أزمة انبهار
زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر توكارا جنوب غرب اليابان الولايات المتحدة تشترط نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب اسرائيلي تصعيد جديد في الحرب اوكرانيا تستهدف مطارات روسية وتدمر ثلاث طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه مستوطنة كيسوفيم الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 20 شخصاً خلال مظاهرة دعماً لفلسطين بعد دخول قرار حظر جماعة "تحرك من أجل فلسطين" حيز التنفيذ انفجارات تهز مقاطعة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا مع إعلان حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء البلاد وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر يناهز ال 71 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وفاة الممثل جوليان مكماهون عن عمرٍ يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان بزشكيان يشيد بمواقف دول الجوار في قمة إيكو ويؤكد أن رد إيران على إسرائيل كان دفاعاً شرعياً توتر بين نتنياهو ورئيس الأركان الاحتلال الإسرائيلي بسبب خطة وقف إطلاق النار وهدنة الستين يوما على المحك
أخر الأخبار

أزمة انبهار

المغرب اليوم -

أزمة انبهار

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

يحتاج أي جيل إلى شيء من الانبهار حتى لو كان اقتباساً ليرنو به عالياً ويُشعل جمرة الحلم والطموح والأمل. فالانبهار محرك لبذل الجهد والتحمل والجهاد من أجل غد وعده بالسعادة أكثر صدقاً. ومن يتصفح التاريخ البعيد والقريب، سيرى أن الانبهار محرك النخب والأجيال، وهو الواقف وراء الإنجازات التاريخية. ذلك أن الإنجاز مرتبط بالانبهار. فمن انبهروا بآيديولوجيات معينة تمكنوا من تحقيق الجزء المضيء منها وعاشوا الارتباط الفكري ورحلته الشاقة.

إن الانبهار المقصود هو ذلك الذي يروق لنا ويصلح ليكون قضية نؤثث بها العمر ونجني المعنى أو نمنحه حياتنا من أجل تحقيق ذلك المعنى.

صحيح أن آيديولوجيات كثيرة تهاوت. بل إن الآيديولوجيا نفسها أُعلن خبر نعيها ولم يتبقَّ من الآيديولوجيات غير سلبياتها، بعد أن تعرَّت تماماً، وتلاشى ما كانت تحمله من انبهار شدَّ إليها أجيالاً وأجيالاً. أجيال آمنت بالاشتراكية، وأخرى ليبرالية، وأخرى اختارت الفكرة القومية، وزاوجت بينها وبين التوجه نحو المعسكر الاشتراكي زمن الحرب الباردة.

إنه انبهار من نوع خاص؛ الانبهار بفكر. الانبهار بقضية. الانبهار بقيم. الانبهار بدولة. الانبهار بشخصية فكرية أو سياسية...

ما هو ثابت أنه كان دائماً يوجد ما هو جدير بالانبهار.

لِنَقُل إنه حتى التسعينات من القرن الماضي كان يمكن الانبهار. وما بعد تاريخ حرب الخليج الأولى وإلى حد الساعة، فإن حالة الانبهار تتدحرج من أزمة إلى أخرى أكبر وصولاً إلى ما يشبه العدم.

بعد سقوط الآيديولوجيات التي نجحت في أوج ظهورها وقوتها في إنتاج نخب ذات نضالية عالية، ونشطت الحياة الفكرية والنقدية، وخلقت نوعاً من الصراع الآيديولوجي البناء، فإن الأجيال التالية حوَّلت وجهة الانبهار إلى مدارات خارج الآيديولوجيا التي بلغت منتهاها: أصبحنا أكثر انبهاراً بحقوق الإنسان وبالديمقراطية وبالحلم الأميركي والمدنية الأوروبية.

المشكلة اليوم أن مضامين الانبهار الجديدة في أزمة. كلها تلاشت دفعةً واحدةً، وفي اللحظات التاريخية ذاتها. كمٌّ هائل من الأحداث أطفأ المضامين الجديدة للانبهار، وأظهر حجم الزيف العالق بها.

المشكلة الكبرى أن هذا الانطفاء قتل فكرة الانبهار والرّهان على فكر وفكرة. والنتيجة اليوم واقعية تلبس قناع اليأس.

لو نفكك بشكل جيد انطفاء المضامين الجديدة الكبرى للانبهار: بالنسبة إلى حقوق الإنسان التي ناضلت من أجلها أجيال وأجيال، سواء منها الحقوق الأساسية أو الحقوق الفردية، فإنها على أرض الواقع خضعت للعبة المكيالين، وليست حقوقاً لكل الناس. فحقوق شعب هي مرآة لموقع دولته في الخريطة الدولية، وكلما كانت دولته قوية كانت حقوقه مضمونة، خلافاً لشعب دولته لا حول لها ولا قوة في نادي الدول الكبرى. ومن ثم، فإن روح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يُعتدى عليها مرات ومرات، ويكفي استحضار مثال أهل غزة وصور الأطفال القتلى والنساء، والآخرين المفجوعين الخائفين، حتى ندرك أن العالم الذي لا يحمي أطفاله هو أبعد ما يكون عن حقوق الإنسان، فضلاً عن كونه عالماً يفتقر إلى الشهامة. والذي يزيد في انطفاء الانبهار بفكر حقوق الإنسان هو أن المؤسسات التي من المفروض أنها الضامنة له فشلت في ذلك، بما يعني أن المشكلة هيكلية، علاوة على أن مسألة حقوق الإنسان خاضعة لموازين القوى، وليست مبدئية كما كان يظن المنبهرون بها.

أما الديمقراطية، تلك الكلمة السحرية التي كنا نعتقد أن إرساءها يعني التخلص من كل ما ينغص الحريات والتعايش والانتقال إلى مدار المواطنة من خلال آلية دوران النخب، فقد اتضح أن الوصول إلى الحكم مرهون في أعتى الديمقراطيات بالقوى المساندة لمن يخدم مصالحها في الحكم. ولنا في البيت الأبيض مثالاً يمكن الاحتكام إليه. وأن تكون الديمقراطية في بلد الحلم الأميركي بهذه المشروطية، وفي غيرها أيضاً، فإن ذلك ينتهي بنا إلى تراجع الانبهار بفكرة الديمقراطية؛ حيث ليس فيها دائماً الحكم للشعب بقدر ما هي دائماً للفئة الأقوى والأكثر دعماً في الشعب.

لنأتِ إلى أوروبا المدنية المنفتحة القائمة على أسس الجمهوريات، إنها اليوم تقريباً في قبضة اليمين الرافض للمهاجرين، ومنذ سنوات أصبحت التأشيرة إلى أوروبا كشيء أقوى من الحلم العسير المنال. أوروبا التي قامت على أيادي الشعوب المستعمَرة في الماضي تغلق أراضيها في وجه شباب أفريقيا وهي تتفرج على جثثهم تتقاذفها الأمواج.

لا شيء يبعث على الانبهار بأكذوبة حقوق الإنسان، لا شيء يُحرض على الانبهار بالديمقراطية ذات الكواليس المفجعة، لا شيء ما زال يبهرنا بأوروبا. فهل انعدم الانبهار كلياً أم أن الانبهار في أزمة قد تكون عابرة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة انبهار أزمة انبهار



GMT 20:15 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

زهرة مدنية

GMT 20:14 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

العبودية الرقَمية... وهم ينظرون!

GMT 20:11 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

زمن بين القاهرة وطهران وطرابلس

GMT 20:09 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

كفانا عنترية وعواطف

GMT 20:08 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

قانون الإيجار القديم.. رؤية خبير

GMT 20:06 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

نتنياهو ــ ترمب... صفقة حقيقية أم ماذا؟

GMT 20:03 2025 السبت ,05 تموز / يوليو

لماذا سكت الشعراء؟!

GMT 00:41 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
المغرب اليوم - أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب

GMT 06:27 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

المواصفات الكاملة لهاتف LG الجديد Stylo 4

GMT 09:43 2014 السبت ,10 أيار / مايو

أفكار لألوان المطبخ تخلق مناخًا إيجابيًا

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وفاة طفل في مشفى ورزازات متأثرًا بسم عقرب

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

انتخاب الحبيب المالكي رئيسًا للبرلمان المغربي

GMT 14:03 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "ملافسينت" لأنجيلينا جولي يحقق 480 مليون دولار

GMT 18:33 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

العناية بالشعر الجاف و الهايش فى الصيف

GMT 02:59 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

سيرين عبدالنور تكشف عن دورها في "الهيبة - الحصاد"

GMT 21:36 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

وفاة 7 أشخاص في حادث إنقلاب سيارة في إقليم ورزازات

GMT 20:59 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة

GMT 09:47 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عارضة الأزياء جيجي حديد في إطلالات مثيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib