ألوان بريطانيا

ألوان بريطانيا

المغرب اليوم -

ألوان بريطانيا

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

لا يزال العالم يتخذ مقاعده كل يوم لكي يتفرج على فصول هذا العرض المبهر: خيول الملكة تعاد حزينة إلى مآويها، وألوان القرون الماضية تزين بذات الرجال، والأسود الداكن يعلن حداد النساء وحزن الأمة.
ولكن في قلب كل هذا الحزن، فرح عالمي غامض. موت سعيد هانئ، ونهاية سيرة صادقة مثقلة بالسنين. خبر عذب بين كل أخبار العذاب التي تمر بك بمجرد أن تغير القناة إلى الدماء في أوكرانيا، أو العوز في أوروبا، أو الشرق الأوسط في الشرق الأوسط.
عالم يعلق عاداته الغلظة ودموياته اليومية لكي يودع في حب ونهاية سيدة جليلة تعود رؤيتها منذ سبعين عاماً، تطمئنه إلى أن التغيير ممكن في الهدوء، والتطور علامة الاستقرار، وأن السلام أجمل وأخصب وأهنأ من الحروب. لم تذهب الملكة يوماً إلى خياط معروف، أو دار أزياء شهيرة. مجرد ثوب أنيق وقبعة جذابة من تلك القبعات التقليدية التي تمتلئ بها خزائنها. والملكة لا تخرج من دون قبعة، مثل أمها وجدتها.
بدأت الثورة الصناعية في بريطانيا في القرن التاسع عشر. وفي بريطانيا بدأت إليزابيت صناعة الظهور الملكي منتصف القرن العشرين. سبعون عاماً من الهدوء في عالم دائم الاختلال. بريق دائم ولا برق ولا صواعق. أشبه ما تكون بأنجيلا ميركل الجمهورية. ثاتشر كانت مهابة لكن غير محبوبة. ليست سهلة حياة النساء في المراتب العليا. كل حركة امتحان. والملكة عاشت في امتحان دائم: سيدة الوقار ومن حولها في العائلة سيدات عاشقات وخروج على ما هو متوقع. هي آخر رموز الزواج الأبدي الطويل، وابنها يطلق ويتزوج مطلقة. لم تستطع التقاليد الفيكتورية الصمود بعدما دخل العائلة أشخاص يشبهون صحف التابلويد وصورها وعناوينها.
والآن الامتحان الأكبر: ماذا سوف يصمد من صورة العقود السبعة؟ هل لدى تشارلز الثالث الوقت لبناء صورة موازية؟ أو القدرة؟ أو المكونات؟ هل الوضع العالمي في دول الكومنولث (56) يسمح له بذلك؟ هل هناك طريقة أخرى لإقامة خلافة لا تقل أهمية. منذ فيكتوريا، لم تترك سيدة مثل هذا الخوف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألوان بريطانيا ألوان بريطانيا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib