البابا يلتقي آل باتشينو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

المغرب اليوم -

البابا يلتقي آل باتشينو

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لقطة ملأت الدنيا، البابا لاون الرابع عشر يلتقى مع آل باتشينو فى (الفاتيكان)، تعاطى رجل الدين مع الفنون تثير دائما تساؤلات وتحفظات، الطائفة الكاثوليكية فى العالم تفتح الباب أمام ممارسة الفن، ولهم جوائز ترصد فى العديد من المهرجانات، ولو تابعت نشاط مركز السينما الكاثوليكى، فى مصر، ومقره فى وسط مدينة القاهرة، طوال تاريخه، يلعب دوره فى حفظ ذاكرة مصر، بينما لو ترجلت خطوات وانتقلت إلى المركز المماثل له التابع لوزارة الثقافة لرأيت العشوائية تضرب بقوة فى جنبات المركز.

الملفات متناثرة وغير مكتملة ومعرضة للسرقة أو للضياع، اقصد ما تبقى منها، بينما المركز الكاثوليكى منذ الخمسينيات وهو يضع هدفا استراتيجيا وهو الدفاع عن ذاكرة السينما.

يتولى رئاسة المركز حاليا ابونا بطرس دانيال، شعلة من النشاط، لا يترك مناسبة إلا وهو حاضر، يجيد العزف على البيانو، ويتفاعل مع كل الأنشطة، قبل أبونا بطرس اقتربت كثيرا من الراحل أبونا يوسف مظلوم، (قدس الله روحه) ملاكا هبط إلى الأرض، يتعامل مع الفنون برحابة ولا يطبق معايير أخلاقية مباشرة على الأفلام.

أتذكر عندما شاركت فى لجنة التحكيم لاختيار أفضل الأفلام، فى المسابقة السنوية التى يقيمها المركز، انحازت الأغلبية لـ(سواق الهانم)، الكل أجمع على جدارة عادل أدهم الزوج المقهور المغلوب على أمره بجائزة أفضل ممثل، وتحفظوا على جائزة أفضل ممثلة التى كنت أرى أن سناء جميل تستحقها عن جدارة، قالوا فى أسباب رفضهم إنها تقدم الشر ولا يجوز للمركز الكاثوليكى أن يحتفى بالشر، طلبت الكلمة وقلت إنه لولا الأداء الرائع لسناء جميل، ما كان من الممكن أن نمنح الجائزة لعادل أدهم، واقتنع أبونا، وبالفعل حظيت سناء جميل بالجائزة.

كان المركز قبل نحو ٢٠ عاما، هو الذى يرشح الأفلام التى تمثل السينما المصرية فى مسابقة (الأوسكار) الأمريكى لأفضل فيلم أجنبى، وفى عام ٢٠٠٣ كان أفضل الأفلام هو (سهر الليالى)، رغم ما به من مشاهد خيانة زوجية متعددة، أغلب النقاد المشاركين فى الندوة زايدوا على توجهات المركز الأخلاقية، وأجمعوا على استبعاد الفيلم، وكنت من القلائل الذين انحازوا لتلك التجربة السينمائية التى حملت توقيع لأول مرة تامر حبيب كاتبا وهانى خليفة مخرجا، وكالعادة وقف أبونا يوسف مظلوم فى نفس الخندق مؤيدا الفيلم.

حكى لى الكاتب الكبير وحيد حامد أن الكنيسة الأرثوذكسية عندما اعترضت على مسلسل (أوان الورد)، بسبب زواج البطلة سميحة أيوب من مسلم مع احتفاظها بديانتها كمسيحية، تدخل البابا شنودة، وأقيمت ندوة بالكنيسة، لمحاولة امتصاص الغضب، وكان موقف البابا شنودة أكثر مرونة، بل داعب وحيد حامد عندما كان يوزع علب شوكولاتة على الحضور، ولم يحصل وحيد على واحدة، فقال له وحيد (عايز واحدة يا أبونا)، رد عليه بسرعة بديهته المعروفة (ماتنساش إنك وحيد مش واحدة)!! المؤسسات الدينية فى العالم كله من الممكن أن تعلن رأيها فى كل الأمور حتى الفنى والثقافى مثلما حدث مع كتاب وفيلم (شفرة دافنشى)، الذى رفضته الكنيسة، إلا أن هذه القرارات غير ملزمة للدولة ولا الأفراد التابعين لها.

فى عالمنا العربى قطعا هناك سطوة للمؤسسات الدينية، بكل أطيافها، وأتذكر أننى قبل نحو ١٠ سنوات ذهبت ضمن وفد سينمائى للقاء الإمام الأكبر شيخنا الجليل دكتور أحمد الطيب، من أجل أن نحصل على موافقته لتجسيد الصحابة وآل البيت والعشرة المبشروين بالجنة والخلفاء، ولم يوافق الإمام الأكبر، وهذا كان متوقعا، غير المتوقع أن أغلبية الحضور، كانت تلك أيضا هى قناعتهم، وهذه المعلومة تستحق إطلالة أخرى!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البابا يلتقي آل باتشينو البابا يلتقي آل باتشينو



GMT 14:43 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 14:41 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

في حب الصحراء: شريان الحياة

GMT 14:38 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والممسحة

GMT 14:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

السلاح... أو حين يكون المكسب صفراً والهزيمة مطلقة

GMT 14:28 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

من سيلحق بكندا... في «التعامل بالمثل» مع ترمب؟

GMT 14:24 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وخصومه في «حيْصَ بيْص»

GMT 14:23 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سموتريتش وحقد الجِمال

GMT 14:19 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

القطبية الصينية ومسار «عالم الغابة»

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 23:15 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتسلم رفات رهينتين من حماس عبر الصليب الأحمر
المغرب اليوم - إسرائيل تتسلم رفات رهينتين من حماس عبر الصليب الأحمر

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
المغرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 18:50 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أروى جودة تتعرض لموقف محرج في «الجونة»

GMT 21:59 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"كيا" تطلق سيارة كهربائية متطورة قريبا

GMT 02:14 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

برج "برواز دبي" يَجذب مليون زائر في عام واحد

GMT 21:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

سفير المغرب في هولندا يكرم البطل التجارتي

GMT 02:30 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

"50 فكرة عن" الاقتصاد" كتاب حول النظم الاقتصادية

GMT 02:02 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يبيّن أسباب تسوس الأسنان

GMT 15:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

الفنادق الأكثر جاذبية في العالم خلال عام 2018

GMT 18:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

لعبة "أسياد الشرق" صراعات ملحميّة تحاكي صراع الجبابرة

GMT 22:51 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يرغب في استقبال الدفاع الجديدي في ملعب العبدي

GMT 04:26 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

حرق سعرات حرارية دون بذل مجهود

GMT 21:07 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

ميرفت أمين بين نجوم فيلم "هتقتل تسعة"

GMT 03:10 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

منتجع جزيرة ميليدهو ملاذ زوار المالديف في فصل الشتاء

GMT 05:56 2015 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

أبطال مسلسل "البيوت أسرار" يكملون تصوير مشاهدهم

GMT 09:29 2016 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

عطور نسائية تجذب الرجال وتزيد من دفء العلاقة الحميمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib