الكفر بالوطن
التحول الرقمي بالمغرب يواجه خطر اختراق واسع بعد اكتشاف ثغرة في Forminator إخلاء طائرة تابعة لشركة الطيران "رايان إير" في مايوركا بسبب إنذار كاذب وإصابات طفيفة بين الركاب زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر توكارا جنوب غرب اليابان الولايات المتحدة تشترط نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب اسرائيلي تصعيد جديد في الحرب اوكرانيا تستهدف مطارات روسية وتدمر ثلاث طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه مستوطنة كيسوفيم الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 20 شخصاً خلال مظاهرة دعماً لفلسطين بعد دخول قرار حظر جماعة "تحرك من أجل فلسطين" حيز التنفيذ انفجارات تهز مقاطعة خميلنيتسكي غربي أوكرانيا مع إعلان حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء البلاد وفاة الإعلامية والفنانة الإماراتية رزيقة الطارش عن عمر يناهز ال 71 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء وفاة الممثل جوليان مكماهون عن عمرٍ يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع مرض السرطان
أخر الأخبار

الكفر بالوطن!

المغرب اليوم -

الكفر بالوطن

آمال موسى
بقلم : آمال موسى

أثناء الانفجار الهائل الذي هز بيروت وأوقعها في مشهد من الخراب والحزن، بلغ الانفعال بعدد من اللبنانيين إلى إعلان أن الهجرة أرحم من البقاء في لبنان وأن لبنان لم يعد المكان الآمن. هذا الخطاب الذي حاولتُ تهذيبه وغض الطرْف عما تضمنه من كفر بالوطن، أصبح ظاهرة في بلدان عربية كثيرة. ففي تونس يتكرر هذا الخطاب بين من يبحث عن أفق لمغادرتها وبين رافض للعودة إلى أرض الوطن.
وأحياناً نسمع كلاماً في تجريح تونس الوطن أو لبنان الوطن أو..... يقشعر له البدن ونصعق من شدة الاحتقان والكفر الشديد بشيء اسمه وطن. وفي مقابل ذلك فإن هذا الخطاب نكاد لا نسمعه من مجتمعات غير عربية وإسلامية.
الواضح أن علاقة شعوبنا بالوطن تعاني من وهن ومن عطب عميق. السؤال مَن أفسد هذه العلاقة وما هي الالتباسات التي وقعت في فخها؟
لنبدأ بالسؤال الثاني: نلاحظ أن هناك نوعاً من الاندغام بين الطبقة الحاكمة والوطن. أي أن الذين يحكمون في بعض البلدان أصبح الناس يتعاملون معهم على أنهم هم الوطن. لذلك فإن حالة الإحباط السياسي التي يعاني منها هؤلاء من إخفاقات الطبقة السياسية الحاكمة هناك من يحولها في وجه الوطن وشحنته الرمزية. أي أن الأوطان تعرف إسقاطات سلبية لا يد لها فيها.
وبناء عليه يمكننا أن نستنتج هول تداعيات الفشل السياسي، خاصة الذي يقترن بالفساد واللامبالاة وبالحسابات غير الوطنية. فالنتيجة قاسية وموجعة باعتبار أن بلوغ الفرد نقطة الكفر بالوطن يعني أنه فرط في قطعة من جسده وتنازل عنها وقطع عضواً عزيزاً يمنحه الحياة الطبيعية.
فالسياسة في بلداننا تجاوزت الانتقادات التي كنا نوجهها لها في العقود الماضية وانتقلت إلى منطقة حمراء خربت فيها تمثلات الوطن وأنتجت حالة شعورية معقدة وغير طبيعية، حيث إن حب الوطن يعني حب الانتماء ويعني الاعتزاز ويعني أن المسار التاريخي للحب يبدأ بالوطن ويتفرع نحو روافد أخرى تنهل منه وتصب فيه.
وهكذا يتضح لنا أن هناك نخباً سياسية حاكمة قد أفسدت علاقة الشعوب بوطنها ومن ثم فقد أسهمت في خلق أجيال معطوبة في وجدانها وينقصها أهم دروس الانتماء وهو درس الانتماء للوطن.
إذن بعيداً عن انتقاد خطاب تهجين الأوطان والكفر بالوطن فإننا نتوقف عند بعض أفكار أهمها أن الاعتقاد في الوطن وتقديس علاقة الانتماء به ليست ثابتة ومقدسة بل هو شعور يخضع للتأثيرات الإيجابية كما السلبية، مما يجعل من حب الوطن ليس أمراً بديهياً مع الأسف بقدر ما هو نتيجة وتفاعلية إيجابية يمكن أن تكون وتكبر ويمكن أن تتلاشى بفعل الإحباطات.
طبعا في تراثنا العربي نجد ما يشير إلى تمجيد الغربة أحيانا وفي تمجيدها استبطان لتهجين الانتماء للوطن ولمسقط الرأس. كما أن تاريخنا المبني على الرحيل بحثاً عن الماء والنبات وما يسد الرمق، سطر ذاكرة تتجاذب بين الاستقرار والهجرة والتنقل. الانتماء كان يعني القبيلة ثم العرق ثم الدين، وعهدنا بفكرة الوطن ليس قديماً بشكل يسمح لها بالتغلغل في الوجدان، بل إن الأوطان في بعدها الجغرافي هي حديثة التقسيم؛ فمن كان ينتمي إلى بلاد الشام بات عليه منذ عقود قليلة جداً أن يحدد أي قطعة في بلاد الشام هي وطنه.
وحتى غرس ثقافة حب الوطن وكيفية البناء الرمزي للعلاقة بالوطن لم تتعهدهما المدرسة بشكل معمق، وارتبط إنتاج الشعر الوطني والأغاني الوطنية بالمناسبات السياسية والانتماء السياسي، الأمر الذي أضفى على المنتوج الفني الخاص بتيمة الوطن شيئا من النفاق لأن السياسة ذاتها في بعض بلادنا على امتداد العقود الماضية اعتمدت بنيويا على التزلف والنفاق.
وكدليل على هذا الكلام أن الكثير من الأغاني المصنفة وطنية في تونس وتم إنتاجها في مرحلة حكم رئيس سابق قد تمت مقاطعتها في وسائل الإعلام وتم التعامل مع أصحابها المطربين بمسافة واتهامات.
يبدو لي أننا نحتاج إلى تفكيك راهن العلاقة بالوطن وتخليص هذه العلاقة من الشوائب والالتباسات وذلك بتعزيز المؤسسات المعنية ببناء العلاقة بالوطن مثل المدرسة وكل ما يخص الإنتاجات الثقافية.
من جهة ثانية قد أصبح مؤكداً أنه لا يمكن أن يستمر الواقع السياسي المستخف بالشعوب وكشفت التجارب المريرة أهمية السياسة في تشويه الإنسان في بلداننا. فكل فرد يعاني من الإقصاء والتهميش ولا ينعم بالحد الأدنى من الكرامة في وطنه هو مشروع عدو لوطنه وليس عاشقاً كما يجب أن يكون. بمعنى آخر فإن العاطل عن العمل هو يعاني من عدم الاعتراف به اجتماعياً فيكون الاحتجاج والانشقاق عن الوطن.
إن تبرير حالة الكفر بالوطن والبحث عن الأسباب التي أنتجتها لا يجعلان من هذه الحالة مقبولة لأن بلوغها يعني تمرير خطاب سلبي وفقير للأجيال القادمة، ويعني أن أوطاننا على كف الاحتقان والانشقاق والكراهية. فكل شيء كي يدوم يحتاج إلى الحب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكفر بالوطن الكفر بالوطن



GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 00:41 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
المغرب اليوم - أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب

GMT 06:27 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

المواصفات الكاملة لهاتف LG الجديد Stylo 4

GMT 09:43 2014 السبت ,10 أيار / مايو

أفكار لألوان المطبخ تخلق مناخًا إيجابيًا

GMT 06:03 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

وفاة طفل في مشفى ورزازات متأثرًا بسم عقرب

GMT 06:43 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

في ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

انتخاب الحبيب المالكي رئيسًا للبرلمان المغربي

GMT 14:03 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "ملافسينت" لأنجيلينا جولي يحقق 480 مليون دولار

GMT 18:33 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

العناية بالشعر الجاف و الهايش فى الصيف

GMT 02:59 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

سيرين عبدالنور تكشف عن دورها في "الهيبة - الحصاد"

GMT 21:36 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

وفاة 7 أشخاص في حادث إنقلاب سيارة في إقليم ورزازات

GMT 20:59 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة

GMT 09:47 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عارضة الأزياء جيجي حديد في إطلالات مثيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib