الرتاق

الرتاق

المغرب اليوم -

الرتاق

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

قال لي سياسي لبناني كبير، ما بك خرجت مهزوماً في الجدل مع الأستاذين عماد الدين أديب وممدوح المهيني حول هنري كيسنجر؟ لقد قلت رأيك، أو بالأحرى موقفك باختصار شديد، ثم وليت الأدبار، مخلفاً الانطباع بأنك تدخلت في موضوع لا تعرف عنه الكثير، وتقدم فيه المشاعر على المعرفة والموضوعية. لا يكفي الاعتذار، قال المثقف الكبير، بل يجب دوماً أن نرفقه بالتبرير.
حسناً. وعودة إذن، إلى السياسي المئوي، الأميركي، الألماني، صاحب أعلى منصب بعد الرئيس. وبرغم كل الألقاب التي تداولها، والمناصب التي سعى إليها، يحق لي كمواطن من سكان هذا الكوكب، أن أتذمر من وصول هذا الرجل إلى أعلى مواقع القرار في العالم، وذلك أنني من الفئة البسيطة، أو الساذجة، التي لا تزال تؤمن بأنه مهما كانت «السياسة واقعية» يجب ألا تخلو من القِيَم والأخلاق والمشاعر الإنسانية، وإنما يجب أن تخلو من العنف والفظاظة والتوحش.
هرب الدكتور كيسنجر من ألمانيا إلى أميركا بسبب الهولوكست. ومن هرب من الهولوكست لا يستطيع أن يتأمل 6 ملايين مشرد في طرقات أوروبا، ويكتشف أن الحل هو في إعطاء أرضهم وبيوتهم وحياتهم إلى جيرانهم الروس، وإلى الرجل الذي أفلت عليهم الطائرات والدبابات وذكور الاغتصاب.
أنا أعرف أن أخلاقيات هذا المفكر ليست من خطابه في دافوس، ولكنني منذ بدأت متابعته قبل نصف قرن. وقبل نصف قرن، كتبت في «النهار» مقالاً عنوانه «الرتاق»، قال لي عنه «وزير الخارجية» الفلسطيني آنذاك. من أين خطرت لك هذه التسمية؟ قلت له لأن هذا ليس رجل حلول. فهو إما يضع رقعة جديدة في ثوب قديم، أو رقعة قديمة في ثوب جديد. وفي الحالتين سوف يكون النتاج زيفاً والتزوير مشكلة. إن هذا الرجل يخدرنا بسياسة «الخطوة خطوة» فيما هو يمزق العالم العربي قطعة قطعة. وسوف يحول التمزيق إلى قانون وعدالة وإغراء، ومن ثم يمننِنُا به.
لم تتغير القاعدة الفكرية، أو الإنسانية عند الرجل الذي اقترح على الأوكرانيين أن يتنازلوا عن الأرض (بما عليها من بشر) لقاء المحافظة على الجزء الآخر بما عليه من بشر. وفي الحالتين يتبرع الدكتور، من جبال سويسرا، بأرض وشعب لم يرهما في حياته، هو الذي حرم من أرضه وشعبه وشعبه... وبكى دموعاً حارة لدى وفاة غولدا مائير.
إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرتاق الرتاق



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 15:02 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا سعيدة بإهداء دورة مهرجان القاهرة السينمائي لشادية

GMT 01:36 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"لارام" تلغي الخط الجوي الرابط بين الحسيمة والدار البيضاء

GMT 00:59 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

10 نصائح للفوز بفستان زفاف أنيق يوافق المرأة في سن الأربعين

GMT 23:42 2024 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تُصرح أن جائزة جوي أووردز كانت مفاجأة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يفشل في تأجيل سفر النُصيري

GMT 16:35 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ديكورات لحفلات الزفاف الخارجية لصيف 2023

GMT 23:09 2023 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

السعودية تجمع 10 مليارات دولار من إصدار سندات

GMT 16:37 2022 الأحد ,09 كانون الثاني / يناير

4 غيابات للأسود في أولى مباريات "الكان

GMT 21:54 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقّعات العرّافة البلغارية العمياء بابا فانغا لعام 2021

GMT 22:53 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروغوياني يعلن إصابة لويس سواريز بـ فيروس كورونا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib