ماذا تفعلون في هذي الديار

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

المغرب اليوم -

ماذا تفعلون في هذي الديار

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

ظهرت في الشرق الأوسط، ما بعد القديم وما قبل الجديد، طبقة متكاثرة من الناس، تسمى «المبعوثين». هؤلاء، في المبدأ، يمثلون القوانين الدولية، ويسعون لمصالحة الشعوب وإعادة الوحدة المفقودة ضمن الدول المفككة، أو المتناثرة، أو المتحللة. هل سمعتم مرة عن نجاح أي منهم؟

يتغير هؤلاء المساكين، ويتبدلون، على القضايا اليائسة، حتى لم يعد يعرف أحد بتعيينهم، أو انتهاء مهماتهم، أو تكاليفها وتكاليف الصور التذكارية. ومع ذلك ما زالوا يجربون حظوظهم، أما حظوظنا، فقد اهترأت من كثرة التجارب.

هناك مبعوث دولي في سوريا، وواحد في ليبيا، ونحو ألفين في لبنان (بين دولي، وعربي، وإقليمي، ودائم، ومؤقت، وسابق، ولاحق) ولا يزال كل شيء في مكانه. شرق ليبيا في شرقها، وغربها في غربها، ولا يلتقيان. ولا عجب.

لماذا لا تريد شعوبنا سوى الحاكم الفرد، ولا تقبل الدولة إلاّ في ظله؟ ولماذا موجات الحنين إلى القذافي، وصدام، وبن علي، وعلي عبد الله صالح، وسوى ذلكم؟

لأنَّ الناس بطبيعتها تفضل الأمان على الحرية، والسلامة على الازدهار.

طوال 42 عاماً من حكم القذافي كانت شوارع ليبيا مليئة «باللجان» وعدالتها. الآن مليئة بالمهاجرين والفقراء وتزايد الفرقة والهوة. وبدل العودة إلى حكم القانون، لا نسمع إلا عن فرار مسؤول آخر محملاً حقائب. وبعده مباشرة يطل مبعوث يحمل وصايا وتوصيات الحكم الرشيد، وتوصيات الأمين غوتيريش.

لماذا لا يطيق العرب بدهيات الأمم: الوحدة والوفاق والتطور والنظام؟ لماذا هذه الاستحالة الرهيبة في تقبل حياة بسيطة واضحة مثل جميع الأمم؟ يفهم المرء، إذا شاء، أن يتقاتل اللبنانيون إلى الأبد لأنَّهم عشرة آلاف طائفة، وحزب، وقبيلة، على عشرة آلاف كيلومتر مربع. أمَّا دولة مثل ليبيا، في حجم نصف أوروبا، ولها شاطئ طوله 1.770 كيلومتراً مربعاً، وتنبت في أرضها كل خيرات الأرض بما فيها البترول، فعلى ماذا يتقاتل الليبيون؟ وماذا يفعل المبعوث الدولي خلف الآخر؟ وهل هم حقاً جديّون في البحث عن حل؟ هل يعرفون ما المشكلة في بلد من طائفة واحدة، ودين واحد، وتاريخ واحد، كي يبحثوا لها عن حل؟ بلاد العرب أوطاني، من الشام لبغدان - قال فخري البارودي - رحمه الله... ورحمنا أيضاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تفعلون في هذي الديار ماذا تفعلون في هذي الديار



GMT 15:42 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

سيارات على طريق القدس

GMT 15:40 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

اختفاء موسى الصدر... المجد للصحافة

GMT 15:38 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

قمة شنغهاي وإقامة نظام عالمي جديد

GMT 15:36 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

القرار والأخطار والمستشار

GMT 15:35 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

بيولوجيا السياسة... شي وبوتين

GMT 15:32 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

معادلة برّي: تطبيع ما هو غير طبيعي

GMT 15:30 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

طب الفاتيكان كمان وكمان

GMT 15:28 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

القضية فى ست كلمات

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:09 2025 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
المغرب اليوم - سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival

GMT 15:40 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

جمهور "الرجاء" ضمن أفضل عشرة مشجعين في العالم

GMT 02:22 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "DFSK" تطرح السيارة "K01" في مصر بـ46 ألف جنيه

GMT 10:13 2023 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يُؤكد أنه يقف بنسبة 100 بالمئة إلى جانب إسرائيل

GMT 16:52 2022 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب البرازيل يعلن مدة غياب نيمار عن الملاعب

GMT 18:23 2022 الإثنين ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يعلن اكتشاف كمية مهمة من الغاز قبالة سواحل العرائش

GMT 06:33 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تضاعف الاستثمارات الخارجية للمغرب 5 مرات مع نمو الصادرات

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 06:05 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

أحذية رجالية بتصاميم استثنائية من "ستيف مادن"

GMT 20:18 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

مطعم أسترالي ينقل البيتزا بالطائرة دليفري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib