العلم في العلم والعالم في الوزارة

العلم في العلم... والعالم في الوزارة

المغرب اليوم -

العلم في العلم والعالم في الوزارة

سمير عطاالله
سمير عطاالله

في هذا الجانب من الكرة الأرضية، عاد الخريف ومعه العودة الكبرى: المدارس ودور العلم الأخرى. تمتلئ الصحف والمجلات البريطانية بالملاحق الخاصة عن جديد العلم وكتب الأطفال. وهذا العام ضجة كبرى في البلاد بسبب هبوط مستوى شهادة الثانوية العامة والتراجع في مستويات أخرى.

في لبنان والعالم العربي، المسألة هي مَن يقدر مِن التلاميذ على توفير القسط المدرسي المطلوب منه. وفي مصر، التي جعلت طه حسين وزيراً للتعليم، وأصبح معه التعلم مجانياً وإلزامياً، يدور الجدل حول مستوى العلم والمعلمين. صحيح أن العلم مجاني لكن مستواه يفرض على معظم البيوت دروساً خصوصية لأبنائها وترهقها مثل الأقساط.

لبنان كان أحد مراكز التعليم المهمة في العالم العربي، إلى جانب مصر. وبأعداد أقل، كان يأتيه الطلاب من الخليج وغيره. وكان يأتي إلى الجامعة الأميركية طلاب من الهند وأفريقيا وأفغانستان. ومنهم الرئيس الأفغاني الحالي. لكن الجامعة مكسورة هذا العام على 150 مليون دولار، وتنتظر التبرعات من أجل البقاء بعد قرن ونصف من التميّز الأكاديمي. وخصصت جامعة الكسليك 200 منحة دراسية للطلاب الذين يقطنون الأحياء التي دمّرها انفجار بيروت. وهناك مدارس كثيرة سوف تغلق أبوابها لأنها غير قادرة على تأمين التكاليف ورواتب المعلمين. أي أن عدداً كبيراً من المعلمين سوف ينضم إلى ضحايا البطالة التي تعصف بالبلد مثل انفجار الميناء الذي مزّق أوصال العاصمة إلى سنين طويلة.

المستويات التعليمية هي ما ميّز لبنان منذ أوائل القرن الماضي. وفيه أنشئت أول مطبعة في الشرق. وبسبب العلم عثرت أجياله على أعمال في المهاجر. لكن التعليم الرسمي انخفض في جميع مستوياته. ودبّ الفساد في سير الامتحانات. وصارت بعض شهادات الدكتوراه مضحكة مثل المحسوبيات الأخرى في دوائر الدولة.

ربما كان أشهر طبيبين في جراحة القلب في القرن الماضي، بعد كريستيان برنارد، الجنوب أفريقي رائد زراعة القلوب، الدكتور مجدي يعقوب من مصر، والدكتور مايكل دبغي، اللبناني الأصل. كلاهما رفع اسم بلده في أكثر بلدان الأرض تنافساً في العلم. لكنّ كليهما حقق هذا النجاح ضمن نظام عالمي وليس في بلده. قلّما يستطيع الفرد أن يلمع خارج منظومة متكاملة. ويتساءل المرء: ماذا ينقص دولة مثل مصر أن تصبح هي مستشفى أفريقيا والشرق؟

المثال الآخر هو الراحلة العظيمة زها حديد. ماذا لو بقيت في بغداد أو في بيروت، حيث أكملت دراستها في الجامعة الأميركية. في الوقت الذي كانت زها تسجّل الريادات التاريخية في الهندسة، كان يتولى وزارة الشؤون العلمية (التصنيع) في بغداد حسين كامل المجيد، صهر السيد الرئيس، الذي عاد فقُتل في «الصولة الجهادية» التي قامت بها عشيرته. العلم ينتج زها حديد. ووزارة العلوم حسين كامل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم في العلم والعالم في الوزارة العلم في العلم والعالم في الوزارة



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 12:02 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب
المغرب اليوم - دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب

GMT 13:31 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شريهان تشارك في حفل افتتاح المتحف بعد غياب سنوات
المغرب اليوم - شريهان تشارك في حفل افتتاح المتحف بعد غياب سنوات

GMT 21:29 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا

GMT 13:24 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

''فريد غنام'' يطرح فيديو كليب ''الزين الزين''
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib