آية الجسد شبكة من الأسلاك

آية الجسد: شبكة من الأسلاك

المغرب اليوم -

آية الجسد شبكة من الأسلاك

سمير عطاالله
بقلم : سمير عطاالله

هذه هي الحلقة الأخيرة من الصورة التي يرسمها بيل برايسون للدماغ البشري: «يمكن القول إننا لم نكتسب بعد كمّاً هائلاً من المعلومات وإننا قد لا نكتسب أبداً الكثير منها. ويمكن القول أيضاً إنّ ما نعلمه، لا يقلّ عظمة عمّا لا نعلمه. ويتّضح ذلك بمجرّد أخذنا بعين الاعتبار لما نراه، بل لما يقول لنا دماغنا إننا نراه». تصنّف الذاكرة بطرق عدّة، إلّا أنّ التصنيفات الأكثر اتّباعاً فهي الطويلة الأمد، والقصيرة الأمد والعاملة (من حيث المدّة)، والإجرائية، والمفاهمية، والدلالية، والتوضيحية، والضمنية، والحسّية، وتلك الخاصّة بالسيرة الذاتية، (من حيث النوع). لكن الذاكرة بجوهرها تتمثّل بشكلين أساسيين: الذاكرتان التوضيحية والإجرائية. فالأولى هي التي يمكن التعبير عنها بالمصطلحات اللفظية كأسماء العواصم، وتاريخ ولادتك، وكيفيّة تهجئة كلمة معقّدة. أمّا الثانية فهي تصف الأشياء التي تفهمها ولا تستطيع أن تعبّر عنها لفظيّاً ككيفية السباحة، وقيادة السيّارة، وتحديد الألوان. والذاكرة العاملة هي التي تجتمع فيها الذاكرتان الطويلة والقصيرة الأمد. لنفترض أنّك أمام معادلة في الرياضيات، إنها تتعلّق بالذاكرة القصيرة الأمد فلست بحاجة لتتذكّرها بعد أشهر، إلا أنّ المهارات لحلّها، محفوظة في الذاكرة الطويلة الأمد.

يحتاج الدماغ إلى فترة طويلة ليكتمل تكوينه. فشبكة الأسلاك في دماغ المراهق اكتملت بنسبة 80 في المائة. ورغم حصول أغلبية نموّ الدماغ في السنتين الأولى والثانية ليكتمل بنسبة 95 في المائة بحلول العام العاشر، لا يكتمل الاشتباك العصبي إلا في منتصف العشرينات. إذن، سنوات المراهقة تستمرّ حتى في سنّ البلوغ. وفي هذه الفترة، يتّسم سلوك الشخص بطابع أكثر عفوية وأقلّ تأمّلاً من الأكبر منه. واعتبرت الأستاذة في علم الأعصاب فرانسيس إي جونسون في حديث لمجلة هارفارد عام 2008 أنّ «دماغ المراهق ليس مجرّد دماغ شخص بالغ قطع مسافة أصغر». هو نوع آخر من الأدمغة.
وتشكّل النواة المتّكئة منطقة تقع في الدماغ الأمامية، وترتبط بالشعور بالمتعة وتنمو بشكل متكامل في سنّ المراهقة حيث يبلغ الجسم ذروة إنتاجه الدوبامين التي تشكّل الناقل العصبي للشعور بالمتعة. إذن، السعي وراء المتعة يشكّل خطراً حقيقياً على المراهقين. فالسبب الأوّل للوفيات لديهم هو حوادث السير. والسبب الأوّل لحوادث السير هو ببساطة، الوجود مع مراهقين آخرين. مثلاً، عندما يوجد أكثر من مراهق في السيارة، يتضاعف خطر الوقوع في حادث سير بنسبة 400 في المائة.
رغم كلّ روائعه، يبقى الدماغ عضواً غير معبّر للغاية. فالقلب ينبض، والرئتان تتنفّسان، والأمعاء تقرقر بصمت، أمّا الدماغ فلا يفشِ شيئاً، وهيكليّته لا توحي ظاهريّاً أنّه أداة للتفكير الراقي. وقد عبّر عن ذلك الأستاذ المدرّس في جامعة بيركلي، جون سورل قائلاً: «إذا كنت تصمم أداة تضخّ الدم، قد تأتي بشيء يشبه القلب، ولكن إذا كنت تصمم آلة تنتج الوعي، فمَن قد يفكّر في مائة مليار خليّة عصبية؟».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آية الجسد شبكة من الأسلاك آية الجسد شبكة من الأسلاك



GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 17:50 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"أون" تبدأ عرض مسلسل "أبو العلا 90 " لمحمود مرسي

GMT 13:20 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس يبعث برقية عزاء في رئيس تشاد

GMT 07:47 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

بطولة الخريف

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

الكشف عن تفاصيل ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل تهزّ "سوق الجملة" في مدينة تطوان المغربية

GMT 06:41 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الكوكب المراكشي في "قفص الاتِّهام" بسبب مِلفّ السعيدي

GMT 12:37 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بوصوفة يشيد برونارد ويعتبر المدرب الأفضل بإفريقيا

GMT 05:08 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

"فورد" تطلق سيارتها الحديثة "موستانغ ماخ إي" الكهربائية

GMT 11:03 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة اسماعيل الحداد لا تدعو إلى القلق

GMT 09:14 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

طرق جديدة لطي المناديل في حفلات الزفاف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib