سبعون الملكة

سبعون الملكة

المغرب اليوم -

سبعون الملكة

سمير عطاالله
سمير عطاالله

منذ 70 عاماً تستفيق إليزابيت الثانية، وهي ملكة على بريطانيا، كل يوم، السابعة والنصف صباحاً، توقظها خادمتها من النوم بعد إزاحة ستائر النوافذ. وهو أمر لا يعني الكثير في بلاد ليس من الضروري أن تُشرق فيها الشمس.

تقوم الملكة إلى نهار حافل بالعمل. تقرأ الصحف من دون أن تلقي بالاً إلى أخبار الدس الاجتماعي على العائلة المالكة، ثم تقرأ التقرير الحكومي اليومي عن أحوال العالم. وبعد سبعة عقود لا بد أنها أكثر زعماء العالم اطلاعاً على أحوال الكوكب التي لا تهدأ.

لا تقترع الملكة، ولا تحمل بطاقة هوية، ولا إجازة سوق. لكن الجميع يعرف أنها سائقة غير ماهرة على الإطلاق. وليس ثابتاً إلى الآن، إن كانت هي أم ونستون تشرشل أسوأ سائق في تاريخ البلاد. الثابت أنها لا تقود سيارتها اللاندروفر خارج نطاق القصر الريفي في بالمورال، أما الرجل الذي عرف بأنه أشهر مواطن بريطاني، فكان كلما قاد سيارته بنفسه تسبب في عدد من حوادث السير. تتلقى إليزابيت الثانية 300 رسالة كل يوم. ويفوق مجموع ما بعثت به من برقيات التهنئة إلى الأزواج 600 ألف برقية، وبعثت بنحو 200 ألف برقية إلى الذين بلغوا المائة من العمر، وأرسلت إلى الأصدقاء والمواطنين نحو 15 ألف كعكة كريسماس. ومنذ توليها كرّمت نحو نصف مليون بريطاني وأجنبي بالأوشحة والأوسمة والألقاب النبيلة. وهي ترعى نحو 600 مؤسسة خيرية، يتطلب بعض نشاطاتها حضورها الشخصي.

الذين يقولون إن ملكة بريطانيا (ودول الكومنولث) رئيسة دولة بلا عمل، لا يقرأون سوى الزوايا الاجتماعية في الصحف. وصفت إليزابيث عملها بأنه «وظيفة مدى الحياة». مرة كل أسبوع، عليها أن تستقبل رئيس الوزراء، إلى أي حزب انتمى، لكي يطلعها على المهم من قضايا البلاد والعالم. وليس للملكة أن تعالج فقط مسائل مثل خلافات تشارلز وديانا، بل إن تلعب دوراً أساسياً في قضايا بحجم انفصال اسكوتلندا باعتبارها رمزاً لوحدة البلاد. وقد أثرت كثيراً في نتائج الاستفتاء، عندما أعلنت أنه يحق لها الخروج من الاتحاد كوطن (هوية) ولكن ليس كدولة.
لا يحق للملكة، وفق التقاليد، أن تعبر عن مشاعر شخصية. لكنها خرقت هذا التقليد عام 1965 عند وفاة ونستون تشرشل، عندما قالت إنه «كان ممتع الحضور». ومعروف أن «الأسد» البريطاني كان معلمها الروحي. لكن لدى وفاته، كان قد تقاعد من العمل السياسي قبل عشر سنوات.

نادراً ما ترى الملكة تبتسم أو تدمع. وهي لا تقول أبداً «أحب أو لا أحب». وفي أحد المهرجانات ظلت واقفة لفترة طويلة، فقال أحد الوزراء في حكومة توني بلير «إن قامتها جميلة». وضجت الصحف في اليوم التالي بالتعليق، فاتصل الوزير بقصر باكنغهام يعتذر بشدة، قائلاً إنها زلة لسان. وطلبت الملكة من مكتبها أن يبلغه التالي: «على العكس. منذ زمن طويل لم أسمع مثل هذا الإطراء اللطيف».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبعون الملكة سبعون الملكة



GMT 14:25 2025 الأربعاء ,27 آب / أغسطس

الصحيفة.. والوزير

GMT 19:42 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

إنذار جريمة طريق الواحات!

GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:34 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مصر للطيران!

GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 22:34 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها
المغرب اليوم - إسبانيا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير إلى أراضيها

GMT 20:41 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 13:22 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

مانشستر يسعى للتعاقد مع فاران في أقرب فرصة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرفي على طرق ترتيب المنازل الصغيره

GMT 03:36 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

ديكورات شقق طابقية فخمة بأسلوب عصري في 5 خطوات

GMT 14:30 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حسن يوسف يشتري الورود لشمس البارودي في عيد ميلادها

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي منتجعات تضمن لك صيفا لا يُنسى
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib