«المشروع» مشروع يبحث عن مشروع

«المشروع».. مشروع يبحث عن مشروع!

المغرب اليوم -

«المشروع» مشروع يبحث عن مشروع

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

قررت السوق السينمائية بمصر، في هذا العيد، الاكتفاء بفيلمين جديدين فقط (المشروع إكس) و(ريستارت)، لأول مرة لا نتابع معركة حامية الوطيس، وكما تعودنا نصبح شهودًا على صراع من يعرض فيلمه في العيد، ومن أجبروه على الانتظار، إنه الموسم الأهم للسينما، يترقب الجميع من يستحوذ على (العيدية)، لم يكن الأمر فقط متعلقًا هذه المرة بالعيدية، لأن الفيلمين عرضا تباعًا قبل العيد، تم توزيع تورتة (الشاشات) بينهما بالتساوى، ليس لدينا سوى فقط ٥٠٠ شاشة في كل ربوع الوطن، وهى مع الأسف قابلة للنقصان بمعدلات كبيرة، وتلك هي المشكلة التي لم يتوقف عندها أحد، رغم أنها تصيب السينما في مقتل، هذا يعنى أن مشروع بناء دار عرض لم يعد يغرى أحدًا بالمغامرة، وعندما نفقد منافذ التوزيع، فهذا يؤكد أننا نعجل بالوصول إلى خط النهاية.

في الماضى القريب، كنا نتابع عادة صراخ عدد من منتجى الأفلام التي لم يقع عليها الاختيار للعرض في العيد، أو حظيت أفلامهم بعدد أقل من الشاشات، إلا أنهم هذه المرة آثروا الصمت، لا حس ولا خبر، ولا حتى صرخة مكتومة، الكل تراضى ووافق على تلك القسمة، كما يبدو أخذوا جميعًا وعودًا بالعرض تباعًا، مقابل الصمت، وبالتالى تلعب دورًا عكسيًا في السماح بكل الأذواق للتعبير عن نفسها، وفى هذا المؤشر يكمن في كل بلاد الدنيا، أكسجين الحياة السينمائية. فيلمان فقط، وأعتقد أنه سيصعد ثالثًا لهما (سيكو سيكو)، الذي عرض العيد الماضى، لأنه يتوافق في بنائه ومذاقه مع جمهور العيد، الفيلم حقق نجاحًا استثنائيًا، في الأشهر الأخيرة، وحل ثانيًا بعد (أولاد رزق) الجزء الثالث، بين الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات في السنوات العشر الأخيرة، لأنه من المستحيل أن نصدر حكمًا رقميًا صائبًا على كل تاريخ السينما المصرية، إلا من خلال رؤية اقتصادية تحلل الرقم بالقياس لقيمة الجنيه المصرى، كما أن عدد قاطعى التذكرة مؤشر هام في التقييم الرقمى، لا يكفى فيه رقم شباك التذاكر، (سيكو سيكو) سيدخل غمار المنافسة، وسيضيف لنفسه عددًا آخر من أرقام الشباك.

ظنى أن فيلم (المشروع) سيتأثر بالسلب مع جمهور العيد، لأنه ببساطة ليس فيلم عيد، صحيح أن بيتر ميمى من أكثر مخرجى الدراما (سينما وتليفزيون) قدرة على قراءة رغبات الجمهور، وهكذا ملأ الشريط بمعارك وإبهار، ولم ينس بين الحين والآخر أن يضع نكتة هنا وقفشة هناك، كما أنه لم يكتف بالبطل المحبوب كريم عبدالعزيز كنجم شباك له جمهور يترقبه، أضاف له عددًا من ضيوف الشرف مثل ماجد الكدوانى وكريم محمود عبدالعزيز، ثم أنهى الفيلم بلقطة مع أمير كرارة، وكأنه يؤكد للمتفرج أننا بصدد سباق حواجز لأسماء ضيوف الشرف، وجاءت النهاية أيضًا مع كرارة، فهو الذروة في نفس الوقت لعب دورًا في أن يمنح الجمهور إرهاصه بأن هناك جزءًا ثانيًا للمشروع. بيتر ميمى يقدم لنا كل شىء ممكن أو غير ممكن، في المعارك وأيضًا المناظر، وهكذا تنقل في أكثر من دولة أوروبية ووصل للفاتيكان، واقتحم الكنيسة، وقدم أيضًا مشاهد ومعارك بداخله، تشعرك هذه المشاهد وغيرها بأن لها مرجعيات من أفلام أخرى أجنبية سبقتها، بيتر لا ينكر أبدًا أنه يريد محاكاة السينما العالمية، بتقديم حدوتة عن مصر، تتكئ على أسرار الهرم التي لا تزال تشكل ألغازًا حار العالم في كشف أسرار بنائها، ولم تتورع الدعاية الإسرائيلية في محاولة لنفى أنها مصرية خالصة بعبقريات مصرية سبقت العالم في كشف الكثير من علوم الطبيعة، ولا تزال تقدم كل صباح سرًا يبحث عن إجابة، بينما محاولة طمس الحقيقة لا تزال أيضًا مستمرة. كان ينبغى أن تتوفر في المعادلة البنت الحلوة، وهكذا جاءت ياسمين صبرى، نعم قدمت مشاهد أكشن تم تنفيذها جيدًا، إلا أن الشريط يفتقد حالة الحميمية والخصوصية مع الجمهور، كما أن ياسمين الممثلة لا تزال بحاجة إلى تدريب.

البعض يقول إن لياقة كريم حاليًا لا تؤهله للأكشن، توم كروز يكبر كريم بأكثر من عشر سنوات ولا نزال نصدقه في الأكشن، الأمر قائم على الافتراض، أغلب الأبطال الخارقين أنت لا تتابعهم من خلال تطبيق قواعد منطقية، يحكمنا في التلقى شروط اللعبة، أي أن المخرج يضع أمامنا معادلة هو مسؤول عن بنودها ونصدقه طبقًا لتلك الشروط، بيتر ميمى لم يضعنا منذ البداية أمام هذا الافتراض!!.

(المشروع ×)، يعنى المجهول، الوجه الآخر هو المعلوم، أن يصبح كل شىء معلومًا لنا، المخرج ملأ السيناريو بجرعة معلومات، حتى يضع المتفرج على الخط معه، إلا أن الجرعة زادت على قدرة الجمهور في التلقى وصارت المعلومات في ندفقها، ما يشكل عبئًا عند المتفرج. في هذا الفيلم لو بحثنا عن الفائز أقول لكم إنه واضع الموسيقى التصويرية أمين بو حافة، وأيضًا (الجان) القادم بقوة أحمد غزى، والفنان التلقائى مصطفى غريب، الذي أصبح أحد أهم معالم البهجة في حياتنا، ولكن قطعًا هذا لا يكفى!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المشروع» مشروع يبحث عن مشروع «المشروع» مشروع يبحث عن مشروع



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

GMT 14:43 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 14:41 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

في حب الصحراء: شريان الحياة

GMT 14:38 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والممسحة

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
المغرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''

GMT 20:55 2022 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطمح لتقديم خدماتها بألف لغة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib