لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ
وفاة أيقونة المسرح العراقي إقبال نعيم عن عمر يُناهز 67 عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني ‏نتنياهو: هناك حظوظ جيدة للتوصل إلى اتفاق في غزة مراسل القناة 13 العبرية:أكد مسؤولون في فريق التفاوض أن "إسرائيل" ستوافق على تغيير انتشار القوات على محور موراغ في قطاع غزة. وأضافوا أن هناك تقدمًا ملحوظًا في الطريق إلى اتفاق.*. حركة حماس توافق على إطلاق سراح 10 أسرى من الإسرائيليين الموجودين في غزة لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان منظمات دولية تدين خطط كاتس لتهجير الفلسطينيين وتصفها بالمخطط الوحشي ضد التهدئة ارتقاء 39 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم كتائب القسام تعلن تنفيذ عملية شرق خان يونس واستهداف آليات الاحتلال واغتنام سلاح جندي إسرائيل تعلن استلام شحنة جرافات D9 الأميركية بعد الإفراج عنها من إدارة ترامب بعد أن كانت مجمدة خلال الفترة الماضية المغربي غانم سايس مدافع نادي السد القطري يعود إلى التداريب بعد غياب دام لأربعة أشهر بسبب الإصابة نادي بوتافوغو يُعين الإيطالي دافيد أنشيلوتي نجل كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي في منصب المدرب الجديد للفريق.
أخر الأخبار

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

المغرب اليوم -

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

قبل يومين، حلّ عيد الاستقلال الحادي والثمانون في لبنان. لكنّ «الاحتفال» ظلّ بارداً وخجولاً واعتذاريّاً، بل هو لم يحصل أصلاً، وهذا علماً بأنّ الأسبوع الذي سبق دلّ على أنّ اللبنانيّين لم يفقدوا قدرتهم على الاحتفال بدليل ما قالوه وكتبوه عن بلوغ المطربة فيروز سنّ التسعين. فتعبير «استقلال» في ظلّ هذه الحرب الرهيبة، يشبه لوحات سلفادور دالي ورفاقه السورياليّين، حيث يتشكّل المشهد من نقائض، فيما لا تنقشع تلك النقائض على حقيقتها كما تنقشع في الأحلام. يضاعف سورياليّةَ المشهد ذاك الترحّمُ على زمن الانتداب الفرنسيّ، ممّا يعبّر عنه، منذ سنوات لم تعد قليلة، عامّةُ الناس، ومعهم مثقّفون ومتعلّمون ما عادوا يتقيّدون كثيراً بالإذعان لما جُعل من مسلّمات «الصواب السياسيّ»، أو ربّما من المقدّسات.

وما من شكّ في أنّ الدفاع عن هذه المشاعر، وهي مشاعر، يبقى أمراً صعباً، لكنْ ما من شكّ أيضاً في أنّ من الصعب تجاهلها أو نبذها، هي التي أنتجتها المقارنة العارية بين ما كان عليه اللبنانيّون قبل الاستقلال وما باتوا عليه بعده. وها هم اليوم من يعبّرون عن عدم رغبتهم في الوحدة اللبنانيّة التي يُفترض أنّ الاستقلال من محطّاتها الكبرى، يجهرون بآرائهم ويدعون إلى تدبّر أمر البلد بطرق أخرى.

فليس في صالح الاستقلال، ولا من البراهين على جدواه، ما نعيشه اليوم بوصفه آخر الشواهد الكثيرة وأعلاها: أن تُخاض حرب مدمّرة لم يقرّرها البرلمان المنتخب، أو أن تكون رئاسة الجمهوريّة شاغرة والبرلمان صامتاً إبّان التفاوض لوقف هذه الحرب المدمّرة، بحيث يتولّى رئيس السلطة التشريعيّة التفاوض لا بصفته هذه، بل بوصفه ممثّلاً عن الحزب الذي زجّ نفسه وزجّ البلد في الحرب.

لقد قيل، حينما استقلّ لبنان في 1943، أنّ الاستقلال هذا إنّما هو خلاصة أمرين متلازمين: أن يكفّ المسيحيّون عن المطالبة ببقاء الانتداب الفرنسيّ، وأن يكفّ المسلمون عن المطالبة بإقامة وحدة مع سوريّا. وبالفعل كفّ الطرفان مذّاك عن هاتين المطالبتين، كما أنّ فرنسا لم تعد في وارد الرغبة بممارسة الانتداب أصلاً، ولا عادت سوريّا في وارد المطالبة بضمّ لبنان إليها. مع هذا، أطلّ، مرّاتٍ عدّة، وحش العجز عن بناء دولة مستقلّة حاملاً أسماء وعناوين أخرى يتراءى معها أنّ العجز المذكور يكاد يكون قدراً.

فـ»النفيان اللذان لا يصنعان أمّة»، بحسب العبارة الشهيرة للكاتب الراحل جورج نقّاش، لا يقتصران على التخلّي عن المطالبتين هاتين. إذ «النفي» الذي تتعدّد أشكاله يقيم في بطن بالغ الخصوبة، فيما يقيم توصّل اللبنانيّين إلى إجماعات في بطن عقيم ومجدب. ونعرف كيف أنّ طاقتنا الذاتيّة في النفي فاقت مثيلتها في التوكيد مرّة بعد مرّة. ونعرف أيضاً، وبفعل ذاك التفاوت، أنّ أكثر من نصف الـ81 سنة سبق أن قضاه اللّبنانيّون في حروب بينيّة، إمّا مديدة أو متقطّعة، وإمّا على نطاق وطنيّ أو منحصرة بمواضع ومناطق معيّنة... واستناداً إلى تجربة مأسويّة كهذه بات يمكن الاستنتاج أنّ لكلّ لبنانيّ عدوّاً لبنانيّاً، إمّا يفكّر بالاستقلال عنه أو يفكّر بوحدة معه لا تكون إلاّ إخضاعاً له ومصادرة لحقوقه.

وأنكى من ذلك أنّ الرواية «الثقافيّة» السائدة، وكما في أغلب الأحيان، إمّا قاصرة عن اللحاق بما أدركه الحسّ الشعبيّ تجريبيّاً، أو مُنكرةٌ ذلك كلّه، تستمدّ راحتها واطمئنانها من إجماع لفظيّ، بل تلفزيونيّ، صنعته اللغتان الرسميّة والإيديولوجيّة، حول عداوة «العدوّ الإسرائيليّ» الحصريّة.

والحال أنّ السؤال العمليّ والنظريّ الفعليّ يكمن بالضبط هنا: فإذا كان الاستقلال هو ما تناله الشعوب والبلدان، أو ما يُعطى لها، فما العمل حين لا يكون الشعب شعباً، ولا يكون البلد بلداً. وهو سؤال يتعدّى لبنان الذي ترجم مشكلته بالحروب الأهليّة، ومن بعدها، وبموازاتها، بالحرب الراهنة مع إسرائيل، إلى بلدان مشرقيّة أخرى، كسوريّا والعراق اللذين ترجما المشكلة بالانقلاب العسكريّ، حتّى إذا رحل مؤسّسا الطغيان الحديث فيهما انتقلا إلى حروب أهليّة متفاوتة الوتائر.

والراهن أنّ إفلاس الاستقلال اللبنانيّ، وإفلاس استقلالات كثيرة أخرى في «العالم الثالث»، لم يعد يُخفيهما ويتستّر عليهما إلاّ مبدأ الاستقلال ومبدأ حقّ الشعوب فيه. وهذا ما يحوج المُساجِل في أحقيّة الاستقلال لأن يتشدّق بالمبدأ القويم والمطلق ثمّ يعجز عن تقديم برهان عمليّ واحد يؤكّد أنّه مبدأ قويم ومطلق.

فالاستعمار وزمنه ولّيا، وخسرت تلك الأبويّة الأوروبيّة والغربيّة معركتها، بعدما خسرت تمييزها القديم بين «المتمدّن» و»غير المتمدّن». إلاّ أنّ شعوباً كثيرة من تلك التي استقلّت، وعلى رأسها الشعب اللبنانيّ، لم تكسب معركتها في التدليل على استحقاق الاستقلال الذي حصلت عليه قبل عشرات السنين. وفي هذه الهوّة نعيش الاستقلال بوصفه طقساً ميّتاً نمارسه ونحن نشخر ونغطّ نِياماً، أو ننساه، أو نضحك منه وعليه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ



GMT 16:31 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

طريق السّد

GMT 16:29 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

نتنياهو والأجواء المفتوحة

GMT 16:27 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

المشرق العربي أمام تحدّيات ما بعد الممانعة

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

مها وليزا... والموناليزا!

GMT 16:23 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

مجرمون في حرب غزة... غَزيون

GMT 16:22 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

الشرق الأوسط والهُدن المؤقتة

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

«بوسيدون»... مفاتيح ترمب الاستراتيجية الخمسة

GMT 16:13 2025 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

سكة الندامة: الفواعل من غير الدول!

GMT 19:41 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

المغربيتان عرافي وعقاوي تتأهلان إلى نصف نهاية سباق 1500متر

GMT 14:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

زكريا العامري يمثل عمان في رالي الإمارات للسيارات

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

فروسينوني الإيطالي يعلن تعيين باروني مديرًا فنيًا للفريق

GMT 22:37 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شرفات أفيلال تكشف حقيقة قرب توليها رئاسة جامعة مغربية

GMT 06:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

إشاعات عن بوادر علاقة إيجابية بين ترامب وكيم جونغ أون

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 02:16 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

200 مليون سنتيم مداخيل مدرسة الوداد

GMT 05:37 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني شاكر يستعد للإعلان عن أغنية "مصر محتاجانا" الأسبوع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib