مع مرور الزمن، بدأنا فى البحث عن المدعو (سعد نبيهة)، الاسم غير منطقى (نبيهة) اسم امرأة، البعض قال وليه لأ؟، لدينا المطرب (أحمد عدوية)، وعدوية كما تعلمون اسم امرأة رائعة الجمال غنى لها محمد رشدى، صار بعدها لقبًا لصيقًا بأحمد.

الكلمات تتبدل لأننا لا نستقر لغويًا على معنى واحد، كما أن شفرة التعامل اليومى تتغير، عندما تتصل بصديق تقول (آلو) يأتى الرد على (آلو) ليس بمثلها كما كان يحدث حتى الثمانينيات، ولكن (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، وعندما تتساءل عن العلاقة بينهما كفعل ورد فعل، تأتى الإجابة المفحمة والملجمة (إنها تحية الإسلام).

وكأن كل ما دون ذلك يخاصم الإسلام، وعبثًا تقول (لكل مقام مقال)، ستجد نفسك ربما متهمًا بما هو أشد قسوة، بأنك (علمانى) بالمفهوم الدارج الشعبى للكلمة، أى أنه لا يقيم وزنًا للدين.

(إمسك علمانى) تساوى (إمسك حرامى)، عقوبتها أشد ضراوة، كل من هو علمانى يدخل شعبيًا فى إطار الكفر بالذات الإلهية.

تستطيع أن تقرأ تفاصيل الحياة فى مصر من خلال التقاط كلمات صارت تنتهى بها أغلب المحادثات (لا الله إلا الله) والرد (محمد رسول الله).

تمنح العلاقات الاجتماعية بين البشر ظلا إسلاميا مباشرا، المجتمع صار يفرض على الجميع هذا الإطار الصارم فى كل تفاصيله، بدلا من التحية القديمة (سعيدة) وردها (سعيدة مبارك)، أو (العواف) وردها (يعافينا ويعافيكم) صارت هذه الكلمات الآن مجالًا للسخرية، وهكذا سعدنا بيها صار المدعو (سعد نبيهة) مع اختلاف الدوافع والأسباب هذه المرة!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدعو «سعد ابن نبيهة» المدعو «سعد ابن نبيهة»



GMT 19:55 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

الوسيط السليط

GMT 19:52 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

إصلاح عربي يكبو قبل أن ينطلق

GMT 19:48 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

في تأويل احتضار الأطفال

GMT 19:43 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

الأسباب الخفية في عدم تسليم السلاح

GMT 19:41 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

واشنطن ــ شيكاغو... الطريق إلى «غوثام»

GMT 19:37 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

كأن سحرًا فى الموضوع

GMT 19:33 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

لبنانيون فى المهجر!

GMT 19:29 2025 السبت ,30 آب / أغسطس

لقاء نيوم

ليلى أحمد زاهر تلهم الفتيات بإطلالاتها الراقية ولمساتها الأنثوية

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 03:23 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

صورة للراقصة نور بفستان عاري يُثير الجدل

GMT 17:26 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

فريق أوروبي كبير يقترب من حسم تعاقده مع منير المحمدي

GMT 22:29 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وعد بالحب والسعادة مع كريم كحلوى السوربيه

GMT 14:40 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

بوفون يعلن أنّه لا يفكر في عدم التأهل إلى كأس العالم

GMT 05:40 2022 الجمعة ,18 شباط / فبراير

الرجاء المغربي أمام وفاق سطيف بلا جمهور

GMT 03:06 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

5 أمور يجب الانتباه لها لتجنب لتجنب السكتة القلبية المفاجئة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib