أستاذه أفلاطون تلميذه الإسكندر

أستاذه أفلاطون... تلميذه الإسكندر

المغرب اليوم -

أستاذه أفلاطون تلميذه الإسكندر

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

كنت تعتقد أن أرسطو هو تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الكبير، وأنه الرجل الذي حاضر في كل العلوم، من الفلسفة إلى الكيمياء، وأنه الفيلسوف الذي غادر مقدونيا (مسقط الإسكندر) لكي يعزز مكانة أثينا مهداً للحضارة الغربية. كل ما تعتقده صحيح لكن الذي لم يخطر لك هو أن تلميذ أفلاطون الذي كان تلميذ أرسطو (أبو الفلسفة)، هو أيضاً أول حكواتي في التاريخ. هو الذي وضع شروط القصة: مقدمة ومتن وخاتمة. وهو الذي تعلّم منه المخرجون تلك القاعدة الذهبية: لا تحاول تغطية ضعف السرد بالمشاهد الفخمة لأن لا شيء أهم من السرد.
بعد 2000 عام لا يزال أهل المسرح والسينما والرواية يتقيدون بتعاليم الحكواتي الذي دخل التاريخ على أنه تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر. تخيل هذا التشريف الذي لم يحصل لأحد من بعده. أما معلم «الدراما» فيقول لتلامذته: يجب أن تثير في مشاهدك على الدوام مشاعر الخوف ومشاعر الشفقة. هذه هي القوة الحقيقية للحكاية.
يحذر أرسطو فناني اليوم: قد يتسامح المشاهد مع مقدمة ضعيفة، أو وسط ضعيف، ولكن إياك أن تكون الخاتمة ضعيفة. الخاتمة الضعيفة تضعف العمل برمّته. ولا شيء ينقذ النص العادي. لا المباني المتطايرة ولا مشاهد الزلازل أو الفيضانات. كلها سوف تبدو مبالغات لا معنى لها، إذا كان السرد هزيلاً.
وكان ضد الإطالة. وإلا فإن المشاهد قد يتعب من المتابعة. ويعود إلى الكاتب نفسه أن يقرر مدى طول أو قصر الحكاية. لكن عليه دائماً أن يملأ السرد بالصراع بين أشخاص المسرحية لأنه يحفّز طبيعة ونوعية الحوار. وحاذر أن تتدخل في الأمر. أنت الراوي، ولست البطل. فلا تتدخل إلا عند الضرورة القصوى.
وإذا كنت ضعيف المخيّلة فلا تعذب نفسك، اترك الورقة والقلم جانباً. وكلما كان الكاتب صادقاً في مشاعره كان ناجحاً في عمله. ألفا سنة مرت على هذه الدروس، وما زال الفيلسوف الكبير على حق. أو بالأحرى ما زال يعلّم. لكن باستثناء كتاب واحد لم يترك سوى ملاحظات مدوَّنة هنا وهناك. محاضرات في علم الفلك، في الشعر، وفي العلوم العسكرية التي جعلت تلميذه يحتل ثلاثة أرباع العالم ويموت وهو أهم قائد عسكري وهو بعد في الثانية والثلاثين، في مكان ما من ديار بابك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستاذه أفلاطون تلميذه الإسكندر أستاذه أفلاطون تلميذه الإسكندر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 15:02 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا سعيدة بإهداء دورة مهرجان القاهرة السينمائي لشادية

GMT 01:36 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"لارام" تلغي الخط الجوي الرابط بين الحسيمة والدار البيضاء

GMT 00:59 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

10 نصائح للفوز بفستان زفاف أنيق يوافق المرأة في سن الأربعين

GMT 23:42 2024 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تُصرح أن جائزة جوي أووردز كانت مفاجأة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يفشل في تأجيل سفر النُصيري

GMT 16:35 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ديكورات لحفلات الزفاف الخارجية لصيف 2023

GMT 23:09 2023 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

السعودية تجمع 10 مليارات دولار من إصدار سندات

GMT 16:37 2022 الأحد ,09 كانون الثاني / يناير

4 غيابات للأسود في أولى مباريات "الكان

GMT 21:54 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقّعات العرّافة البلغارية العمياء بابا فانغا لعام 2021

GMT 22:53 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروغوياني يعلن إصابة لويس سواريز بـ فيروس كورونا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib